* رفحاء - منيف خضير:
حلَّ الصيف، والأنظار تتجه إلى المنتزهات والحدائق وأحواض السباحة والاستراحات.
الماء يسحر الأطفال، والبحر يستهويهم، وبرك السباحة في المنزل ظاهرة آخذة في الازدياد تؤكد عشق الأطفال للماء...
في هذا التحقيق سلطنا الضوء على برك السباحة في المنازل، هذا الغول النائم، واستعرضنا مشاكل هذه الأحواض، وتعليمات السلامة الخاصة بها، وكيفية إنقاذ الغريق... فإلى البداية.
ساحر الأطفال
يتحدث في البداية أحمد الراجي - موظف حكومي - مؤكداً هوس أطفاله بالسباحة ويقول: اضطررت لشراء حوض سباحة من البلاستيك في منزلي لعدم وجود بحر أو أماكن مخصصة كالاستراحات، ولقد لاحظت تعلق أطفالي فيه لدرجة جعلتني أفكر في إلغائه!!
أما أم مبارك - ربة منزل - فتعتبر الماء ساحر الأطفال، لذا تؤكد على عدم الغفلة عنهم أثناء السباحة وخصوصاً الصغار منهم، وعن هذا الهوس تضيف مؤكدة انه بلا حدود مما حداهم لاستئجار استراحة يومية لهذا الغرض.
احذروا الخطر
ولمنع الخطر عن أطفالنا عند وجود أحواض سباحة التقينا بالكابتن أحمد الشمري - مدرب سباحة - حيث قدم نصائحه لمنع الخطر عن الأطفال من سن الواحدة حتى الثامنة عشرة - وهي سن الخطر- حيث قال: يجب علينا عدم وضع حوض للسباحة في المنزل حتى يبلغ طفلك 5 سنوات أو أكثر لأن أحواض السباحة هي أكثر مكان يغرق فيه الأطفال تحت عمر 5 سنوات ولا تترك الطفل يلهو في الحوض أو حول الحوض إلا إذا كنت بجانبه، ولا تترك أي وعاء كبير ممتلئاً بالماء بعد الانتهاء من استخدامه (أكثر من 5 جالونات)، ويفضل عدم تعليم الطفل السباحة إلا بعمر 5 سنوات فما فوق، ولا يترك الطفل لوحده حول حوض السباحة ولو للحظات، ولا تترك الطفل يسبح لوحده كما لا تسبح أنت لوحدك! أيضا لا تترك أي أدوات كهربائية بالقرب من الحوض، ويفضل عدم ترك الطفل يلهو بالدراجة حول الحوض أو المسبح! يجب عليك تعلم قواعد الإنعاش القلبي التنفسي عند الأطفال CPR لأنك يمكن ان تنقذ حياة الطفل إذا كنت تتقن عملية الإنعاش ويجب ان يكون لحوض السباحة سوره الخاص غير سور المنزل، ويلاحظ ان يكون عمق الحوض متناسباً مع عمر الأطفال.. أما بالنسبة للأطفال من سن 5 - 12 فأضاف الشمري: هذا العمر هو أكثر عمر يجد فيه الطفل متعة وفائدة في السباحة، ولكن لا تترك الطفل يسبح لوحده تحت أي ظرف، ولا تترك الطفل يغطس في الماء إلا بعد معرفة عمق الحوض، واحرص دائماً على تلبيس الطفل لباس النجاة بشكل دائم وخاصة في البحر، وعلِّم الطفل كذلك عدم دفع رفاقه نحو الماء وعدم الادعاء بطلب النجاة على سبيل المزاح! حتى هؤلاء ممن قد يتقنون السباحة يبقون في خطر الغرق! وحتى المراهقين أيضاً يجب ان يسبحوا بمراقبة شخص بالغ دائماً ويعتقد الكثير من المراهقين انهم يتقنون السباحة أكثر مما يكون الأمر في واقع الحال ولا يدركون خطر تيارات الماء وتغير العمق من مكان لآخر.
أما الغطس ففيه خطورة إصابة العمود الفقري أو الدماغ وحتى خطر الموت أو يزداد هذا الخطر في حالات الغطس في الماء الضحل أو في مكان غير معروف العمق مما يؤدي لارتطام جسم المراهق بالقاع، وينصح بعدم الغطس في برك السباحة المنزلية لصغرها وعدم غطس المريض بعد تناول أي نوع من الأدوية.
وختم الشمري - مدرب سباحة - بتمنياته بقضاء إجازة سعيدة للجميع، خالية من المنغصات والمشاكل - إن شاء الله -.
تنظيف أحواض السباحة
بجب الاستعانة بنظام تصفية المياه وإعادة تدويرها مع ضرورة تعقيمها وتنظيفها، هكذا أكد الأستاذ سلطان السويد - صحة بيئة - على أهمية تنظيف البرك الخاصة بالسباحة وما يماثلها مثل أحواض السباحة مضيفاً: يجب ان تبدل المياه فيها مرة واحدة في الشهر، ومع وجود فلتر فانه يتم إعادة تدويرها وتنظيفها وتعقيمها من الشوائب.
