Friday 13th August,200411642العددالجمعة 27 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

(قطع الرأس) موضة عام 2004 (قطع الرأس) موضة عام 2004
حسين أبو السباع

لست أدري لماذا يتخذ الإرهابيون من ضحاياهم موضة جديدة علينا وعلى الإرهاب وهي قطع الرأس.. وكأنهم ينفذون شرع الله فيمن قتل.. وانهم نسوا أو تناسوا أن أولئك الذين تقطع رقابهم هم أبرياء عُزل من السلاح لا ذنب لهم في أي شيء سوى أنهم ينتسبون إلى بلد.. هم يكرهون سياسته، وهؤلاء الأبرياء قد لا يعلمون شيئاً عن تلك السياسات التي تمارسها بلادهم.. كثير منهم قد وضعته الظروف القاسية من شظف العيش إلى ترك وطنه والبحث عن الرزق في بلد آخر غريب.. وهو في هذا يسير وفق أوامر الله إذ قال: {قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} و{ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها}، وكثير من آي الذكر الحكيم التي تدعو إلى البحث عن الرزق في كل مكان.. ويأتي هذا وذاك إلى أراضٍ عربية، والعرب من قديم الزمن معروف عنهم العهد بالأمان.. فلا يجد بعضهم إلا أيادي في الظلام تختطفه وترهبه وتستعمله أداة في وجه حكومته لتنفيذ مآربهم.. ونسوا أن الرسول نهى عن إرهاب وترويع الآمنين.. بل وحث المسلمين الفاتحين على الرفق بالكتابيين والذميين.. نسي أولئك أن كل ما يفعلونه هو لا يسمى إلا (إرهاباً) مهما غيروا التسمية ومهما تخفوا وراء آيات في كتاب الله ويحرفونها عن بعض مواضعها فلن تكون لهم تسمية غير أنهم إرهابيون.. وحينما خرجوا علينا مع مطلع هذا العام بهذه الموضة الجديدة (قطع الرأس) خرجت منا جميعاً نبرة رافضة لكل ما يفعلون.. وحينما يقول قائل ألا ترى ما تفعل حكومات أولئك الناس في المسلمين.. انهم يقتلونهم ويذبحونهم، أفلا يكون الرد بالمثل ..أقول لهم.. رفقاً بأنفسكم من هذا الجدل الأجوف.. ان أولئك الغزاة في كل شبر إسلامي لهم ميدان يحاربون فيه.. من أراد الرد عليهم فليذهب إليهم في ميدانهم لا أن يصطاد ضحية بريئة ويقطع رقبتها.. هذه إنما هي شجاعة الجبناء.. وأتمنى من الله أن يعقل أولئك المنشقون عن الصف ويعودوا إلى رشدهم.. ويستغفروا الله قبل أن تقطّع رؤوسهم..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved