Saturday 14th August,200411643العددالسبت 28 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الإصدار الدولى"

افتتاحيات الصحف افتتاحيات الصحف

نفق الحرب ضد الإرهاب
(لحرب ضد الإرهاب) هي رد فعل عالمي على التهديدات الأمنية التي يواجهها العالم في مرحلة ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر. ولكن يجب تحديد مفهوم هذه الحرب بدقة متناهية وببساطة ووضوح. والحقيقة أن الحرب على الإرهاب مازالت حتى الآن تثير من الشكوك أكثر مما تقدمه من يقين، ومن الأسئلة أكثر مما تقدمه من إجابات. فبعد أسبوع من سلسلة الاعتقالات التي قامت بها الشرطة البريطانية مؤخرا في مختلف أنحاء المملكة المتحدة وبعد إعلان حالة التأهب الأمني في الولايات المتحدة ومع الحديث الحتمي عن العدو الهلامي، تظل الأسئلة الحيوية بلا إجابة ويظل الغموض سيد الموقف.
ورغم أنه في الأيام الماضية تصدرت الصفحات الأولى للصحف ووسائل الإعلام البريطانية تحذيرات من وجود خطط لتنفيذ هجمات إرهابية بهدف نشر الدمار والموت، فإن الرأي العام البريطاني بدا وكأنه أدرك بالسليقة أن قلة قليلة من السياسيين وبخاصة في أمريكا كانت لديهم الشجاعة لكي يقولوا (ربما نكون أكثر أمنا مما يبدو). من الطبيعي أن نطالب بمعرفة ما إذا كان هناك ضوء في نهاية النفق وبخاصة إذا كان نفقا مظلما ومقبضا للغاية مثل نفق الحرب ضد الإرهاب.
والمشكلة كما حددها وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد تكمن في افتقاد (المقياس الكمي) لتحديد مقدار النجاح أو الفشل في هذه الحرب. في الواقع نحن أيضا نفتقد إلى مقياس دقيق للتعامل مع كل شيء يتعلق بهذه الحرب خاصة عندما نحاول أن تقيس مدى مصداقية بيانات المسئولين بشأن الخلايا الإرهابية النائمة أو عمليات الاعتقال أو المؤامرات الإرهابية التي يتم إحباطها في آخر لحظة.
وفي بريطانيا لم تكشف الحكومة أي تفاصيل بشأن عمليات الاعتقال التي جرت الأسبوع الماضي مما أدى إلى تفشي حمى التكهنات بشأن هوية هؤلاء المعتقلين، وما إذا كانوا يشكلون بالفعل تهديدا أم لا؟! وكان الأثر الجانبي أو النتيجة السلبية لمثل هذا الغموض هو ازدهار اللاعقلانية والخوف من الإسلام او مايعرف باسم (إسلام فوبيا). والحقيقة أن مثل هذه الأحكام المسبقة السلبية عن الإسلام بدأت تحتل مكانا واضحا في المناقشات الصحفية. والحقيقة أننا حتى الآن لم نلتفت إلى الأسباب الحقيقية لظاهرة التطرف والإرهاب وأهمها هو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

(الأوبزرفر) البريطانية
***
العراق على حافة الانفجار!
يمكننا أن نفهم أبعاد الحرب الجديدة التي تخوضها أمريكا في النجف، لأن الوضع في العراق صار رهيبا، ولأن الأمريكيين الذين (دخلو) الى بغداد فاتحين قبل سنة هم أنفسهم الذين يتكلمون عن (حالة الطوارئ) التي تعني سياسيا أن أمريكا في خطر داخل العراق.
صحيح أن النظرة الى ما يجري في العراق، تجعلنا نقول إنه - ربما ولأول مرة مند نهاية الحرب - تعيش الولايات المتحدة وجنود الحلفاء وضعا محرجا في العراق، ليس لأن مدينة النجف مختلفة عن المدن العراقية الأخرى فحسب، بل لأن الاحتلال فتح الأبواب على مصراعيها للعنف.
جريدة (الواشنطن بوست)، لأول مرة أيضا، كتبت عن المقاومة العراقية بأسلوب (الحق في الدفاع عن العراق) وهو تعبير خطير بالنسبة لصقور البيت الأبيض الذين يرفضون الاعتراف بالخطأ ويصرون على أنهم جاءوا الى العراق كي يلقنوا الشعب العراقي دروسا في الديمقراطية والعدالة!
لن نناقش الديمقراطية ولا العدالة الأمريكية التي عرتها بكل بساطة قضية التعذيب في السجون العراقية، فقط نقول بصوت مسموع إن العراق على حافة الانفجار وبشكل مغاير عن كل وقت.
الولايات المتحدة تعاني الأمرين اليوم، تعرف أنها لا تستطيع الانسحاب بعد أن خسرت ما خسرته من جنود، وتعرف أنها لن تستطيع المضي قدما نحو قتال العراقيين لأنها ستخسر أيضا، فكل ضحية عراقية يقف خلفها جيل من العراقيين الذين سيتذكرون تفاصيل هذا الواقع، تماما كما حدث مع الفيتناميين الذين عجزوا عن نسيان صورة تلك الطفلة الفيتنامية التي كانت تركض عارية ونيران (النبالم) تأكل جسمها الصغير.
صورة ظل الفيتناميون يتذكرونها جيلا بعد جيل الى يومنا هذا، مثلما ظل العالم كله يتذكرها كانعكاس ل(ثقافة الحرب والاحتلال والترهيب) التي ظلت أمريكا والغرب يمارسونها على الدول والشعوب الفقيرة. (أمريكا في خطر)، قال هذا المحلل السياسي الأمريكي (جيمس هلكون) عبر قناة السي إن إن. ولأول مرة منذ عام يعترف الجميع أن الحرب لا علاقة لها بالأحلام، لأن الحرب في نهاية الأمر هي مقبرة الأحلام، بما في ذلك حلم الاحتلال، وهي رسالة يمكن أن يقرؤها العالم بصورة مغايرة، من دون نسيان أن المقاومة المشروعة شيء، والإرهاب شيء آخر!
(اللوموند) الفرنسية
*****
ذكرى الكابوس النووي!
في شهر أغسطس الحالي تمر الذكرى التاسعة والخمسين لإلقاء أول وآخر قنبلتين نوويتين على مدينتين في العالم، عندما ضربت أمريكا مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين بالقنابل النووية. والحقيقة أن الأسلحة النووية لا تقارن بالأسلحة التقليدية من حيث قدرتها التدميرية أو تأثيراتها المميتة.
خلال سنوات الحرب الباردة انتقل الفزع من الكابوس النووي إلى أوروبا الغربية التي وجدت نفسها في مرمى الصواريخ النووية للاتحاد السوفيتي الشيوعي في ذلك الوقت.
فقد كانت أوروبا هي المسرح المحتمل لأي مواجهة نووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في ذلك الوقت.. وبسبب هذا الوضع الخطير كان الأوروبيون هم الأكثر نشاطا في جهود الحد من انتشار الأسلحة النووية بين المعسكرين الشرقي والغربي خلال الحرب الباردة.
وعندما انتهت الحرب الباردة تنفست أوروبا والعالم الصعداء لأنها انتهت دون أن تتحول إلى حرب ساخنة ودون أن تستخدم القنابل النووية.
ولكن هذه الحالة من الطمأنينة لم تستمر طويلا، حيث سرعان ما ظهر خطر الإرهاب النووي خاصة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة.
والحقيقة أن ما تقوم به أمريكا حاليا بدعوى محاربة الإرهاب سواء في أفغانستان أو العراق يدفع ثمنه أبرياء في البلدين يفقدون أرواحهم تحت قصف القنابل الأمريكية، في حين يلوذ الإرهابيون بمخابئهم ويستغلون مثل هذه الهجمات الإرهابية من أجل تجنيد المزيد من الموالين لهم.
في الوقت نفسه فإن الخطر النووي يأخذ عدة أشكال في مرحلة ما بعد الحرب الباردة.. ولعل أخطر هذه الأشكال هو وصول مثل هذا السلاح المميت إلى منظمات الإرهاب الدولي التي لن تتردد في استخدامه.. وهذا السيناريو غير مستبعد في ظل وجود سوق سوداء نشطة للمواد النووية. المطلوب إذن من دول العالم البحث عن استراتيجية جديدة لاحتواء الخطر النووي حتى لا تتكرر كارثة هيروشيما.
(أساهي شيبميون) اليابانية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved