Friday 13th August,200411642العددالجمعة 27 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "سين وجيم"

الصبر الواعي الصبر الواعي

اعداد: الشيخ صالح بن سعد اللحيدان
* درستُ حتى سنة (12 سنة) عند جدتي لأبي، وقد كانت بارة بي ورحيمة وحريصة عليّ وعلى صحتي، لكن الأم لا تعوّض، أقول هذا من باب التجربة ومعايشة الواقع بعد سن (12) انتقلت إلى والدتي وبيتي وحتى (- سن 18 -)، وأنا ذلك الولد المتعب الشقي، وقد بليت بخال عامي كان شديداً عجولاً لا يدري كيف ولا أين يضرب؟
ولا يدري ما يقول؟
وحين وصلت سن 19 هدأت وركدت أعاني اليوم من آثار الغربة عند جدتي وآثار شدة وسوء تربية خالي أعاني من الكآبة وشدة الانزواء وعدم القدرة على إيصال حاجتي لأي مسؤول ضاع حقي ولا تسأل عنه.
1- جمدت في عملي (19 سنة) فسكت.
2- أخذ حقي فلا ندب ولا انتداب فسكت.
وكيف أحدثك عن حالتي، وقد تعبت كثيراً فكن موجهي ودليلي.
ص. هـ.. الرياض (السليمانية)
ج - لعل ما يغبطك عليه الكثيرون أنك تدرك أنك تشعر (بمرض ما) وأنك ما بين (سن 12 حتى سن 18) كنت تعبث كثيراً وكنت شقياً مما حدا بخالك أن يتخذ موقف الشدة، وهذه حيلة، ولأنه وإن قسا فإنما أراد مصلحتك وخيرك فلعلك كنت أثناء (المراهقة المبكرة) سبباً جيداً لشدة الخال، ولعله كان لا يعلم أمر التوجيه وحقيقة التربية.
لست مريضاً ولست ذا كآبة، ولست ذا انزواء، لكنك من النوع الحساس الكبير القدر تحليلاً ورؤية، ولهذا حينما وعيت الآن وأدركت أمر الحياة وأمر طبيعة الحاصل بدا لك الأمر على شكل ما وصفته من (كآبة) إلخ..
كلا.. فأنت رجل قدير فاضل مررت بتجربة جيدة لتعي الحياة أكثر من غيرك وتدرك فقه الواقع أكثر من غيرك كذلك، لا تقنع نفسك ولا تبرر أنك مُصاب (بكآبة)، فالمرء حينما يصدق كل إيحاء ذاتي وخواطر نفسية ما يسير نحو: مرض معين، لكن ارفض كل فكر تسلطي ووسواس قهري، وسوف تجد مقاومة داخلية شديدة توحي إليك أنك ذو كآبة وذو انزواء و.. و.. و لكن اشتد وقاوم شعورياً ما يراودك من اللا شعور ولا تستسلم.
وليس هذا مني نفياً لما تحس به، لكن الحال عندك تحتاج إلى صبر ودفع وإرادة واعية دائمة ورفض جيد لكل إحساس داخلي.
آمل تدبر ما أكتبه لك وفهمه بوعي وقوة وتفاؤل وعمل جاد مركز، أما تجميدك وعدم أخذك للحق الذي هو لك فلا تلتفت إلى هذا، ولا تتعلق به فإنما هي: (دنيا) فيها ظالم ومظلوم، فكن الثاني ولا تكن الأول، وما دمت لا تستطيع أخذ الحق بسبب من الأسباب لضعف ما أو احتقار ما، أو وشاية ما أو تهمة ما فهنا قوتك تكمن كثيراً في: (الصبر الواعي) مع صدق اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، وماذا يضيرك.. ماذا يضيرك لو تفرجت على شريط أنت بطله (ضعيف مسكين مركون) و(مجمد) ذهب حقه وحقوقه وحالته معلومة فلا يؤخذ له حقه، ثم بعد سنين إذا الفتن والخلاف والاختلاف يقع بين من ساروا على حقك وهم يعلمون.
يجب أن تصبر وتلزم السمت كثيراً وترفع يديك إلى (الملك العدل الحق المبين). وسوف هناك تتنزل عليك السكينة والراحة، وترى من خلال ذلك الفلم التصوري ما يحدث لمن أساء, وهذا وحده علاج عظيم جُرّب فنفع بإذن الله تعالى.
فالله الله به سبحانه وتعالى تعلق به، وأدم الدعاء عليهم مهما سخروا بك ولم يلتفتوا إليك فأنت الرابح، فقط تفرج ولا تتعلق بما بين أيديهم ونسفوك منه ولك فيه حق عظيم.
1- آمل كثرة التفاؤل والسير المديم.
2- آمل نظرة الأولين.
3- آمل دعاء لا يهون.
4- آمل صدق ظن كريم.
5- آمل ترك دنياهم لهم.
6- آمل أخذ حقك بدعاء مستديم.
7- آمل منك صبراً واعياً.
8- آمل قيام ليل طويل.
9- آمل.. دوام الدعاء.
10- آمل منك ظناً في: العظيم.
11- آمل أن تدرك عدلاً في الحياة.
12- آمل طول السجود.
13- آمل صدق الرجاء.
14- آمل ألا تخيب.
15- آمل ألا تخيب.
آمل ألا تخيب.
فعسى بعد الإلاه ينصرك مهم (حر كريم).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved