* بغداد - د.حميد عبد الله:
أعلن مصدر في وزارة الدفاع العراقية إن فوجين من الحرس الوطني العراقي انسحبا من المعركة الدائرة بين قوات الاحتلال وقوات الحكومة العراقية من جهة وقوات جيش المهدي من جهة ثانية.
وقال المصدر إن الفوجين الخامس والسادس من اللواء 70 من الحرس الوطني العراقي أعلنا تمردهما على قيادتهما العسكرية ورفض أفرادهما القتال إلى جانب القوات الأمريكية ضد مقاتلي جيش المهدي مؤكدا إن الجيش العراقي وطيلة فترة الحكم الجمهوري التي استمرت 45 عاما لم يعرف حالة تمرد لأي من وحداته العسكرية بل انه كان من اكثر الجيوش العربية قوة وانضباطا مضيفا أن ضعف الحكومة واتساع الفجوة بين الشعب والجيش أدى إلى بروز حالة التفكك والانهيار بين صفوف الجيش العراقي الجديد.
وكشف المصدر أن القوات الأمريكية وبالتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية انتقت العناصر التي ستتولى اقتحام مدينة النجف وعهدت بقيادة المعركة إلى 30 من ضباط الحرس الجمهوري السابق الذين تمت إعادتهم إلى الجيش الجديد مراهنة على خبرة هؤلاء في قمع الانتفاضات الداخلية التي شهدها العراق في عهد صدام وخاصة انتفاضة آذار 1991 حيث يكرر التاريخ نفسه مع شيعة العراق بنحو جلي وان اختلف العدو واختلفت القضية.
مشيرا إلى إن من بين المواصفات المطلوبة في أفراد القوات العراقية المكلفة بمواجهة جيش المهدي أن لا يشك بولائهم للحكومة العراقية وان لا يكونوا منتمين للأحزاب والتيارات الشيعية لكي لا يضعف ولاؤهم وهم يقاتلون أبناء دينهم ومذهبهم وجلدتهم.
يذكر أن القوات الأمريكية قد أعادت اكثر من 70 ضابطا من ضباط الحرس الجمهوري السابق (كونهم عسكريين محترفين وكفوئين ولم يثبت ولاؤهم لنظام صدام) كما جاء في ديباجة قرار إعادتهم إلى الجيش.
في هذه الأثناء بدت حكومة اياد علاوي في اضعف حالاتها بعد أن انقلب الشارع العراقي برمته ضدها وبدأ مسؤولون كبار فيها بالاستقالة الأمر الذي ينبئ بمزيد من التداعي والانهيار. فقد أعلن عدد من مراكز الشرطة في العاصمة بغداد تمردها على الحكومة العراقية ووضع جميع أفرادها وقدراتها في خدمة جيش المهدي.
ففي مدينة الصدر الموالية بالكامل لمقتدى الصدر أعلن مقدم الشرطة كاظم زاير عن أن مركز الشرطة الذي يديره قد انفصل عن وزارة الداخلية واصبح جزءا من قوات جيش المهدي الأمر الذي يؤشر بانهيار في أجهزة الشرطة يكمل الانهيار في قوات الحرس الوطني ليضع حكومة علاوي في الزاوية الحرجة التي سوف لن تجد من خيار أمامها سوى التراجع عن معركة كسر العظم التي بدأتها ضد التيار الصدري.
من جهة أخرى توقع مراقبون سياسيون تأجيل انعقاد المؤتمر الوطني العراقي الذي من المقرر أن يعقد يوم الأحد القادم.
وعزا المراقبون توقعاتهم بتأجيل عقد المؤتمر إلى حالة الاحتراب السياسي الحادة التي يعيشها المجتمع العراقي وإلى أن عددا كبيرا من القوى والأحزاب والتيارات السياسية ستقاطع أعمال المؤتمر مرجحين أن يكون حرص الحكومة العراقية على عقد المؤتمر الوطني في موعده هو الذي دفعها إلى الضغط على القوات الأمريكية لتهدئة المواجهة مع مقتدى الصدر وتأجيلها إلى ما بعد انعقاد المؤتمر الذي أصرت الأمم المتحدة على تأجيله إلى يوم 15 أغسطس الجاري بعد أن وجدت أن الظروف السياسية غير ملائمة لانعقاده في موعده السابق.
|