في مثل هذا اليوم من عام 1923 تم انتخاب مصطفى كمال أتاتورك رئيساً لجمهورية تركيا. وقد ولد مصطفى كمال عام 1881 في مدينة سالونيك اليونانية التي كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت.
وقد توفي والده علي ريزا وهو لا يزال طفلا، فتولت أمه تربيته مع شقيقته. انتسب مصطفى في البداية إلى إحدى المدارس الدينية التقليدية، وما لبث أن انتقل إلى مدرسة عصرية.
ثم دخل الثانوية العسكرية عام 1893 حيث أطلق عليه أستاذ الرياضيات اسم كمال (ومعناه بالتركية كمعناه بالعربية تماما)، إشادة بإنجازاته وتفوقه في الدراسة.
ومنذ ذلك الحين عرف باسم مصطفى كمال. وفي عام 1905 تخرج مصطفى كمال من الكلية الحربية في استنبول وأرسل إلى الخدمة في دمشق حيث أنشأ مع جماعة من رفاقه منظمة اسمها (الأرض والحرية)، وهدفها محاربة حكم السلاطين الاستبدادي. وقد لعبت تلك المنظمة بقيادة مصطفى كمال دورا أساسيا في إسقاط الخليفة عبد الحميد سنة 1908. منذ ذلك الحين راح نجم مصطفى كمال كبطل قومي يلمع في سماء تركيا. فقد استطاع تحقيق عدة انتصارات في معارك أساسية وفي اكثر من ناحية من نواحي الإمبراطورية العثمانية قبل انهيارها.
ومن ذلك على سبيل المثال معارك في ألبانيا وطرابلس الغرب ودمشق وحلب.
وفي عام 1915 شن الحلفاء هجوما على مضيق الدردنيل، ولكن الجيش التركي بقيادة مصطفى كمال استطاع الانتصار عليهم في عدة معارك قبل دحرهم نهائيا. وبذلك انتشرت صورته كبطل قومي ورفع إلى رتبة جنرال 1916، وهو في الخامسة والثلاثين من العمر. ثم استطاع في السنة نفسها تحرير مقاطعتين في شرقي البلاد. في السنتين التاليتين تنقل مصطفى كمال بين سوريا وفلسطين، وحقق المزيد من الانتصارات، كان أبرزها نجاحه في إيقاف تقدم الحلفاء عند مدينة حلب. وقد منحه السلطان لقب باشا تقديرا لبطولاته. بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية انتقل مصطفى كمال باشا إلى مرفأ سمسون على البحر الأسود حيث أعلن حرب تحرير تركيا من الخلافة العثمانية في 9 أيار 1919. قاد مصطفى كمال الجيش التركي إلى انتصارات عديدة أهمها معركتان حاسمتان في هنانو (غربي البلاد)، فمنحته الجمعية الوطنية وظيفة القائد العام للقوات المسلحة برتبة مارشال. وقد تابع قيادة الجيش محققا النصر النهائي في أغسطس 1922. وفي غضون ثلاثة أسابيع كانت الأراضي التركية قد أصبحت خالية تماما من الثوار ومن الجيوش الأجنبية. فأعلنت الجمعية الوطنية نهاية حكم الخلافة العثمانية رسميا.
|