حقيقة، تختلف القوانين الوضعية عن القوانين السماوية؛ فالتي من صنع البشر غالباً ما تختل فتهوي ويهوي كل شيء معها.
أما وإننا نبدل الأمور حسبما تقتضيه حاجتنا وحسبما نريده نحن وتبعاً لأهوائنا ومتغيرات الحياة فهنا نقف ونتعجب!
فماذا لو تبدلت المعايير وأصبحت القوامة بيد المرأة بدلاً من الرجل؟
قد تتغير مفاهيم كثيرة وتتبدل، وهو واقع نعيشه وتدركه عقولنا وتلمسه حواسنا عندما تختل الموازين وتتغير، ويصبح الرجل ذو القوامة تابعاً لسيدة تمسك بيدها زمام الأمور تأمر وتنهى، تعطي وتمنع.. يأخذ برأيها في المشورة، هي مَن تقدم وتعمل وتكدح.. وهو أسير المنزل ينتظر آخر الشهر لتقدم له على طبق من العذاب ما جنته وكسبته!
حقيقة مؤلمة، بل هي أكثر من جارحة لكرامة الرجل، هذه نماذج من الصور تنقلها إلينا بعض الشرائح من الناس، حينما تهمشهم الحياة لأنهم ضعاف عاجزون رضخوا تحت وطأة المادة، ذاك البريق الزائف فخسروا الكثير من العزة والكرامة!
عندما خلق الله الزوجين أعطى لكل واحد منهما مهامه حسب طبيعة كل واحد منهما، ولم يُوكل للمرأة أمر القوامة بل للرجل؛ لأنه أقدر وأقوى على التحمل والجلد وتحمل أعباء المسؤولية؛ لأنه مهيأ بصفات لا تتوفر لدى الجنس الآخر.
وثمة سؤال يطرح نفسه: ماذا يبقى للرجل الذي يرضى بأن تكون القوامة بيد المرأة؟
ومهما يكن من أسباب فلا بد أن يبرز دور كل فرد سواء كان رجلاً أو امرأة، ولا ضير في أن يتعاونا على الحياة القاسية ومتطلباتها، مع حفظ كل منهما لدوره الأساس دون أن يتعدى على الآخر.! وبذلك تسير السفينة في أمان حتى وإن واجهتها عواصف، ذلك أن الريادة التي تسيرها إرادة وعقل في قيادتها تصل إلى بر الأمان بإذن الله!
|