* واشنطن -(د.ب.أ):
بعث البطء المروّع في نمو الوظائف الأمريكية في تموز - يوليو الماضي موجات من الصدمات عبر الأسواق المالية الدولية الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت سندات الخزانة الأمريكية وأشارت الأنباء إلى أن مستثمري السندات يقللون من توقعاتهم الخاصة بالنمو الاقتصادي.
وهبط الدولار في مواجهة اليورو والين وهبطت بورصة الأسهم الأمريكية هبوطا مفاجئاً وارتفع سعر الذهب عالياً. ولكن الأنباء تميزت بالأهمية في واشنطن كما هو عليه الحال في وول ستريت.
فقبل أقل من ثلاثة شهور من تاريخ انتخابات 2 تشرين الثاني - نوفمبر أفادت وزارة العمل الأمريكية بأنه تبين من دراستها عن أصحاب العمل أن الوظائف زادت بمعدل 32 ألف وظيفة جديدة في تموز - يوليو.
وكان معظم الاقتصاديين قد توقعوا زيادة الوظائف بأكثر من 200 ألف وظيفة. وقالت لاوري كاميرون رئيسة القسم الدولي للتبادل النقدي ببنك جي بي مورجان تشاس لوكالة بلومبيرج للأنباء المالية في نيويورك: (إن الرقم يرسم صورة رهيبة للغاية للنمو وللوظائف).
وأصابت بيانات العمل الأسواق المالية في أنحاء العالم بالرعب.
وانخفضت كافة مؤشرات بورصة وول ستريت الرئيسية على الأقل بنسبة 1.5 في المئة بينما فقد الدولار 1.5 سنت في مقابل اليورو وتدهورت مكاسب سندات الخزانة الأمريكية.
وارتفع الذهب وهو الملجأ التقليدي ضد الشكوك الاقتصادية والسياسية بمقدار 8.15 دولار أمس الجمعة ليصل إلى 399 دولاراً في أسواق السلع في نيويورك.
وكان لتقرير العمل الأمريكي تأثيره أيضاً على مؤشر إس أند بي/تي إس إكس في تورنتو والذي فقد أكثر من 1 في المئة وعلى مؤشر داكس في فرانكفورت والذي أغلق على انخفاض بنسبة 2.65 في المئة.
والخوف الأكبر قد يكون في البيت الأبيض حيث كان يأمل المستشارون السياسيون للرئيس جورج بوش بركوب موجة الصعود هذا العام في الاقتصاد الأمريكي إلى فترة رئاسية ثانية مدتها أربعة أعوام.
وثبت أن الاقتصاد الأمريكي كان يتجه إلى الركود مع تولي بوش منصبه في كانون الثاني/يناير عام 2001.
وكانت ظروف الأعمال بادية في التطور عندما هاجم خاطفون انتحاريون بطائرات مركز التجارة العالمي في نيويورك.
وبعد عامين من ركود عام 2001 توقف النمو الاقتصادي وضعفت حيويته واستمرت الوظائف الأمريكية في التقلص وسط شكوك سياسية ومع غزو العراق عام 2003.
وفي العام الماضي زاد إجمالي الناتج المحلي الأمريكي بنسبة 4.8 في المئة في كل ربع تقريبا وانتهي إلى مستوى قياسي لأول مرة خلال 20 عاماً.
وفي آب - أغسطس عام 2003 زادت الوظائف الأمريكية بـ 1.5 مليون وظيفة وظل ذلك أقل بمليون وظيفة من عدد الوظائف التي فقدت بعد ركود عام 2001. واستنفد الارتفاع في أسعار البترول منذ أيار/مايو الماضي قدراً متزايداً من دخول المستهلكين الأمريكيين.
ويوم الخميس اطلعت وول ستريت على تقارير مخيبة للآمال عن مبيعات التجزئة حيث ألقت الشركات باللائمة على ارتفاع أسعار الوقود والأغذية في الأضرار بالانفاق التناسبي للأفراد.
وجاءت معدلات النمو في الربع الثاني من العام بنسبة 3 في المئة وهو أمر جدير بالتقدير بالمعايير التاريخية ولكنه دون التوقعات.
وقد وصف رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي الأمريكي آلان جرينسبان ما حدث بأنه يعتبر وقفة.
والان يزيد عدد الوظائف الخوف من احتمال وجود أكثر من عقبة على الطريق لدعم النمو الاقتصادي.
وبداية من عام 2001 عمل بوش على إجراء تخفيضات ضريبية كبيرة عن طريق الكونجرس حيث يمتلك حزبه الجمهوري أغلبية بسيطة في المجلسين. واعتبر أن تخفيض الضرائب على الدخل بالنسبة للأفراد والأعمال الصغيرة سوف يشجع على العمل والاستثمار.
وأما المنافس الرئيسي للرئيس بوش السيناتور الأمريكي جون كيري عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساشوسيتس فرأى أن تخفيضات الضرائب لم تكن فعالة وعمقت من العجز المتزايد في الميزانية وقدمت مزايا عديدة جداً للاثرياء.
وقد رشح رسمياً للرئاسة الأسبوع الماضي في المؤتمر الانتخابي للحزب الديمقراطي.
وكان آخر شعار للحملات الدعائية التليفزيونية للمرشح بوش شعار (تحركي للأمام يا أمريكا).
وقال كيري أمس الجمعة: (إن الرئيس مازال يقول لقد اجتزنا المنحنى ولكن للأسف أرقام العمل اليوم توضح أكثر أن اقتصادنا ربما يأخذ منحنى آخر بدلاً من ذلك). وأضاف (أمريكا لن تجتاز المنحنى إلى أيام أفضل حتى يكون لديها رئيس جديد يستطيع رؤية مشاكلنا واتخاذ إجراءات بصدد إصلاحها).
وفي مؤتمر انتخابي عقده يوم الجمعة في نيوهامبشاير الولاية الصغيرة في الشمال الشرقي أشاد بوش بمرونة الاقتصاد.
وقال: (لقد عانينا من الركود. وعانينا من فضائح المؤسسات. وعانينا من هجمات إرهابية).
وأضاف (لقد تغلبنا على هذه العقبات لأن روح الأعمال قوية وتغلبنا على هذه العقبات بسبب التخفيضات في الضرائب التي فرضت في وقتها). ولكن الوقت يمر على حملة بوش الانتخابية لإقناع الناخبين الأمريكيين بشأن الرفاهية.
|