تعقيبا على ما كتبه الأخ فيصل محمد الشماسي بعزيزتي الجزيرة يوم الإثنين الموافق 22-6- 1425هـ تحت عنوان (دوام الموظفين.. لماذا لا يتناسب مع الفصول) قال فيه: (إن صيفنا شديد الحرارة نهاره طويل وبحاجة إلى تعديل ساعات دوام الموظفين لأن العمل من بعد صلاة الظهر يكتنفه الكسل وقلة الإنتاج وكثرة التثاؤب والنعاس ولا يكاد يفارق الكثير من الموظفين خاصة من يلتزمون بالنظام ويحضرون من أول الدوام ويستغرب عدم مبالاة المسئولين عن تحديد أوقات الدوام لعدم اهتمامهم بالموظفين والعمل مشيرا إلى أن متوسط وقت الشروق في وطننا هو (05.30) صباحا وأنه يرى ضرورة توزيع استبيان لمعرفة مدى رغبة الموظفين في توقيت بداية الدوام صيفا ).
في البداية أشكر الأخ الشماسي على هذا الاهتمام بما يهم موظفي الدولة وبما يدفعهم إلى العمل وزيادة الإنتاج ويريحهم بنفس الوقت وثانياً أقول لأخي الشماسي متى رأيت الاهتمام بما فيه مصلحة للموظف من أي جهة كانت أو حتى الأخذ برأيه وإن كان صائبا؟ انظر إلى وزارة التربية وبداية اليوم الدراسي في الصيف والشتاء والخريف والربيع ففي الشتاء يصل البعض إلى مدرسته في غلس من الليل قبل طلوع الشمس وقد تجمدت أطرافه من البرد بل والبعض ينام على المقعد لأن النوم بعد لم يفارق جفونه وفي الصيف ترتفع الشمس وتزداد حرارتها قبل أن تبدأ الحصة الأولى من اليوم الدراسي وعلى الرغم من المناداة والكتابات في الصحف بضرورة تعديل دوام اليوم الدراسي بما يتماشى ورغبة الأهالي ومصلحة الدارسين إلا أنك لا تجد آذانا تسمع ولا رأياً للآباء يؤخذ به ولا حتى استبياناً يوزع ليكون حجة لأي من الطرفين. وحجة وزارة التربية بذلك ليتماشى مع دوام الموظفين حتى يتمكنوا من توصيل أبنائهم إلى مدارسهم وهم قلة من الموظفين من لم يكن لديه سائق للأبناء وبنفس الوقت لا يتماشى مع دوام الموظفين وكان المفروض أن يتأخر اليوم الدراسي في الشتاء ساعة ويتقدم في الصيف ساعة على الأقل ولكن لا آذان تسمع ولا مسئولين يجيزون للآباء المشاركة في التنظيم ولو بالرأي السديد. ومثل وزارة التربية وزارة الصحة التي لا تزال تجرب الدوام الواحد في المستوصفات الحكومية وتكاد أن تطبقه إذ إن عددا من المسئولين عن الصحة تحدثوا بقرب تطبيقه وما ذلك إلا نزولا لرغبات العاملين فيها ودون مراعاة للمستفيدين من الخدمة وهم عامة المواطنين الذين لا تكاد رواتبهم تشبعهم وتكسوهم مع أطفالهم سيضطرهم الدوام الواحد إلى الانكباب على المستوصفات الاهلية لعدم وجود الوقت الكافي والذي يمكنهم من مراجعة المستوصفات الحكومية ما دام أن دوام اليوم الواحد ينتهي الساعة الرابعة.. انظروا إذا كان الموظف ينتهي دوامه الساعة 2.30 ويصل لمنزله 300 إلى 3.20 على الأقل ويصلي العصر الساعة الرابعة بقي الغداء والراحة ومراجعة المستوصف لأحد الأطفال فبالله عليكم هل بقي وقت دوام للمستوصف؟ ومتى؟ خاصة إذا كان المريض لا يستطيع الانتظار إلى الغد كارتفاع الحرارة المفاجئ أو ألم الأسنان أو الإسهال فالحل هو الذهاب إلى المستوصفات الأهلية إجباريا وكم سيدفع هذا الموظف البسيط قيمة الكشف والعلاج وقد يحتاج إلى ترقيد فيضطر إلى تنويمه في المستشفى الأهلي أيضا بتلك الحسبة لأن دوام المستشفيات الحكومية قد انتهى فهل الرأي بتعديل الدوام هنا من أجل مصلحة العاملين أم لمصلحة المستفيدين ومن أوجدت المراكز الصحية من أجلهم وهل أخذت آراء الأهالي أو وزع استبيان من أجل هذا ؟ أبدا لم نسمع. والمفروض في مثل هذا أن يوضع بيان في كل مركز لأخذ آراء المستفيدين من الخدمة يشمل مالا يقل عن 70% من مرتاديه هكذا من أجل المصلحة العامة ومن أجل مصلحة المستفيد من الخدمة لا من أجل مصلحة العاملين علما أن أحد مسئولي الصحة علل قرب تطبيق دوام اليوم الواحد نظرا لتأييد الكثير من المواطنين.
صالح العبدالرحمن التويجري |