* باريس - أ.ش.أ:
قالت مجلة جين أفريك لانتليجان الفرنسية في تحليل لها أوردته في عددها الأخير تحت عنوان انتهاء عهد البترول الرخيص الثمن انه في الوقت الذي يقدر فيه الاحتياطي التقليدي من البترول بنحو 1000 مليار برميل وهو ما يمثل أربعين عاماً من الاستهلاك بمعدل الاستهلاك العالمي الحالي فإن الاحتياطي البترولي الكامن في مناطق واعدة مثل بحر قزوين لا يمثل إلا عامين من الاستهلاك كما تبدو طاقات الآبار البترولية البحرية محدودة ومن ثم فإن الخلاص سيأتي مرة أخرى من الشرق الأوسط بوجه عام والمملكة العربية السعودية بوجه خاص حيث يقدر ما يحويه باطن أرض هذه المنطقة بنحو 700 مليار برميل إضافية من البترول.
وأشارت المجلة إلى أنه فيما وراء التهديدات الإرهابية وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط يبدو أن كل الظروف قد تضافرت من أجل استمرار اتجاه أسعار البترول إلى الارتفاع وفي هذا الإطار أشارت المجلة إلى سيناريو مفجع أورده موقع جلوبال جيريلاس الذي يديره جون روب وهو خبير صناعي أمريكي تحول إلى تقديم المشورة في مجال أمن الجغرافية السياسية. أن أغلبية الخبراء يتفقون حول نقطة واحدة تتمثل في أن عهد البترول الرخيص الثمن قد ولى مع تعاظم المخاطر الجغرافية السياسية التي تنعكس في شكل زيادة أقساط التأمين ما بين 8 و10 دولارات للبرميل وتزايد الطلب على البترول مع عرض يتسم بالجمود الشديد.
وأشارت مجلة جين أفريك لانتليجان إلى أنه من المتوقع أن تستقر أسعار البترول بين 35 و40 دولاراً للبرميل نظراً لأن تعطش الاقتصادات الغربية والآسيوية يبدو لا حدود له موضحة أن آخر تقديرات وكالة الطاقة الدولية تتوقع أن يقفز الطلب العالمي على البترول من 79.5 مليون برميل يوميا في عام 2003 إلى 81.4 مليون في عام 2004 وإلى 83.2 مليون في عام 2005م.
وأكدت المجلة أن المسئولين عن زيادة أسعار البترول معروفون وتتصدرهم الصين التي يتوقع أن يزداد استهلاكها من البترول هذا العام بنسبة 14 في المائة مقارنة بالعام السابق من أجل تغذية نموها الاقتصادي الهائل. وحول إمكانية تلبية الدول المنتجة للبترول لاحتياجات الطلب قالت المجلة عن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) مؤخراً انها ستزيد إنتاجها بمقدار 2.5 مليون برميل يومياً فيما بين شهري يوليو وأغسطس بيد أن ثمة علامة استفهام كبرى تحيط بالموقف، بعد ذلك نسبت المجلة إلى أوليفييه ريش الاقتصادي بالمعهد الفرنسي للبترول قوله: إننا دخلنا فترة من التوتر الهكيلي مع استمراره وهو الأمر الذي أكدته وكالة الطاقة الدولية مؤخراً حين دقت ناقوس الخطر محذرة من أن ضعف الطاقة الإنتاجية الإضافية يتيح هامش مناورة محدود للغاية في حالة توقف الإمدادات البترولية بشكل غير متوقع. ووصفت مجلة جين أفريك لانتليجان الموقف بأنه بالغ الدقة ولاسيما أن المملكة العربية السعودية تظل الدولة الوحيدة من بين الدول المنتجة للبترول القادرة على ضخ إمدادات إضافية تتراوح ما بين 1 و1.5 مليون برميل يوميا لتحقيق التوازن بين العرض والطلب نظرا لأن العراق مازال من الناحية الواقعية غير قادر على تقديم إمدادات بترولية ثابتة ومن ثم عادت الحقيقة لتفرض نفسها بقوة مرة أخرى وهي أن المملكة تظل الدولة البترولية الأولى في العالم بإنتاج يصل إلى 8 ملايين برميل يوميا واحتياطي عالمي يقدر بنسبة 23 في المائة.
وأكدت المجلة أن التوتر يشوب شبكة البترول العالمية برمتها موضحة أن اشتعال النار في معمل تكرير نرويجي كبير كان كافياً لارتفاع أسعار البترول إلى 40 دولاراً للبرميل في نيويورك بل وإلى 45 دولاراً يوم 5 أغسطس الحالي.
وأشارت إلى أن ثمة نقاشاً يحتدم اليوم حول الموعد الذي سيتضاءل فيه عرض البترول، حيث يرى أكثر الخبراء تشاؤماً أنه سيحل اعتباراً من عام 2008 حتى عام 2010 فيما تؤجل الأغلبية العظمى من الخبراء هذا الموعد إلى الفترة من 2050 إلى 2060م.
|