هل كل ما نكتبه يعبر في الحقيقة عما يكمن في كل شخص من معان وأفعال؟؟، هل ما نبثه من كلمات نهمس بها في أسماع الناس قد أسمعناها قلوبنا، وعملنا على تطبيق تلك النصائح والإرشادات التي تم توجيهها إلى الناس.سؤال صريح وأتمنى إجابة أكثر وضوحاً وشفافية من قبل كل من يكتب في تلك الصفحات والموجهة إلى الناس في كل مكان، هل عملنا بما نكتب؟؟، وتخلقنا بما نوجه؟؟، والتزمنا بما حبرنا؟؟، أم أنها مجرد كلمات جوفاء كزبد البحر يذهب جفاء لا تطبيق فيه ولا امتثال. هل جعلنا من تلك الكلمات المحبرة على الصفحات وسيلة للظهور أمام الجميع، ولاكتساب السمعة، والإشارة بالبنان، ونيل الشهرة أن هذا الكاتب فلان!!، من تداعب عباراته قلوبنا وتثير معه أشجاننا!!، هل هذه حقيقة البعض ممن انتهجوا نهج الكتابة منذ أمد ليس ببعيد، أن يكون غرضهم الشهرة، وأن تسلط الأنوار عليهم، وذلك عن كلمات يبثها إلى القراء، لا يعلم حقيقة صدقه في توجيهها من زيفها، فكم من كاتب قد وجه عباراته إلى الناس، وجعل كتاباته رسول سلام ومحبة ووئام، لتزرع المحبة في القلب لخلق سام، أو لفكرة لامعة وبناءة، أو لحل قضية معضلة تأزم انفراجها، وتمكن من حلها بعباراته السلسلة والجميلة.
هناك رأيته وأبصرت إليه بتمعن شديد، وبحرص كبير، والشوق يحدوني إلى سماع كلماته بعد أن رقصت عيناي فرحاً بمشاهدته، كنت أنتظر.. بلهفة وشوق.. و... ثم ماذا؟؟، تمنيت أني لم أشاهده، وتمنيت أن اكتفيت بقراءة مقالاته عبر صفحات الجرائد، انطلق من لسانه عبارات مدلولها الكبر والغرور، والغطرسة الممقوتة للشعور، لقد أبى الحديث في توابع النقاش، لأنه حوار سقيم وهو يترفع عن تلك النقاشات الأدبية السقيمة- على حد قوله-!!. لا أريد أن أكون متشائماً، وخاصة أن الله قد حباني بلقاء بعض أولئك الكتاب فوجدت جميل أفعالهم تسبق أقوالهم، وقد توحدت في قالب متين وصلب مكين، لا يتزعزع مهما اهتزت أطرافه، واشتدت العوائق حول جدرانه، بعض تلك الكتابات تجد في حيثيات عباراتهم غموضاً، وفقداناً للمصداقية وشعوراً يسري في صدرك بعدم الراحة، فبعضهم يكتبون في منهج وقد جعل نفسه منهجاً آخر مغايراً ومخالفاً للمنهج الذي طرحه عبر تلك الكلمات، والتي أظهرها أمام مرأى الجميع أنها منهجه الذي لايحدوا عنه، بصراحة المصداقية في الطرح تكمن في التطبيق في القول والعمل، دون محاولة جر الخداع والزيف في مكنونات تلك الكتابات، فبعضهم قد تحدث عن الحياة الزوجية وسبل نجاحها ومقومات ديمومتها في حين أنه فشل فشلاً ذريعاً في كل زيجاته، لأنه سيئ الطبع ناكر العشيرة دنيء الخلق، والعجب أن تجد في كلماته ما يخالف واقع حياته في كل شيء، فأين المصداقية؟؟ وأين توجهها المحقق للغرض المنشود والهدف المقصود في مثل تلك الأحوال، عندما تكتب فلتعلم أنك تخاطب أناساً يهتمون بكل كلمة تقولها، والكلمة الصادقة هي التي تكون لها صدى في القلب، ووقعها المؤثر في النفس، وهي أقصر الطرق لتحقيق التواصل بين الكاتب والقارئ، ومن خلال تلك العلاقة الصادقة يستطيع الكاتب الحاذق أن يضع تصوراً صادقاً لكل المشاكل التي تواجه مجتمعه ومن خلاله يمكنه مخاطبة متابعه الحريص، وأن يعمل على تفعيل تلك الرابطة بشتى الوسائل المساعدة. إن الكاتب الصادق هو الذي يصدق قارءه في الطرح دون أن يغشه أو يخدعه في كلماته التي يبثها، فذاك مشارك كثيراً ما نشاهده يكتب، وفي الفضائيات صال بنا وجال، وحذر وبين خطورته ومحاذيره، وبعد ذلك!!، ماذا حصل؟؟، لقد كان في سطح منزله طبق فضائي جديد وقد زود بلاقطات إضافية لجلب قنوات أخرى يأنف السامع عن سماعها فضلاً عن المشاهد، أخبروني أين المصداقية؟؟ ولماذا اختفت في غش الطرح وكذب الكلام؟!.
وفي النهاية إن المتابع والقارئ يكون له حدس عجيب في انتقاء المقالات التي يقرؤها، ويشعر بصدقها وقد أحاطته بكفيها، ترعاه وتحل معضلته وتكشف عن همه وغمه، وقد يكون في موقع الخطأ، وكل ذلك مورد احتمال وظن، وتقبلوا تحياتي.
أحمد بن خالد أحمد العبدالقادر
|