في حضور عدد من رؤساء وقادة وملوك دول العالم وفي حضور جماهيري هائل بلغ أكثر من 72 ألف متفرج افتتحت بالعاصمة اليونانية أثينا رسميا مساء أمس الجمعة دورة الالعاب الاوليمبية الثامنة والعشرين بالاستاد الاوليمبي الرئيسى في أثينا.
وبدأت مراسم الافتتاح بعرض لقارعي الطبول الذين طافوا الملعب حول بحيرة كبيرة مليئة بالماء شغلت أغلب أرض الاستاد ثم ظهر على سطح البحيرة الدوائر الخمس المتداخلة التي تمثل الشعار المرسوم على الراية الاوليمبية والتي ترمز لقارات العالم. وبعدها بدأت فقرات الحفل التي استعرضت لمحات تاريخية لتجسيد الماضي حتى الوصول إلى العصر الحالي وإلى أوليمبياد أثينا 2004 حيث ظهر أحد قارعي الطبول على شاشة تليفزيونية كبيرة في الاستاد في إشارة إلى أول دورة أوليمبية حديثة استضافتها أثينا عام 1896 وفي نفس الوقت ظهر قارع آخر للطبول على أرض الاستاد الذى تقام عليه مراسم الحفل. ثم خرج عدد من قارعي الطبول من البوابات المؤدية للملعب حيث اتخذوا أماكنهم في الاستاد مع دق الطبول بطريقة تشبه دقات القلب في رمز يجسد الانسانية وفي نفس الوقت ظهر قارب صغير بالبحيرة وبه طفل صغير يرمز للمستقبل حيث أخذ يلوح بعلم اليونان الصغير الذي أمسكه في يديه.
وبعد قليل بدأت فقرة جديدة في الحفل من خلال رواية تاريخ اليونان بالصورة حيث ظهرت الشخصيات الاغريقية القديمة وهي تسير فوق صفحة المياه. وعقب انتهاء فترة استعراض التاريخ انحسر الماء من البحيرة وبدأ طابور عرض بعثات الدول المشاركة والتي يبلغ عددها 202 دولة وحازت البعثتان العراقية والفلسطينية تحية خاصة من جميع الحاضرين في الاستاد.
وكانت هناك العديد من العناصر التي اشتركت في حفل الافتتاح وفي مقدمتها الماء و حوالي 2400 فرد عبروا عن الدورات الاوليمبية القديمة نحو الالعاب الحديثة حتى الوصول إلى أوليمبياد أثينا في المكان الذي شهد مولد الدورات الاوليمبية.
وكانت (الصبر) و(العرق) هي الكلمات السائدة بين الحاضرين في حفل الافتتاح حيث كان على المتفرجين أن يتخطوا أولا الحزام الامني المفروض حول الاستاد قبل الدخول إلى الاستاد. ووضعت الشرطة اليونانية ثلاثة صفوف من قوات الامن كسياج أمني حول الاستاد خاصة أن الشرطة اليونانية ترى حفل الافتتاح هو الاختبار الاكبر لهم في العملية الامنية للدورة بأكملها، فليس هناك أكثر من حفل الافتتاح قد يتعرض لهجمات إرهابية. وعلى الرغم من كل هذه القوات من رجال الشرطة والقوات المسلحة التي اصطفت خارج الاستاد لم يشاهد المتفرجون داخل الاستاد أي مسئول أمن بالزي الرسمي حيث حرص رجال الشرطة والامن على البقاء بعيدا عن الاضواء.
وتولى السيطرة في مختلف أنحاء الاستاد بعض المساعدين من المدنيين وحتى المنطاد الذي يراقب الاستاد من الجو للمساهمة في العملية الامنية ظهر وكأنه منطاد ودي حتى لا يصيب المتفرجين بأي قلق. ولم يكن هناك أي شعور بالخوف من عمليات إرهابية محتملة بقدر ما سادت روح الاحتفال على المهرجان الكبير. وكان على الزائرين الانتظار في صفوف طويلة للخضوع إلى اجراءات التفتيش أمام مداخل الاستاد مماثلة لاجراءات التفتيش في المطارات حيث استخدمت الشرطة 200 بوابة أمنية و60 ماكينة للكشف بآشعة إكس وبلغ عدد رجال الشرطة المتواجدين حول الاستاد وفي الطرق المؤدية إليه حوالي ستة آلاف فرد.
ويأتي حفل الافتتاح كأكبر اختبار للمسئولين عن تنظيم أوليمبياد أثينا والذين وضعوا خطة أمنية هي الاكبر في تاريخ الدورات الاوليمبية حيث حولت أثينا إلى قلعة حصينة من خلال مساهمة حوالي 70 ألفا من رجال الشرطة والقوات المسلحة وطائرات أواكس التابعة لحلف الاطلسي. وينتشر القناصة في النقاط الاستراتيجية حول العاصمة فوق أسطح المباني وفي عدد من الاماكن وضعت منصات لاطلاق صواريخ باتريوت المضادة للطائرات.
|