البحر العظيم .. تتلاطم موجاته جذلى في هدأة الليل.. ولكن عنف المزح بدد السكون.. ومن بينها موجة حزينة..
تبحث عن معزل تخلد إليه.. وتسلم من الضجيج الذي يطرد لذة حزنها.. والصخب الذي يقلق ذهنها.. إنها لا تريد أن ترتفع كأخواتها.. فهي متواضعة ترى أن الهدير رعب..
فانسلت عبر الزحام.. لتستقر في منأى تتأمل منه جمال الليل.. لأنها تعشقه.. ولكن ذكرياتها (ممحوة).. فأخذت تصور آلامها قائلة:
وجهك أخفاه ضباب السنين وضمه الماضي إلى صدره ألقى عليه من شبابي الحزين أحزان قلب تاه في ذعره وصوتك الخافي خبا لحنه وأوحشت سمعي أصداؤه فلست أدري الآن ما لونه ما رجعه الصافي وإيحاؤه ولون عينيك وأسرارها وشعرك الداجي وأمواجه غابت جميعاً أين تذكارها في ليل قلب طال ادلاجه كم في سكون الليل تحت الظلام رجعت للماضي وأيامه ابحث عن حبي بين الركام فلم تصدني غير آلامه.
|