السلام أوَّل النّطق..
وكان للطريق ألفُ بابٍ
شَجَّني الشَّجنُ وبواباتُ المدن تُشرع في وجه التخيُّل
كيف تكون خطوات فوق خطوات الذين عبروا...
علَّقوا البيوت في الجبال، تدلَّت، كروم عنب، وتفاح، وتين..
نبع العسل، تقطَّر رحيقاً انبعث له خاطر الحنين لنبع الكرى..
بين لسعة الجمال، ولسعة العذوبة..
نهض جمال قدسيّة الإله، هذا الخالق العظيم..
يا سبحان الله..
ونفحة باردة تغسل دكن الرَّهق، وضحالة فتات الصيف في عروق تخثرت زهقاً، وتفجّر الحنين فيها للكلام...
هذا الصّباح..
كان قلمي يترصَّدني، وورقتي يعتسفها الفراغ..
ثمّة عقد قدسي بيني وبينهما..
غسلتهما بدمعة حين أكَّدْتُ لهما ضجَّة الشوق فيَّ..
والسّلام آخر النُّطق
وكان للبوَّابات مغاليق تقصيني عن رؤية آخر عقدة فيها بعد أن ابتلعني الطريق..
وهزيع الطائرة في إغفاءتها الطويلة داخل السُّحب والغياهب أسلمتني لرحلة الدّروب..
أوجه في الطَّوايا تبدَّت تخايل ورقتي...
ولا تزال ظلال كفي وقلمي تنعكس فوق الورقة تتابع حركة القلم والورقة تكتظ بالفرح.. غادرها الفراغ..
لماذا الرحيل؟
وكيف الإياب؟
ومتى تكتمل حلقة الاستفهام والإيضاح؟
والدروب تتلاحم النقاط..
حلقة الأرض لا تنفصل
كما الوقت لا يتجزأ..
لكن الإنسان وحده مَن يجزئ الأرض، مَن يفصل الزمن...
وتلك كانت
تحية السلام...
حين لا يكون هناك انفصال بين ما تؤدِّي إليه بوَّابة، وما تأتي به أخرى في حلقة زمن أو بقعة أرض..
تلك كانت
نفحة من جنَّة الأرض
غسلها ماء تقطَّر من نبع العسل، تلاحم بنبع الكرى وأوردة الفرح
تتناهض التعبير..
و....
سلام لكم جميعكم بعد إياب آتٍ لكم.. مبلغ عنِّي جميعكم
تحية اللقاء..
|