وينبه سلطان السويد الى نقطة مهمة وهي ضرورة وجود جهة مسؤولة عن صيانة الحوض ونظام التعقيم للمياه واتخاذ احتياطات السلامة ضد الأخطار المحتملة لتسرب غاز الكلور حتى لا يتم اللجوء لمياه جديدة، ويجب ان تكون جميع مستلزمات المسبح مصنوعة من مواد مقاومة للتآكل حتى نحافظ على أكثر كمية من الماء من التسرب وكذلك عن طريق وضع قاطع التسرب الأرضي على جميع الدوائر الكهربائية.
واتفق معه على أهمية المراقبة.. الصيدلي حميد الضوي قائلاً: مع ارتفاع درجات الحرارة صيفاً وتزامن ذلك مع بداية الإجازة المدرسية، فقد اتجهت الأسر إلى المنتجعات والشاليهات والأماكن الترفيهية بغية إسعاد الأطفال ومشاركتهم أفراحهم والترفيه عنهم، القضية في تدافع الشباب (صغاراً وكباراً) نحو برك السباحة.. وربما ان (أمر المسابح وتعقيمها) متروك (لعمالة نظافة) فان هذه المسابح أصبحت (ملوثة) وناقلاً خطراً للأمراض والأوبئة.
السؤال: من يتولى الإشراف على المسابح ويتولى فحصها.. ومراقبتها ورمي نفايتها؟!
من المسؤول: هل هي الأمانة وبلدياتها الفرعية؟!
المأمول ان يتم تدارك الأمر وتنظيم زيارات مفاجئة وبشكل دوري يكفل تقديم خدمة موثوق بها!!
وحذَّر الضوي من الكلور المستخدم في تعقيم أحواض السباحة، مؤكداً انه اطلع على دراسة مفادها ان الكلورين الذي يضاف إلى أحواض السباحة بهدف تعقيمها يساهم في الواقع في تجريد الرئة من الغشاء المبطن الواقي (epithelium) ويؤدي إلى نضوح السوائل منها وجعلها أكثر حساسية لمحفزات الربو، وهو تأثير مشابه لتأثير دخان السجائر على الرئتين.
كما أشارت الدراسة إلى ان الكلورين قد يكون مسؤولاً عن ارتفاع حالات الربو بين الأطفال في العشرين عاماً الماضية، وأوضحت الدراسة ان مادة الكلورين تتفاعل مع البول والعرق اللذين يفرزهما الجسم في ماء الأحواض وينتج عن هذا التفاعل غاز سام يعرف ب(ترايكو لورامين) يؤدي إلى إتلاف الأنسجة العميقة في الرئة، ولأن هذا الغاز يتصاعد في الفضاء المحيط بحوض السباحة فان مجرد الجلوس بجانب حوض السباحة يؤدي إلى نفس الخطر.
وشمل التحذير النساء الحوامل، حيث ان هذه الغازات لها علاقة بالإسقاط والتشوهات الجينية، وقد أجريت الدراسة المذكورة على ألفي طفل، قامت بها الجامعة الكاثوليكية في لوفين ببلجيكا وكان الأطباء يتعرفون على مستوى الضرر في الرئة بقياس مستوى وجود بعض البروتينات في الدم والتي تعتبر مرتبطة بغشاء الرئة.
وقال الدكتور الفريد بيرناد رئيس الفريق العلمي انه يتحتم من الآن فصاعداً تحسين التهوية والتقليل من مستوى الكلورين في ماء الحوض.
الغرق والإنقاذ
وعن حوادث الغرق - لا سمح الله - أكد الأستاذ أحمد الشمري - مدرب سباحة - أهمية هذا الموضوع مشيراً إلى انه استفاد مما نشر في الصحف والنشرات الطبية حول هذا الموضوع الحيوي.
وحوادث الغرق في المملكة كثيرة وخاصة هذه الأيام وأغلب الحالات في عمر أقل من 5 سنوات ويمثل ذلك 50% بسبب برك السباحة الخاصة والمنزلية.. كما ان الغرق يحدث لدى الأطفال في سن أقل من أربع سنوات باستخدام أحواض السباحة الصغيرة، وذلك لعدم الرقابة أو التساهل في ذلك والتعاون في معرفة خطورة تلك الأحواض.
الوقاية من الغرق
- عدم ترك الطفل دون عمر 3 سنوات في المغطس دون مراقبة.
- التفكير دوما بخطر الحادث في حال وجود حوض للسباحة في مكان قريب.. وأخذ الاحتياطات اللازمة.
- تحذير المراهقين من خطر التهوية المفرطة قبل الغطس وذلك خوفاً من حدوث الدوار ثم الغرق.
- الانتباه إلى ان خطر الغرق أكثر ارتفاعاً بخمس مرات لدى الطفل المصاب بداء الصرع.
- تعليم الأطفال السباحة من عام 4 - 5 سنوات.
حركات الإنقاذ
- إذا كان الطفل واعياً ولا يعاني من أي اضطراب تنفسي، يجب نزع ملابسه المبللة وتدفئته ووضعه في وضعية الأمان (على جانبه، رأسه إلى الوراء، وجهه نحو الأرض).. يجب ان يتم تحريك رقبته بحذر شديد لأن احتمال وجود صدمة في العمود العنقي وارد دوماً.. وهذه المنطقة مهمة جداً لتنفس المريض.
- يفضل عدم استخدام حركة (هيمليش)، وهي الطريقة التي تستخدم لإخراج المواد أو الأجسام الغريبة من المجاري التنفسية، لتخليص المجاري الهوائية من الماء الذي تنشقه الغريق، فلم يثبت علمياً من تأييد هذه الحركة.
- إذا كان الأمر ممكنا، يستحسن إعطاء الطفل الأكسجين بالقناع قبل إدخاله إلى المستشفى.
- إذا لم يتنفس الطفل، فيجب ممارسة طريقة الفم على الفم فوراً ودون إبطاء ولشرح ذلك:
يوضع الطفل على ظهره، ويركع المسعف بشكل عمودي بالنسبة للطفل، من الجهة اليمنى أو الجهة اليسرى.. بعد فتح الانسداد في المجاري الهوائية العليا بالاصبع وتمديد الرأس باليد المفتوحة، يطبق المسعف بإبهام وسبابة اليد الأخرى على أنف الطفل.. بعد ان يشهق بقوة، ينفخ الهواء عند الزفير في فم الطفل على ان يكون فمه مطبقاً بإحكام على فم الغريق.. يجب ان يكون النفخ سريعاً وبكميات من الهواء كافية لرفع التجويف الصدري عند كل نفخة، وذلك كي تكون التهوية فعالة.. إذا توقف القلب، يقوم أحد المساعدين بتدليكه كما سنشرح بعد قليل.. يتم التنفس بطريقة الفم على الأنف بنفس الأسلوب، على ان يحدث النفخ، في هذه الحالة، عبر الأنف مع إغلاق الفم بإحدى اليدين ورفع الرأس باليد الأخرى.
إذا كان الطفل في حالة موت ظاهري وقد توقف قلبه، من الضروري القيام بالتنفس الصناعي كما ذكرنا قبل قليل وبتدليك القلب فوراً وفي نفس الوقت بانتظار وصول الإسعاف ولشرح كيفية تدليك القلب:
يوضع الطفل على مسطح قاسٍ (لوحة خشبية مثلاً) يقوم المسعف بإلقاء راحتي يديه بشكل علامة +، الواحدة فوق الأخرى، على عظام قفص الصدر، تحديداً فوق الرهابة (على علو الحلمتين) يجب ان يكون كتفا المسعف فوق الغريق مباشرة، وان يقوم بحركات ضغط، على ان تكون ذراعاه مشدودتين باتجاه العمود الفقري، بمعدل 60 إلى 80 حركة بالدقيقة الواحدة.. يجب تخفيض عظام قفص الصدر من 2 إلى 5 سم حسب العمر.
يجب ان تكون قوة الضغط لا ضعيفة جداً (دون فعالية) ولا قوية جدا (خطر الكسر أو تمزق الكبد أو الطحال) في آخر كل حركة ضغط، على المسعف ان يرفع يديه كي يسمح للتجويف الصدري بالتمدد.. يستمر المسعف بعمله ويطلب المساعدة من شخص آخر ليتحسن نبض الشريان الفخذي في ثنية الفخذ أو نبض الوداج.
إذا لم يتمكن من ذلك، يجب تبديل نقطة ارتكاز الضغط اليدوي من أجل سماع النبض.
تدليك القلب طريقة متعبة وترتبط فعالياتها غالباً بمدى استمرارها.. لذلك يجب ان يتابعها مسعف آخر.. ليس لتدليك القلب أي تأثير على التهوية الرئوية.
من الضروري إذاً التناوب بين خمس حركات من الضغط الصدري وبين نفخ الهواء بطريقة الفم على الفم.
يجب ملاحظة عملية تدليك القلب في الصغار
- لدى الرضيع يتم الضغط بواسطة السبابة والاصبع الأوسط على مستوى عظام قفص الصدر، على ان يوضع اصبعان تحت خط الحلمتين المزدوج بنسبة 100 حركة ضغط في كل دقيقة لأن ضربات قلب الرضيع الطبيعية من 100 - 120.
- لدى المولود الجديد، تختلف الطريقة: القبض باليدين على التجويف الصدري بحيث تتلاقى الأصابع على طول العمود الفقري، بينما يجتمع الإبهامان إلى الأعلى على عظام قفص الصدر عند مستوى الحلمتين.. من الضروري إغراق الإبهام في عظام قفص الصدر من 15 إلى 20 ملمترا (15 - 20 سم) بمعدل 80 إلى 100 حركة ضغط في كل دقيقة.
|