طالعت كغيري من القراء تجاوب معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع مع ما كتب عن تخصصي بريدة مؤخراً، والذي يطالب معاليه بإفادته عن ما يحتاجه هذا المستشفى، ويبحث عن حلول تفيد لإنقاذه من تعثره وترديه والوضع الذي آل إليه وجعله حديث المجالس والمنتديات ببريدة وبمنطقة القصيم، وأحببت أن أدلي بدلوي حول هذا الموضوع وأن أساهم بطرح بعض الأسباب المتعددة والتي أرى ومن وجهة نظر شخصية وخاصة أيضاً أنها جديرة بمناقشتها ودراستها بتأنٍ وجدية وحيادية تامة بعيدا عن المجاملة والتطبيل لأحد على حساب الآخر، ودعني معالي الوزير أن أطرح هذه الأسباب وأضعها أمامكم وأترك لكم بالطبع حرية التصرف واتخاذ ما ترونه لوضع الحلول المناسبة والتي تجعل هذا المستشفى يحقق ويرضي طموحات إخوانكم المرضى والمراجعين الذين يرتادونه بحثاً عن العلاج، ولا يزال جزء كبير منهم ليس راضياً عن الخدمات الصحية المقدمة بهذا المستشفى.. ولكي أكون منصفاً فإنه ليس صحيحا بأن جميع خدمات هذا المستشفى ضعيفة وسيئة بل على العكس فهناك أجزاء منه تؤدي دورها على الوجه المطلوب، وكما نعرف أن التقصير موجود بكل مكان ولا أحد يدّعي الكمال، وأنا هنا أرى أن هناك ماجة وملحة للتطوير والتجديد بجميع أجزاء هذا المستشفى بدءاً من الخدمات الصغيرة وانتهاء بالكبيرة.. وأود أن أبين هنا أنه لا توجد بيني وبين أي أحد بهذا المستشفى لا من بعيد ولا من قريب أية خصومة ولا توجد لديَّ أية قضية مع هذا المستشفى وذلك لكي لا يفهم مقالي بأنه ذو مصلحة شخصية خاصة، بل ما أريد إلا الإصلاح ما استطعت، ومساهمة مني في خدمة الصالح العام وطموحي أن أرى مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ولكي لا أطيل عليكم أكثر مما سبق سأدخل إلى الموضوع مباشرة فمن الأسباب المتعددة:
أولاً - معالي الوزير في جولاتكم المفاجئة لم يكن للقطاعات الصحية بمنطقة القصيم أي نصيب منها، وكانت زيارتكم الأخيرة لهذه القطاعات معلنة وتم الاستعداد لها مبكراً من قبل هذه القطاعات، ومن هنا أطالب معاليكم بزيارة مفاجئة إلى المنطقة وخصوصاً هذا المستشفى حديث الساعة، وتعلمون معاليكم أثر هذه الزيارات والنتائج التي تمخضت عنها، ويمكنكم خلالها مقابلة صغار الموظفين وإعطاؤهم الأمان والتحدث اليهم، وسترون ماذا سيقولون وربما تتفاجأون.
ثانياً: للشركة المشغلة للمستشفى والذي وقع معاليكم تجديد العقد معها مؤخراً لمدة ثلاث سنوات نصيب وافر من تردي الخدمات الصحية بهذا المستشفى لكونه سبباً في اختيار بعض من الكوادر البشرية غير المؤهلة التأهيل المطلوب وتشغيلهم برواتب ضعيفة والتحفظ على آخرين أمضوا سنوات دون تطوير أنفسهم علمياً ومهنياً مما يؤدي إلى تأثر هذه الكوادر نفسياً وبالتالي يتأثر العمل، كما أنها سبب من اسباب عدم توفير الإمكانيات المادية الطبية وغير الطبية بالصورة المطلوبة.. فلا يزال المستشفى يعمل على أجهزة وأدوات طبية بعضها قديمة وأظنها منذ افتتح المستشفى عام 1408هـ.
ثالثاً: الكوادر البشرية من أهم مقومات العمل الطبي الناجح وما تعانيه القطاعات الصحية بمنطقة القصيم بشكل عام والتخصصي بشكل خاص من نقص واضح بالكوادر البشرية من أطباء وتمريض وفنيين مؤهلين أمر يحتاج من معاليكم إلى وقفة جادة وجدير بالاهتمام هذا الموضوع، حيث إن هناك نقصاً واضحاً بهذا الشأن انعكس على الخدمات العلاجية المقدمة للمرضى مما أدى بالتالي إلى تردي هذه الخدمات علما أن هناك أكثر من ستين ممرضاً سعودياً تخرجوا من منطقة القصيم وذهبوا إلى توظيفهم بالرياض عندما رفضت طلباتهم الوظيفية!.
رابعأً: تلعب الإدارة الطبية دوراً مهماً وحيوياً وفاعلاً لتسيير دفة العمل الطبي بالمستشفيات وهنا يجب أن تنطبق مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب على هذا الوضع بجميع الإدارات، فالشهادة ليست هي الفيصل بهذا الموضوع وسنوات الخبرة الطويلة التي تمضي على شخص واحد بهذا المنسب دون تجديد وتطوير ملموس للأداء المهني والوظيفي لسنا بحاجة لها فنحن نطمح للأفضل، وما في تخصصي بريدة هو أن الإدارة الطبية تقوم بتوزيع الأطباء بمختلف التخصصات حسب اعتبارات شخصية ومحسوبيات واضحة بحجة حسب ما تقتضيه مصلحة العمل بينما الواقع هو ملء الأماكن الشاغرة بالأقسام بأطباء وأي أطباء، ومن ذلك طبيب مقيم أنف وأذن وحنجرة يقوم بتغطية طبيب عظام، ولكم أن تتخيلوا أيضاً طبيب باطنة تخصصه يقوم بمعاينة حالات الجراحة ويعمل لها الغرز بنفسه بقسم الطوارئ والتي سيأتي عنه الحديث لاحقاً كما أن تولي كثير من الاستشاريين رئاسة الأقسام أثرت على عملهم الأصلي وبات اعتمادهم كلية على المقيمين من الأطباء بمباركة من هذه الإدارة، ولا شك أن لهذا أثره الواضح في تردي الخدمة المقدمة بذات التخصص.
حسن الرشيد/بريدة |