Friday 13th August,200411642العددالجمعة 27 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

2 من ذي الحجة 1391هـ الموافق 18-1-1972م العدد 376 2 من ذي الحجة 1391هـ الموافق 18-1-1972م العدد 376
طارق عبد الحكيم دعامة كبرى للفن السعودي

نتذكر الفنان طارق.. فنتذكر ولادة الفن الغنائي في بلادنا.. فطارق عبد الحكيم فنان عايش فننا منذ نعومة أظفاره.. وواكب هذا الفن حيث قدم له الكثير من جهده وعرقه.. لقد شهد مولد الفن.. فتحمل عبئاً كبيراً في رعايته.
أن نتذكر طارق.. يرجع بنا التاريخ إلى الوراء ليشدنا إلى نقطة البداية.. بداية التحول التي هيأت لفننا أن ينطلق كفن له وجود.. يرتكز على دعائم.. ومن تلك الدعائم كان طارق.. ذلك الصبي الذي أيقظته كلمة (خاله) عندما قال له: (أنت فنان..) فتردد صداها في نفسه. لقد كان لها وقع كبير.. فجاءت مدغدغة أحلامه وأمانيه.. فتحقق الحلم.. لقد أخذ انتاج طارق الفني يطرق باب الاذاعة فاستقبلته وترددت في المسامع عبر المذياع أغانيه التي أثبتت مقدرة طارق كفنان من خلال أغانيه (حبيبي في روابي شهار، ويا ناعس الجفن) ومن خلال أغنيته التي قادته إلى الشهرة.. (يا ريم وادي ثقيف) التي غنتها نجاح سلام فانطلق طارق بالأغنية من المحيط المحلي إلى محيط أفسح وأرحب فغنى له الكثير من الفنانين والفنانات العرب.
وعندما نقول إن طارق يعتبر دعامة كبرى للفن السعودي فلقد كان طارق مدرسة فنية كبرى تتلمذ على مقاعدها العديد من فنانينا الحاليين أمثال عبد الله محمد، ومحمد عبده وغيرهما.
وطارق عبد الحكيم قد يكون هو الأكثر عطاءً من أي فنان آخر.. لقد عرفنا طارق كمغن وملحن.. قدم ألحانا كان لها دور كبير في إبراز كثير من المواهب الفنية التي كانت مجهولة إلى أن تغنت بألحان طارق.. لقد دفع بعبد الله محمد كفنان عرفته جماهير الفن من خلال أغنية (طل القمر محلاه) من ألحان طارق.
ومحمد عبده انفتحت أمامه أبواب الشهرة مع أغنية سكة التائهين التي تعتبر نقلة كبيرة في حياة محمد عبده الفنية. وطارق لم يقتصر تعاونه على هذين الفنانين..بل تعداهما إلى تبني بعض المواهب الناشئة وبعض الأصوات العربية
المشهورة أمثال (صباح.. وهيام يونس.. وفايزة أحمد.. ووديع الصافي وغيرهم..).
والأكثر عطاء أن طارق لم يقتصر فنه على اللون الغنائي فلقد تعدى ذلك إلى مجال الأغنية الوطنية وأسهم بقسط وافر في تلحينها وأدائها، وكلنا نتذكر نشيد (فيصلنا يا فيصلنا.. ومن العايدين .. من الفايزين.. وبالملايين .. تعال معايا.. وأوقد النار..). لقد جاءت هذه الأناشيد معبرة عما يتمتع به طارق من صدق الوطنية.. والاحساس بها.. كفنان لا يؤمن بالغناء العاطفي دون سواه وسيلة لخدمة الفن بل كل ما ينبع من وجدانه هو فن قائم بذاته.. له في نفسه المكانة الكبرى فأعطى للوطن بقدر ما أعطى للعاطفة والحب والحرمان.
ولم يقتصر نشاط طارق الفني على تلك الناحيتين بل قد يكون الفنان الوحيد الذي اضطلع بمسئولية الأوبريت الغنائي فقد شارك في تقديم اوبريتات للحج وغيرها في مناسبات كان لها دور كبير في ابراز فننا في العالم العربي، كما شارك طارق في بناء النهضة الموسيقية في بلادنا ولا سيما أنه هو أول فنان سعودي يدرس علم الموسيقى وينهل منه.
لقد استطاع طارق أن يجعل محمد عبده منافسا تقليديا للفنان طلال بعد أن تربع طلال على عرش الغناء في المملكة.. فمن خلال ألحانه (سكة التايهين.. وترحب بغيري.. لنا الله) التي كانت جسراً كبيرا تحول عن طريقه محمد عبده إلى فنان ذي مكانة مرموقة.
لقد أصبح طارق في الآونة الأخيرة فناناً مثل.. ولا يعنى ذلك افلاس طارق.. فهو ثروة فنية كبرى ولكني لا اعلم الاسباب التي عزفت بهذا الفنان عن الانتاج في هذه الفترة.. ولاسيما ان لدينا مواهب هي الاخرى في حاجة إلى فنان يشد أزرها ويأخذ بيدها اسوة بالمواهب التي تبناها خاصة وأن مجال التلحين ما زال فرسانه أقلية يعدون على الأصابع وما زال ميدانه فسيحاً؛ مما يضطر العديد من المواهب الناشئة إلى التلحين لنفسها دونما خبرة وثقافة تعينانهم على مواصلة المسيرة في طريق الفن.. ولكيلا تضل ألحاننا طريقها.. فتبقى مشوهة كسيحة.. فلا نخال فناننا الكبير على ذلك الا متجاوباً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved