Saturday 14th August,200411643العددالسبت 28 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

25 ذو القعدة 1391هـ - الموافق 11-1- 1972م - العدد 375 25 ذو القعدة 1391هـ - الموافق 11-1- 1972م - العدد 375
(الجزيرة) تستضيف الزعيم يحيى المعلمي (المدير العام لشرطة النجدة والمرور)
بدأ المرور منذ عامين إحصاء حوادث المرور للتعرف على أسباب الحوادث سواء كانت
من الطرق أو السائقين أو السيارات أو من العوامل الطبيعية لمعالجة الأسباب

* كتب الزميل - سراج الدين إبراهيم:
في هذا الحديث يغوص سعادة الزعيم يحيى المعلمي المدير العام لشرطة النجدة والمرور إلى أعماق مشاكل المرور معطياً رأياً منطقياً وجواباً صريحاً عن أسئلة (الجزيرة) عن المرور في ماضيه وحاضره ومستقبله..
ونحن إذ ننشر الأسئلة مع أجوبة سعادة الزعيم عليها نشكره على تجاوبه معنا رغم ضيق وقته وازدحامه بالمشاغل، حيث كان يتأهب للسفر الى المملكة للاشتراك في تنظيم المرور خلال موسم الحج أثناء استجوابي له على الأسئلة التي كانت موضوع هذا الحديث
* المرور قضية حياة يومية ولذا فهي شائكة تحتاج لتخطيط، ما هو دور إدارة المرور لمواجهة هذه القضية؟
- المرور في اعتبارنا: تنظيم وتعليم وتنفيذ، وهذه التاءات مرتبة ترتيبا متتابعا، فالتنظيم يمثل المرحلة الاولى وهو يشمل التنظيم الإداري لجهاز المرور الوظيفي واسلوب اداء العمل ووسائل تنفيذه، والتنظيم الفني الهندسي من تخطيط للطرق والميادين الى وضع اشارات المرور الضوئية واللوحات الارشادية والخطوط الموجهة لحركة السير والوقوف والتخطيط للمستقبل على ضوء التطور العمراني والسكاني والحركي، وتطور وسائل النقل والمواصلات كما يشمل التنظيم القانوني بإصدار الانظمة واللوائح التي توضح قواعد السير وآدابه وشروط السلامة ومتطلباتها.
ثم يأتي التعليم في المرحلة الثانية ليشمل تعليم رجال المرور كيف يمارسون اعمالهم ويؤدون واجباتهم وتعليم السائقين اصول السياقة الصحيحة وتوعية المواطنين بوجه عام بالطرق الكفيلة بتجنب الحوادث والوقاية من أخطارها وتجنب الازعاج.
وتأتي في النهاية مرحلة التنفيذ للتأكد من استيعاب الجمهور للتنظيمات التي وضعت لمصلحتهم واستفادتهم منها في تيسير قضاء مصالحهم ومنع من يحاول الخروج على هذه التنظيمات بالنصح طوراً وبالزجر والعقاب احياناً.
وقد وضعنا خطة مفصلة لكل مرحلة من هذه المراحل ونحن نقوم بتنفيذها حسبما تتيسر الوسائل وتتوافر الامكانات دون تقيد بالترتيب المرحلي، ولكننا نحاول ان نسير في كل مرحلة لنصل الى غايتها.
* تهتم إدارة المرور بالتخطيط الأفقي لتنظيم المرور.. يهمني أن يعرف الجمهور هذه الخطة ؟
- لم يتضح لي المقصود من هذا السؤال بالضبط ولكن اذا كان المقصود به هو التوسع الافقي في خدمات المرور فيهمني ان أؤكد ان إدارة المرور تسير في التوسع في اتجاهين: احدهما افقي ويتمثل في محاولة توسيع نطاق خدمات المرور في مختلف مدن المملكة وطرقها الرئيسة والتوسع في أداء الخدمات داخل كل مدينة، والآخر رأسي ويتمثل في محاولة رفع مستوى وكفاءة رجال المرور وتحسين أساليب أدائهم للواجب وتطوير الوسائل التي يمارسون بها أعمالهم.
* من البديهي ان مرور الرياض ومرور المنطقة الشرقية والغربية عام 1380هـ غيره في عام 1385هـ وعام 1391هـ، فهل لنا أن نعرف خطط المواجهة المرحلية لطفرات التغيير الاجتماعي لمدن جميع هذه المناطق؟
- لا شك ان التطور الشامل الذي تعيشه المملكة يترك آثاره الواضحة على المرور ونعترف أن تطور المرور لم يواكب النهضة العمرانية بقدر كاف، ولعل لذلك أسباباً خارجة عن إرادة رجاله، ولكنه لم يقف متجمداً في مكانه، ولعل تطور المرور في الرياض والمنطقة الشرقية يعتبر دليلا واضحا ومثالاً لتطور المرور في مختلف مدن المملكة.
وقد أعدت إدارة المرور العدة لإجراء مسح شامل لحركة المرور في مدن المملكة بادئة بمدينة جدة، وقد أعلن بالفعل عن طلب عروض شركات متخصصة في تخطيط المدن والطرق وأعمال المرور لإجراء المسح المطلوب وتقديم المشورة الفنية اللازمة لهذا الغرض ليكون بناء المرور بعد ذلك على أسس صحيحة من العلم والفن والدراسة الدقيقة والتجربة العملية.
* هل هناك مسح مروري او حركي لدراسة استطلاعية عن عدد الحوادث وتصنيف اسبابها.
أليس ذلك حيويا لمعرفة ومتابعة الحوادث للحد منها؟
- لقد بدأت إدارة المرور منذ عامين في احصاء حوادث المرور في كل مدينة وفي الطرق بين المدن.
وقد اعدت قسائم (استمارات) احصائية تشتمل على المعلومات المطلوبة ويجري جمع المعلومات وتحليلها بالتعاون مع مصلحة الاحصاءات العامة للتعرف على اسباب الحوادث سواء كانت من الطرق او من السائقين او من السيارات او من الظروف والعوامل الطبيعية لمعلاجة كل سبب بما يلائمه.
وقد كلفت كل إدارة من إدارات المرور في المدن بوضع علامات مميزة لأنواع الحوادث سواء كانت شاملة لوفيات او اصابات او خسائر مادية ووضع هذه العلامات في مواقع الحوادث على خرائط مكبرة للمدن، كما تقوم إدارة المرور العامة بوضع هذه العلامات على الخرائط التي تشمل مدن المملكة وطرقها.
والغرض من هذا الإجراء هو معرفة المواقع التي تكثر فيها الحوادث داخل كل مدينة أو خارجها.
* بعض شوارع الرياض وشوارع المدن الاخرى بالمملكة تشكل عقبة أمام المحاولات العديدة لتطوير المرور.. فما هي مرئياتكم نحو ذلك؟
- الواقع ان مدن المملكة ومدينة الرياض بوجه خاص تتميز بشوارع فسيحة قد لا يوجد لها مثيل في أمهات المدن بالعالم بالاضافة الى ان هذه الطرق لم تستفد من طاقاتها المرورية إلا جزءاً يسيراً اذا قورن بالزحام الشديد وحركة المرور الكثيفة على شوارع بعض المدن العالمية ولكن نقطة الضعف أننا كمجتمع لم نستفد من هذه الشوارع استفادة كاملة.
فمثلا احتمال وجود حفرة او عائق من عوائق المرور على جوانب الشوارع أمر متوقع بصورة دائمة بصرف النظر عن وجود علامات ترشد الى وجود ذلك او عدمه، ولهذا فإن السائق يفضل ان يسير دائما في وسط الطريق او على الجانب الايسر منه فيتعطل لذلك نصف الطريق.
ومثال آخر: عدم وجود خطوط تقسم الشوارع الى مسارب تجعل السائق - الذي يسير في منتصف الخط - مسيطرا على الطريق بشكل لا يسمح لغيره بالسير الى جانبه.
فلو خططت الشوارع ومنع وجود العوائق فيها او على جوانبها بشكل حازم صارم - ما لم تكن هناك ضرورة ومع وجود لوحات تحذيرية - فإن الشوارع الحالية يمكن ان تستوعب على أقل تقدير ثلاثة أضعاف حركة المرور التي تسير عليها.. ويضاف الى ذلك حركة المشاة وقطعهم للشوارع عرضا او سيرهم في الشارع لأن الرصيف مشغول او غير معبد او لغير ذلك من الأسباب ووقوف السيارات على جوانب الشوارع - وخاصة الوقوف المفاجئ الذي يقوم به سائقو سيارات الاجرة - كل هذه الامور عوامل تقلل الاستفادة من الشوارع على الوجه الاكمل فتسير حركة المرور ببطء شديد ويبدو ان هناك ضيقا في الشوارع والواقع أن الأمر لا يعدو كونه سوء استعمال للطريق.
* أحياناً يشترك المشاة مع السائقين في الأخطاء مما يرفع معدل الحوادث، فلماذا لا تكون هناك خطوط بيضاء لعبور المشاة في مناطق مختلفة، مع اشارات ايضا لان ذلك سيكون بداية ربما ذات متاعب إلا انها تخلق وعيا مروريا يشكل في الفرد حب النظام؟
- لقد بدأت إدارة المرور في تحديد مناطق لعبور المشاة في الشوارع التي تشتد فيها حركة المرور واذا كنا قد توقفنا عن ذلك بعض الوقت بسبب الحفريات الجارية في بعض المدن فإننا سنستأنف تحديد هذه المناطق وتخطيطها بالخطوط البيضاء او الصفراء ووضع حواجز على جوانب الارصفة لتوجيه المشاة الى اماكن العبور.
ولكن حتى في الدول التي سبقتنا الى اتخاذ هذه التدابير فإن بعض المشاة لا يتقيدون بالسير في هذه الأماكن ويعرضون انفسهم للخطر ولكن بمزيد من التوعية وبالإدراك الحسن لضرورة الوقاية من الحوادث سنصل الى المستوى المطلوب في هذا المجال.
