Saturday 14th August,200411643العددالسبت 28 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

نهارات أخرى نهارات أخرى
الحوار الوطني: افتراجات متعددة!
فاطمة العتيبي

يتخذ الحوار الوطني القادم موضوعه الشباب عنواناً له.. ومحوراً يتناقش حوله المجتمعون..
ومع ما يثار حول عدم جدوى الثلاثة حوارات الماضية إذ لم تسفر التوصيات عن تغيرات واقعية ملموسة..
إلا أنني أجد أن هناك افتراجات فكرية كبيرة ساهمت فيها المؤتمرات الحوارية الثلاثة الماضية..
ولعل موضوع الإرهاب والمرأة هما الموضوعان اللذان لقيا اهتماما كبيرا في مجال المناقشات التي تلت انعقاد المؤتمرين الخاصين بهما..
وقد انطلق الحوار من منصات المؤتمر إلى كل منشأة وبيت على خارطة المجتمع السعودي وتغلغل الحوار بين كافة الفئات والشرائح واجتهد الناس بالتفكير والتحليل..
ولذا اكتسب هذان الموضوعان افتراجات كبيرة.. حيث إن تناولهما على السطح ومناقشة تفاصيلهما كانت مدعاة لتقريب وجهات النظر المختلفة حولهما..
** وظهر للناس أن الأمور التي كان ينظر لها على أنها غاية في الصعوبة ظهرت وهي أيسر من غيرها..
قرار مجلس الوزراء القاضي بإعطاء المرأة الحق في دخول سوق العمل بأي عمل يناسبها ووفق الضابط الشرعي يسبق الحوار لكنه من افتراجات التمهيد له..
تقبله الكثيرون بكثير من السعادة وطول الانتظار.. وإلغاء الوكيل للمرأة الذي كان يمثل عائقا للكثيرات..
وغيرها من الأمور التي كانت تقيد المرأة بغير وجه حق وقد خلقها الله حرة كريمة لا يكرمها إلا كريم ولا يذلها إلا لئيم..
والمسلمة الحقيقية تعرف كيف تعيش وكيف تختار وكيف تخاف الله سبحانه في أي مكان وجدت فيه.. بلا رقيب بشري إذ هي تعرف أن الله يراها ويحاسبها وحدها.. المهم هو كيف تصل المرأة والرجل إلى هذه المرحلة.. أي كيف تكون التربية وكيف يكون دور مؤسسات المجتمع لتنشئة فرد يدرك دوره في الحياة ويعرف حدوده مع الله سبحانه ومع الناس حوله بغض النظر عن كون هذا الفرد ذكرا أو أنثى.. إذ المسألة مرتبطة بتربية الضمير الداخلي الذي يراعي الله في كل صغيرة وكبيرة وبعدها ينطلق في رسالته الحياتية..
** أمور كثيرة لا أظنها تغيب عن القارئ الفطن شهدت افتراجات كبيرة أهمها: هذه الحرية النسبية التي بتنا نكتب فيها وتخلصنا من الشعور بتأنيب الضمير حين نناقش مشكلاتنا بكل شفافية وهذا تغير هام على مستوى التفكير.. حيث حوصرنا لسنوات بمقولة: المشكلات تكبر وتتفاقم في حال كشفها إعلامياً.. واعترف أنني صدقت هذه الفكرة بفعل كثرة الرقباء الذين حاصروني واستسلمت لهم سواء في عملي الرسمي أو الخاص!
** الحوار الوطني الرابع يرفع يده إلى الشباب يحييهم.. يحتويهم يفتح ملفاتهم الشائكة.. ويبدأ طرح الأسئلة الهامة المتعلقة بمشكلاتهم..
حتما الحوار سيخرج بتوصيات وقد لا تنفذ سريعا لكنني أؤمن تماما بأن الحوار الثري حول المشكلات سيدفع بها إلى حيث الحلول التي نحلم بها.. سيدفع إلى الضوء والنور.. إلى سطح الطاولة وليس أسفلها!!
** رغم كل شيء لابد أن نكون رابطي الجأش.. ثابتون على تفاؤلنا فإن داخلنا الإحباط فقدنا كل ما تبقى لدينا..!!

فاكس: 2254637


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved