في تقرير برنامج الأمم المتحدة والصندوق العربي للإنماء
ضرورة إقامة قدرة ذاتية عربية للبحث العلمي والتطوير

* القاهرة مكتب الجزيرة إبراهيم محمد:
اشار احدث تقرير صدر عن برنامج الامم المتحدة الانمائي والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي إلى حدوث انتكاسات لدول العربية اثرت على التنمية الانسانية العربية اهمها اعادة احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية مخلفه وراءها اهوالا من الخراب المادي والضحايا البشرية والمؤسيسة بالاضافة إلى ارتكابها جرائم حرب في رأي منظمات حقوقية غربية. وقال التقرير انه منذ سبتمبر 200 وحتى ابريل من عام 2003 قتلت قوات الاحتلال 2405 مواطن فلسطيني وجرحت 41000 مواطن آخر معظمهم 85% من المدنيين و 20% من الاطفال وجرح 2500 شخص بعاهات دائمة منهم 500 طفل. واوضح التقرير ان المنطقة العربية اصبحت في تحد جديد مع احتلال الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائها للعراق ولا يمكن الخروج منه الا بتمكين الشعب العراقي من حقوقه الاساسية وفق الشرعية الدولية واستعادة ثرواته واقامة نظام حكم صالح يمثل جموع العراقيين تمثيلاً سليماً. واكد التقرير على اهمية التنمية الانسانية وحق البشر في المعرفة والحرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتوافر الفرص للانتاج والابداع والاستمتاع باحترام الذات وضمان حقوق الانسان.
واوضح التقرير ان السمات الرئيسية لنمط الانتاج السائد في البلدان العربية ذات الاثر على اكتساب المعرفة ادى إلى الاعتماد الكبير على استنضاب المواد الخام وعلى رأسها النفط وهو ما يسمى بنمط اقتصاد الريع، ويزيد هذا النمط استقدام الخبرة من الخارج لسهولته وسرعة تبلور ريع اقتصادي على توظيفه بما ينتهي إلى اضعاف الطلب المحلي على المعرفة ويهدر فرص انتاجها علاوة على ان نمط الاقتصادات العربية اسهم في قلة انفتاح الاقتصادات العربية على العالم الخارجي وقلة تعرضها للمنافسة من الخارج وفرض حماية زائدة للانتاج المحلي في ظل سياسات احلال الواردات في اضعاف الحافز للارتقاء بالانتاج بالاضافة إلى قلة التعاون البيني العربي المحدود ادى إلى تضييق الأسواق والانكفاء الداخلي للاقتصاديات التي غدت اكثر تعرضا للاحتكارات.كما قدم التقرير رؤية استراتيجية لإقامة مجتمع المعرفة في البلدان العربية تمثلت في إطلاق حريات الرأي والتعبير ويتطلب ذلك وضع الدساتير والقوانين والإجراءات الإدارية التي تساعد على ذلك بالإضافة إلى إنهاء الرقابة الإدارية على إنتاج المعرفة ونشرها وعلى مختلف صفوف الإبداع.
وطالب التقرير بالنشر الكامل للتعليم راقي النوعية وتضمن التقرير المقترحات التفصيلية في مجال إصلاح التعليم وإعطاء أولوية للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وتعميم التعليم الأساسي واستحداث نسق مؤسسي لتعليم الكبار يكون مستمراً مدى الحياة وتوطين العلم في جميع المجالات اضافة إلى بناء قدرة ذاتية في البحث والتطوير العلمي العربي من خلال تشجيع البحث الأساسي واقامة نسق عربي لابتكار يتركز قطرياً ويتخلل النسيج المجتمعي بأجمعه مع استكماله وتعزيزه بإمدادات عربية دولية قوية.