* المفروض ان تكون هناك لافتات بجوار المدارس والمستشفيات والحدائق العامة تومئ الى عدم استعمال (البوري) توفيراً للسلام النفسي للمرضى واحتراما لدور العلم؟
وأرى أن تكون هناك عقوبة لمن يخالف.. ذلك فما هو رأيكم؟
- اللوحات موجودة والعقوبات مفروضة ولكن التنفيذ قد يعتريه بعض الفتور ولكن العبرة بالوعي والذوق، وهذا شيء ليس في الكتب كما يقال، والسياقة فن وذوق، فإذا ادرك المواطن السائق حين يقود سيارته حاجة المصلى الخاشع في مسجده والمريض الراقد على سرير المرض في المستشفى والطالب المنهمك في طلب العلم على مقاعد المدرسة - اذا اردك المواطن حاجة هؤلاء الى الهدوء النفسي والتركيز ووضع نفسه في منزلة اب مهتم فإنه - سيكف بلا شك عن ازعاجهم ولكن متى ينصف كل منا من نفسه؟ ومتى يعمل كل منا بالقول المأثور(أحب لأخيك ما تحب لنفسك)
* كثير من السائقين يستعملون (البوري) بلا داعي مما يزعج الصحة النفسية للناس.. فما هو الإجراء المروري الذي يحد من ذلك؟
- يقوم رجال المرور بملاحقة السيارات ذات المنبه المزعج وينزعون منها هذا المنبه ويتلفونه ولا يعيدونه الى صاحبه ويطبقون عليه الغرامة التي تفرضها المنطقة ولكن هل تعلم ان بعض السائقين يصرون على اقتناء هذه المنبهات ويتفننون في وسائل اخفائها، كما يتفننون في طرق استعمالها استهتاراً وغروراً.
*ما هي خلفية جندي المرور وثقافته وعدم خضوعه للمجاملة كنوع من القيم الموروثة أو تحيزه، حينئذ ما هي وسائل الاستفادة لتنمية مدارك السائق وتغذيتها بالثقافة المرورية تجاه تحمل المسؤولية؟
- ان الجهود مستمرة لرفع المستوى الثقافي لرجل المرور ولكن الجندي مواطن قبل كل شيء وارتفاع مستواه الثقافي يسير جنبا الى جنب مع ارتفاع المستوى الثقافي في المجتمع بوجه عام.
كما ان اتساع فرص العمل في المملكة لا تتيح لنا فرصة الحصول على مستوى افضل في نوعية الجندي وثقافته إلا اذا دخلنا في مضمار المنافسة بشكل يمكننا من اعطاء رجل المرور من الفرص المادية اكثر مما يتيحه لنا القطاع الخاص او الجوانب الاخرى في القطاع الحكومي التي تعطي المواطن دخلا أكثر مقابل أعمال اقل ارهاقا وعنتا.
والى ان يتم ذلك فإن المنافسة ستظل غير متكافئة.
* يبدو أنه ليس هناك تنسيق بين البلديات والمرور، ومظاهر ذلك وجود بقايا حفريات وبالوعات مجاري مما يجعل السيارة في حرص على تفادي ذلك وبالتالي هذا يجبرها على مخالفة قوانين الحركة فتنتج الحوادث.
- التنسيق موجود بين المرور والبلديات ولكن البلديات والمرور تشترك في المعاناة مما يقوم به بعض المواطنين من تجاوز وما يحدثونه في الطرق من حفريات او نواتئ او ما يشغلون به الطرق من شواغل تعوق حركة المرور وتتسبب في الحوادث.
* التقاليد والعادات تلعب دوراً كبيراً في كثير من الحوادث ومثال ذلك الاندفاع الموجود عند بعض السائقين ليسابق كل منهم الآخر، مما يحتم على المرور دراسة عادات الناس وتقاليدهم ووضع تشخيص قانوني وإعلامي من أجل ذلك.
- قد لا يبدو القول بأن للتقاليد اثراً في الحوادث مطابقا للواقع ولكن العادات الفردية او على الاصح عدم تعود الفرد على الأساليب الصحيحة لتفادي الحوادث يعتبر من الأسباب الفعالة في زيادة عدد الحوادث وتضخم أضرارها.
وعلى سبيل المثال تعود بعض السائقين الانشغال عن السياقة بالحديث او التدخين او تحريك مؤشر المذياع او الالتفات الى الخلف لمخاطبة الراكب في المقعد الخلفي كل ذلك له آثار فعلية في التسبب بوقوع الحوادث.
وعن تعود الركاب ركوب السيارة او النزول منها من الجانب الأيمن - المجاور للرصيف - وعدم تعود المشاة اجتياز الشوارع من الأماكن المخصصة لعبور المشاة وتعود بعض ركاب السيارات اخراج أيديهم من السيارة او قيام بعض عمال القلابات مثلا بادلاء ارجلهم خلف السيارات كل ذلك له آثاره في تعرضهم لأخطار الحوادث.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved