* أثينا (د ب أ):
وسط أكبر عملية أمنية لحماية حدث رياضي على الاطلاق ومخاوف انتشار حالات تعاطي المنشطات التي تلقي بظلالها على الساحة تعود دورة الالعاب الأوليمبية اليوم الجمعة إلى موطنها الأصلي. ويتنافس في أوليمبياد أثينا اليوم عشرة آلاف و500 رياضي من 202 دولة على مجموع 301 ميدالية ذهبية أو مسابقة في 28 رياضة وهو قفزة عملاقة بالنسبة لأوليمبياد هذا العام إذا ما قورن بأول اوليمبياد في التاريخ الذي أقيم عام 776 قبل الميلاد ولم يضم سوى مسابقة رياضية واحدة. أو إذا قورن بأول أوليمبياد في العصر الحديث عام 1896 الذي شمل 43 مسابقة رياضية.
وتضم العملية الامنية بأثينا 70 ألفاً من الجنود ورجال الشرطة وأفراد الامن ويشارك حلف شمال الاطلسي في العملية الامنية لكونها أول دورة أوليمبية صيفية منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر بالولايات المتحدة وبلغت ميزانية العملية الامنية 2. 1 مليار دولار حتى الآن لتكون أكبر من أربعة أضعاف ما أنفق على العملية الامنية لأوليمبياد سيدني 2000.
أما القرية الأوليمبية التي ستنزل بها البعثات الأوليمبية من مختلف دول العالم أثناء الأوليمبياد فقد أحيطت بأسوار عالية يصل ارتفاعها إلى أربعة أمتار وتقع القرية الأوليمبية قرب المواقع التي ستجرى بها مسابقات الدورة، ونالت القرية ومواقع المنافسات رضا وثناء الرياضيين والمسؤولين على حد السواء. وقال جاك روج رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية إن القرية الأوليمبية رائعة وتتفوق على جميع القرى الأوليمبية التي شهدها في الدورات السابقة حيث حضر وشاهد على الطبيعة 16 دورة سابقة. وبعد حصولها على دفعة معنوية كبيرة لفوز اليونان بكأس الامم الأوروبية الماضية يورو 2004 بالبرتغال نجحت اللجنة المنظمة بأثينا في أن تفوز بسباقها مع الزمن للانتهاء من جميع الاعمال المتأخرة في الأوليمبياد رغم عدم إجراء البروفات في عدد من المواقع الرياضية.
وبين المواقع التي اكتمل بناؤها في اللحظة الأخيرة الاستاد الأوليمبي نفسه بسقفه المقوس الرائع الذي صممه المهندس المعماري الاسباني سانتياجو كالاترافا والذي سيستضيف حفل الافتتاح اليوم الجمعة.
وقالت جيانا أنجيلوبولوس رئيسة اللجنة المنظمة إن أثينا مستعدة ونفذت اللجنة ما وعدت به وقالت إن الدورة الأوليمبية الجديدة تسطر فصلا جديدا في التاريخ الأوليمبي والتاريخ اليوناني.
واتفق دينيس أوزوالد رئيس لجنة التنسيق التابعة للجنة الأوليمبية الدولية مع جيانا قائلا (إنها معجزة.. معجزة حقيقية أن تكون أثينا جاهزة للأوليمبياد رغم كل شيء). وبعد أن كان مقررا أن تصل الميزانية الاجمالية للأوليمبياد إلى أربعة مليارات دولار ارتفع هذا الرقم إلى الضعف تقريبا حيث ألحق مبلغ ستة مليارات دولار تحت بند تكاليف أوليمبية عامة إلى الميزانية الاصلية للجنة المنظمة التي لم تكن تتعد 96. 1 مليار دولار. حتى أن البعض يتحدثون عن وصول ميزانية أوليمبياد أثينا إلى عشرة مليارات دولار. ولكن لا شك أن إقامة الأوليمبياد في أثينا قد أدى إلى حدوث تطور كبير في البنية الاساسية للمدينة مثلما حدث في أوليمبياد ميونيخ 1972 وسول 1988 وبرشلونة 1992.
ونمت الالعاب الأوليمبية بشكل كبير في السنوات الماضية لكن روج حاول الاحتفاظ بالارقام ثابتة بقدر الامكان على ما كانت عليه في أوليمبياد سيدني 2000. وتتمثل الزيادة الوحيدة في أوليمبياد أثينا في عدد الدول المشاركة حيث تعود أفغانستان إلى المنافسات الأوليمبية وفلسطين أيضا سيكون لها بعثة رياضية. وسيشارك بهذا الأوليمبياد كذلك رياضيون من العراق. ويسير الوفدان الكوريان سوياً في حفل الافتتاح مثلما فعلا في سيدني 2000. وستشهد هذه الدورة إدخال عدد من المسابقات للمرة الاولى في الأوليمبياد مثل المصارعة والمبارزة بالسيف للسيدات. وخلال أوليمبياد أثينا ستجري اللجنة الأوليمبية الدولية والوكالة العالمية لمكافحة تعاطي المنشطات حوالي 3400 اختبار للمنشطات في الوقت الذي بلغت فيه هذه الاختبارات 2840 اختبارا في سيدني. واستبعد بالفعل عدد من الرياضيين من المشاركة في الأوليمبياد ومن أحدث حالات الاستبعاد قد شهدها صباح أمس وكانت للملاكم الكيني ديفيد مونياسيا ولاعبا البيسبول اليونانيان أندرو جيمس وديريك نيكولسون. وكان لفضائح تعاطي المنشطات نصيب كبير في أمريكا حيث امتدت هذه الفضائح لتشمل عددا كبيرا من الرياضيين البارزين مثل كيلي وايت وتيم مونتجومري وغيرهما. وبعيداً عن فضائح المنشطات يتوقع أن يكون السباح الامريكي مايكل فيلبس من نجوم هذه الدورة خاصة إذا نجح في أن يحقق أو أن يتخطى الرقم الذي حققه السباح الامريكي مارك سبيتز عندما فاز بسبع ذهبيات في أوليمبياد ميونيخ 1972. وسينافس فيلبس في ثمانية سباقات في أثينا. وقد تصبح مواطنته جيني طومسون أول رياضية تحقق الفوز بعشر ذهبيات أوليمبية إذا تمكنت من إضافة اثنتين إلى مجموع ذهبياتها الثماني التي جمعتها من ثلاث أوليمبياد. وفي ألعاب القوى يعلق الامريكيون آمالهم في الحصول على الذهب على موريس جرين بطل سباقات العدو مئة متر في اولمبياد 2000 وشون كروفورد وجاستين جاتلين. بينما لن تفوز لاعبة القوى الامريكية الشهيرة ماريون جونز بخمس ذهبيات مثلما فعلت في سيدني 2000 بأي حال من الاحوال لانها لن تنافس سوى في مسابقة الوثب الطويل هذا العام.
وتضم منافسات ألعاب القوى بأثينا عدداً كبيراً من أبرز الرياضيين العالميين مثل العداء المغربي هشام القروج الذي يأمل في الفوز بالذهب الذي فشل في الحصول عليه في أتلانتا 1996 وسيدني 2000. وستشهد بقية المسابقات منافسات قوية من الفريق الأمريكي في كرة السلة والروسية سفيتلانا خوركينا في الجمباز والالمانية بيرجيت فيشر في الكانوي. ويتوقع أن تكون المنافسة على أشدها بين الولايات المتحدة وروسيا على منصات التتويج وتليهما الصين التي تأمل تحقيق نتائج طيبة قبل أوليمبياد 2008 التي تستضيفها بكين. وكانت الولايات المتحدة قد احتلت المركز الاول في أوليمبياد سيدني 2000 برصيد 40 ذهبية و24 فضية و33 برونزية. وتلتها روسيا في المركز الثاني برصيد 32 ذهبية و28 فضية و28 برونزية. واحتلت الصين المركز الثالث برصيد 28 ذهبية و16 فضية و15 برونزية.
|