Saturday 14th August,200411643العددالسبت 28 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "فـن"

رقص الأقحوانة رقص الأقحوانة
وداعيَّة
محمد يحيى القحطاني

تعالوا معي قليلاً أتجوَّل بكم في بحر هذه الأُغنية التي كتب كلماتها شاعرها في لحظات (عجلٍ) كي تناسب اللحن الذي (وُلد) قبلها وغناها صوتٌ (جريحٌ).. فبقيت حتى يومنا هذا تصدح في أذهاننا كلما (احتجناها).
سأكتب مقالي اليوم بعد وجبة دسمة من هذه الأُغنية الليلة وكأني أسمعها لأول مرة في حياتي وأنا من سمعها (صغيراً) إلاَّ أنها لم تكن آنذاك تُعبِّر لي عن (حالة) ولكنها رسخت في ذهني منذ ذلك الحين..
هذه الأُغنية كأنها (لوحة) في متحف يمرها الزوار والرواد يتأملها كل واحد منهم (بقلبه) و(تتأطَّر) في ذهنه كي تناسب حالة ما، سواء كانت هذه الحالة مستقبلية أو ماضياً تنكأه الأغنية كلما سمعها أو شيئاً آخر..
غريب أن تمر علينا لحظات الوداع بسهولة وكأننا في منأى عن تبعاتها..
وداعيه يا آخر ليلة تجمعنا..
وداعيه أعز الناس يودعنا
ليله.. ليله
عساك تعود.. ليله
عسى الله يصبر الموعود
أعلم جيداً عزيزي القارئ أنك تدندن الأغنية الآن في خاطرك برعشة تسري بين أضلعك وربما (همهمت) بكلماتها في صوت مرتفع ولكن ما إن تعود لواقعك حتى تعلم أننا نودِّع كل لحظة أحباباً لنا حتى وإن مرّ على وداعنا لهم أو وداعهم لنا حينٌ من الزمن فإن وداع الأمس يلد كل يوم لمن نُحب..
صدقوني نحتاج كل يوم أن نذكر من ودعناهم برضانا أو رغماً عن أنوفنا.. المهم أن أذكر جيداً أنني ما ودعت أحداً عن إرادة وطيب خاطر بل إن كل من ودعتهم (بحب) رحلوا وما زلت أتمنى بقاءهم فبهم كانت الحياة أجمل وبرحيلهم أصبحت الدنيا أوراقاً بالية وليلاً ثقيلاً بهمه وحزنه..
كان والدي - رحمه الله - يقول لي ويردد على مسامعي:
نزلنا هاهنا ثم ارتحلنا..
هكذا الدنيا نزول فارتحال..
لعلّه شيء آخر ورثته عن والدي سأحتفظ به بين (أجنحي) لأردده كل يوم.. إذاً فالرحيل وداعٌ من نوع آخر لا يختلف عنه بشيء وينافسه المرارة المهم أنه (وداع).
***
قال الوداع.. لحظة وداع
وهلَّت الدمعة وسال
الكحل فوق السّواطع
كل دمعه من عيونك
أشتريها بألف خاطر
آه.. انت غربه..
وأنا بدروبك محطّة
آه يا حظي ما وصل يمّي وخطّه
***
الأقحوانة معناها
مجموعة من الإخوة والأخوات يستفسرون عن (الأقحوانة) وما هي؟ وللجميع فإن (الأقحوانة) أو كما يُطلق عليها (زهرة الأقحوان) هي زهرة قلبها أبيض ناصع البياض له رؤيسات صفراء وبها رقّة (متناهية) تتكاثر في آسيا الصغرى ومعناها عند اليونانيين (البنت الشابّة).. لعلي أفدتكم قليلاً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved