Saturday 14th August,200411643العددالسبت 28 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "فـن"

غنى.. أبدع.. أطرب.. جمع الفن ودرَّسه.. غنى.. أبدع.. أطرب.. جمع الفن ودرَّسه..
فنان العرب يعتلي هام السحب... وطناً!!

  * أبها - عبدالله الهاجري:
غنى فكأنه يغني للمرة الأولى.. وسمعناه وكأننا نسمعه لأول مرة.. ابدع فتأكد انه لن يكون هناك مبدع سواه.. وأطرب فخرجت الجماهير تردد أغانيه.. لم يكن مساء الخميس الماضي عادياً لأبها بصفة عامة وبالذات في المفتاحة لأن السفير كان في عسير غنى فيها من الجديد.. وجدد فيها من القديم.. مواصلاً نجاحاته.. وناثراً ابداعاته.. ومتألقاً كعادته.. ومتجلياً في (ديرته).
ذكرنا بأن محمد عبده يواصل دروسه المجانية.. فقصدنا ان يستفيد الجميع من خبرته.. وأكدنا أن بينه وبين أبها عشقاً خاصاً.. فاتضح لنا ذلك وبان.. كان فنان العرب مساء الخميس غالي الأثمان.. وكانت أبها فوق هام السحب.. وكانت المملكة هي كوكب الأرض.
(يا ماشا الله عليك) يا أبو نورة كانت حفلتك مذهلة طالبت جماهيرك بأن يخلوا البساط أحمدي علمتها أبها وجماهيرها بأن للفن السعودي بقية معك انت فقط.
السفير يطلّ على الجماهير:
كانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحاً .. وكان هناك ما يقارب الأربعة آلاف شخص ويزيدون قبل هذا الوقت يطالبون (السفير).. الستار لا يزال مقفلاً.. والوضع هادئاً.. عدا أن الجماهير يريدون محبوبهم.. ويغنون ببعض أغانيه.. لعله يسمع النداء.. فتح الستار.. أقل من خمس ثوان والهدوء مخيم على وجوه الحاضرين .. أعلن المقدم عن بدء الحفلة الثالثة والختامية مع فنان العرب محمد عبده هنا وهو شيء متوقع تعالت الاصوات بالترحيب لأن الحاضر هو محمد عبده.. يتقدم قليلاً فيزداد الترحيب ويتقدم فيزداد حتى اخذ مكانه المعتاد فوقفت الجماهير وقفة اعجاب وترحيب وافتخار واعتزاز.. دام الوضع طويلاً.. والجميع لا يزال واقفاً.. هدأ الجو فشكرهم السفير فأكدوا انه يستاهل الأكثر.. كان المنظر فوق الوصف والنقل.. تحس بأن لهذا الشخص وضعاً غير طبيعي.. وهو وبكل تأكيد كان يستحقها.
السفير والوطن:
هنالك مواقف لابد أن يؤكد فيها الفنان وطنيته .. والجميع أي (الفنانين) في حفلاتهم تغنوا في الوطن مرة واحدة.. ولكن السفير في أبها أكد وطنيته ثلاث مرات.. حيث غنى أولاً أغنيته الجديدة (كوكب الأرض) وهي من كلمات ابراهيم خفاجي وسط مشاركة الجميع ليعود مجدداً وليغني (الله أحد) وهي اغنية وطنية كتب كلماتها الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن تغنى بها (أبو نورة) قبل أكثر من ما يقارب الستة عشر عاماً ليجددها مرة أخرى هنا في أبها وفي هذه الاغنية كون فنان كل العرب لوحة جميلة مع الجماهير والذي ظل يشارك في غناء هذه الاغنية ليواصل بعد ذلك في تقديم وخص أبها بالجديد سواء من قديمه او جديده حيث غنى اغنيته الرائعة (يا غالي الاثمان) وكان محمد عبده لم يسبق أبداً وأن تغنى بهذه الاغنية في اي من حفلاته الداخلية أو الخارجية ليقدم بعد ذلك عشر أغنيات كان للمفتاحة نصيب وافر من أن يغني بأغان لم يغن بها من قبل في المملكة حيث غنى تغيرتوا وهي من شريطه الأخير وهي المرة الاولى التي يغنيها فيها وسط اتقان كامل من قبل الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو عماد عاشور وهندسة صوت رائعة.. بعد ذلك غنى أغنيته الشهيرة (ايوه) والتي لها في كل حفلة طريقة معينة تختلف كلياً عن الحفلة السابقة وقدمها أبو نورة بشكل مختلف في أبها وسط تفاعل الجماهير والتي تحفظ هذه الاغنية عن ظهر قلب ليعود بعدها يجدد اغنية مذهلة وهي من كلمات سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد وهذه الاغنية كانت قد طرحت العام الماضي في ألبوم غنائي ولكن غناءها في أبها كان رائعا وتستحق الاشادة والتصفيق.
ليتوالى بعد ذلك السفير في تقديم عدد من أغانيه ولكن كان الجميل في الموضوع ان جميع الجماهير الواعية المثقفة التي تحترم فنانها كانت تحفظ جميع اغانيه التي قدمها في ابها وتسمعهم جميعا يرددونها بكل تفاصيلها وحكاياتها ليقدم بعد ذلك اغنية (خل البساط أحمدي) وكانت الجماهير قبل ذلك تطالب الفنان بالعديد من الاغاني المشهورة له وترغب في سماعها وفي حركة مضحكة تدل على روح الحب والمؤانسة بينهما قال لهم (خلو البساط أحمدي) مؤكداً لهم بأنه سيلبي أكبر قدر ممكن من هذه الاغاني ليعاود الجمهور السكوت والانصات فقط لقمة الفن العربي والذي بدأ يندثر قليلاً ولولا وجود فنان كفنان العرب لكان الفن فعلاً قد اندثر وضاعت معالمه ووسط مطالبات الجماهير رضخ أبو نورة لطلبات الجماهير وتغنى بأغنيته الشهيرة في المنطقة الجنوبية بصفة عامة وهي (ظبي الجنوب) في جو ساده امتزاج الفرح بروعة الاداء ليعود السفير ويقدم اغنيته من شريطه الجديد وهي (يا ما شاء الله) و(علمتها) ثم اغنية (قلبي ياللي) ليجدد مرة أخرى اغنية (صبيا) ليختم حفلته في ابها وعلى غير المتوقع والمعروف عنه بأغنية وطنية كان لها وقع في نفوس الحاضرين. وهي اغنيته الشهيرة فوق هام السحب حيث عرف عنه أنه يختم وصلته في أي حفلة ب(لنا الله) فوقف الجمهور جميعا لهذه الاغنية وللوطن من بدايتها حتى نهايتها وكان المسرح اصبح موجاً وطنياً متلاطماً. ختاماً لن تمر ليلة الخميس الاخير مروراً عادياً دون ان يسجل التاريخ هذه الليلة الشاهدة على العشق المتواصل بين محمد عبده وأبها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved