أمراض البروستات كثيرة ومتنوعة وتصيب الأشخاص في مختلف الأعمار، وقد يشعر المريض بالإحساس بالخجل أو الخوف من زيارة طبيب الأمراض التناسلية، ولكن ذلك قد يضاعف المشكلة ويزيد من تعقيدها وربما عدم السيطرة على علاجها بسبب التأخر وعدم المبادرة بتشخيصها، وحتى لا يتفاقم المرض ويصبح مشكلة يصعب حينها السيطرة عليه فإن مراجعة المريض للطبيب والتحدث معه بشفافية عما يعانيه والإسرار له بأدق التفاصيل من شأنه اتضاح الصورة أمام الطبيب كي يتمكن من العلاج السريع والفعال بإذن الله تعالى، ويؤكد الأطباء أن مثل هذه الأمراض قد تنشأ لأسباب كثيرة ومتعددة، وقد لا يكون لها أي علاقة بالممارسات الجنسية الخاطئة لا من قريب أو من بعيد.
ولحساسية هذا الموضوع وتلبية لطلب العديد من القراء حاولنا تسليط الضوء على بعض النقاط المهمة التي تختص بمرض البروستات مع الدكتور صفوان قطمة استشاري أمراض المسالك البولية بالمركز.
* ما هي أمراض البروستات وما أسباب الإصابة بها؟
- أمراض البروستات مختلفة ومتعددة وإذا أردنا أن نبسط الأمر نقول إن هذه الأمراض إما التهابية بأشكالها المختلفة وإما ضخامات سليمة للغدة وإما أورام سرطانية، أما ما يخص التهاب البروستات فأسبابها التهابات المسالك البولية وخاصة في حالة تكررها وإما نتيجة التهاب جرثومي في الجسم حيث تنتقل الجراثيم عن طريق الدم وتتموضع في البروستات، أما ما يخص ضخامات وسرطانات البروستات فإن أسبابها لا تزال مجهولة والدراسات الحالية لم تؤكد بعد هذه الأسباب وإن كان يعرف أن طبيعة الغذاء والوراثة والنوع البشري له دور في ذلك.
* مَنْ الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالبروستات، وهل للعمر علاقة بذلك؟
-لا كلما تقدمت السن ازدادت نسبة تكرر الإصابة بالتهابات البروستات، أما بالنسبة لتضخم البروستات وسرطاناتها فلا شك أن للعمر الدور الرئيسي فكلما تقدم الرجل بالسن أصبح أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض.
* ما هي أعراض الإصابة بالبروستات؟
- هذا الأمر فيه تفصيل كثير وللإحاطة به يتطلب بعض الشرح ولكن بإيجاز كبير، إن التهابات البروستات قد تكون حادة أو مزمنة بكتيرية أو لا بكتيرية، مؤلمة أوغير مؤلمة.
وأكثر الأعراض شيوعا هو وجود حرقة أثناء التبول، عسرة التبول، وجود رغبة متكررة للتبول مع الإحساس بعدم الإفراغ الكامل للمثانة،آلام في القضيب أو فوق العانة أو تحت الخصيتين وحتى فتحة الشرج، آلام عند خروج السائل المنوي، خروج إفرازات غير طبيعية من فتحة البول وخروج قطرات من الدم أحيانا عند بداية التبول أوعند النهاية أوحتى دون تبول، وعادة تظهر بعض هذه الأعراض عند المريض وبعضها الآخر عند مريض آخر أي قد تختلف أعراض الإصابة من مريض لآخر وقد تكون الشكاية واضحة عند بعض المرضى وغير واضحة عند بعضهم الآخر لكونها خفيفة جدا ومتقطعة، هذا بالنسبة للالتهابات أما بالنسبة لضخامات البروستات فأشهر الأعراض هي عسرة وتقطع البول، وكثرة التبول الليلي والنهاري وأحيانا السلس البولي.
وبالنسبة لسرطانات البروستات فهي غالبا في بدايتها صامتة دون أعراض واضحة وهنا كان للفحص الدوري والكشف المبكر عنها دور كبير في التشخيص ونجاح العلاج.
* كيف يتم تشخيص البروستات؟
- يصبح تشخيص أمراض البروستات سهلا جدا عند معرفة أعراضها المختلفة، وإجراء الفحص السريري الكامل مدعوما ببعض الفحوصات المخبرية الخاصة المتعلقة بالبروستات.
ويعتبر التصوير التلفزيوني بالأمواج الصوتية مهم جدا وأساسي في حال تضخم البروستات خاصة، وهناك فحوصات البول الديناميكية.
وكذلك في حالة سرطان البروستات التصوير المقطعي والنووي المدعوم بفحص دموي خاص.
ولكن أريد أن أذكر هنا نقطة مهمة وهي أن تشخيص أمراض البروستات يحتاج إلى أكثر من شيء واحد فهي تحتاج إلى خبرة الطبيب المختص وإخلاصه وإلى جودة الفحوصات المخبرية ودقتها وإلى وجود الأجهزة الشعاعية الحديثة وترجمة صورها بشكل صحيح، فهذه الأشياء مجتمعة توصل دون شك إلى التشخيص الصحيح.
* هل يمكن علاج البروستات إذا تم الكشف عنها مبكرا وما هو علاج البروستات في الحالات المتقدمة؟
- بالطبع فإن الكشف المبكر عن جميع الأمراض التي تصيب البروستات يؤدي ليس فقط إلى الشفاء منها وإنما أيضا يجعل العلاج أكثر سهولة وأقل كلفة وتعبا على المريض، أما علاج الحالات المتقدمة من المرض هو نفس العلاج للمرض في بدايته ولكن العلاج يكون لفترة أطول.
أما في حالات سرطان البروستات فالأمر يختلف فبينما يكون في العلاج المبكر الشفاء، يصبح العلاج في الحالات المتقدمة يعتمد على تخفيف آثار المرض على جسم المريض وإبطاء تقدمه دون التمكن من القضاء عليه كليا.
* هل تعود البروستات مرة أخرى بعد العلاج؟
- المقصود هنا هو التهابات البروستات وهذه من طبيعتها العودة والتكرار في أكثر من نصف الحالات المعالجة وخاصة إذا ما كان العلاج في البداية لفترة قصيرة أو غير منتظم أوعند التأخر في كشف الحالة وعلاجها.
* هل البروستات مرض وراثي؟
- البروستات هي غدة صغيرة حول مجرى البول تحت المثانة مباشرة وهي موجودة عند جميع الرجال.
وقد ثبت أن للوراثة دورا في سرطان البروستات، ففي حال وجود أكثر من فرد في العائلة مصاب بسرطان البروستات يصبح احتمال الإصابة بها كبيرا عند بقية أفراد العائلة بالمقارنة مع الناس العاديين.
* هل يمكن الوقاية من الإصابة بالبروستات؟ وكيف يكون ذلك؟
- بالنسبة للالتهابات يمكن الوقاية منها بتجنب الجلوس الطويل بشكل دائم وبسرعة مراجعة الطبيب عند ظهور أول الأعراض حتى يتم العلاج بسرعة وإلا فإن تكرر المرض واستمراره لسنوات هو الغالب.
أما بالنسبة لضخامات البروستات وسرطاناتها فكما ذكرنا سابقا لا تزال أسبابها غير معلومة وهكذا فالوقاية منها غير ممكنة حاليا.
ولكن أريد أن أذكر هنا بأن أورام البروستات قليلة جدا هنا بالمملكة العربية السعودية مقارنة مع الدول الأوروبية والأمريكية، وبرأيي أن السبب يعود إلى طبيعة الغذاء أكثر من جميع الأمور الأخرى المحتملة، ومن المحتمل أن تزداد الإصابة بهذا المرض في حال تحول الناس عن طعامهم العربي المعتاد إلى الأكل على الطريقة الغربية.
| 
"الطبية"