* جدة - الجزيرة:
تحتضن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة حالياً ما مجموعه (120.426) طالباً وطالبة، منهم (52.901) طالبة يدرسن في (7.517) مدرسة وحلقة، ويبلغ عدد المدارس منها (2.018) مدرسة.
صرح بذلك رئيس الجمعية الشيخ أحمد محمد صلاح جمجوم، وأبان أن الجمعية تستخدم منذ وقت بعيد لخدمة ملتحقيها من حفظة كتاب الله تعالى تقنيات الاتصال الحديثة وعلى رأسها شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) لحث الناشئة والشباب على الانتظام في الحفظ واستقطاب أعداد متزايدة من الناشئة والشباب، حيث قامت بعمل موقع لها في (الإنترنت)، وأعدت لها برنامجا للاتصالات الإدارية، وتعتزم عمل شبكة حاسب آلي بينها وبين فروعها إلى جانب القيام بعمل برنامج تعليمي موحد لفروع الجمعية.
وأرجع الشيخ الجمجوم ما يحدث لبعض الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن في المملكة من تأخر عمليات تطويرها إلى مستويات أفضل، وعدم استطاعتها استقطاب أفضل المعلمين والمعلمات والقراء والمتميزين، إلى افتقارها لمصادر دائمة ومنتظمة للتمويل وقلة مواردها، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف في الأداء وتأخر لدى الجمعيات في الرقي إلى مستوى أفضل للعلو بمكانة الجمعية ومتطلباتها ومعلميها وطلابها في ظل التقنيات الحديثة.
وفي نفس الصدد، رأى رئيس جمعية تحفيظ القرآن في مكة المكرمة أن خير وسيلة أو آلية يتطلب انتهاجها لتوفير مصادر تمويل دائمة ومتجمدة هو عمل الجمعية أوقافا خاصة بها تعود عليها بالنفع واستثمارها بمختلف المجالات، إلى جانب عمل المشروعات الناجحة للاستفادة منها مادياً ومعنوياً.
ورفض الشيخ الجمجوم ما يتردد حول تخوف كثير من أولياء أمور الطلبة والطالبات من تعارض دراسة أبنائهم وبناتهم بالمدارس والجامعات مع انتظامهم بحلقات ومدارس التحفيظ، وقال: لا تعارض بين دراسة الأبناء في المدارس والجامعات مع انتظامهم بحلقات التحفيظ، وإن حدث ذلك - لا سمح الله - فيعود ذلك إلى الطالب نفسه أو الطالبة نفسها، فعليه وعليها تنظيم وقته ووقتها تنظيماً صحيحاً، مؤكداً أن العلاقة بين حفظ القرآن والتفوق العلمي هي علاقة طردية، وذلك عائد على أنهم يحملون في صدورهم كلام الله العظيم، وتوفيق الله لهم أينما يكونوا، والقرآن الكريم حافظ لصاحبه في الدنيا والآخرة.
ورأى رئيس جمعية تحفيظ القرآن في مكة المكرمة أنه لتحقيق نتائج أفضل كماً وكيفاً في الجمعيات، فقد عملت جمعية مكة المكرمة لتحفيظ القرآن الكريم مجموعة من لوائح ونظم لعملية التعليم والتدريس، كما قامت بعمل دورات متخصصة في القرآن الكريم، وعمل مسابقات في القرآن، وإقامة المراكز الصيفية إلى غير ذلك من الأنشطة المعمول بها.
وفي معرض تصريحه بين الشيخ أحمد جمجوم أن الصفات التي يجب أن توافرها في معلم القرآن الكريم الناجح هي أن يكون متقنا لحفظ القرآن وتجويده، وذا خلق حسن، وحسن المظهر، وتعامله في الحلقة بأسلوب جيد مع الطلاب، وعمل الأنشطة، وتكثيف التواصل مع المشرفين وإدارة الجمعية، والتركيز على زيادة الإنتاجية، وذا محصول علمي يستفاد منه.
وحول ما تتعرض له الجمعيات من حملات يشنها أعداء الإسلام بدعوى أنها تكرس للغلو والتطرف الديني، دعا الشيخ جمجوم القائمين على الجمعيات إيضاح أهداف ومهمات ومسؤوليات الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن لمختلف فئات المجتمع، والتي تأتي في مقدمتها تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه وتجويده وترتيله على أبناء المجتمع، مشيراً إلى أن مسؤولية القائمين على الجمعيات والحلقات هي مسؤولية عظيمة فعليهم التصدي لما يمس هذا القرآن الكريم والمحافظة عليه، وكذا الإيضاح التام للمجتمع بأن عمل الجمعيات المراد منه خدمة لكتاب الله الكريم فقط.
وتحدث الشيخ الجمجوم عن دور جمعية تحفيظ القرآن في المجال الاجتماعي والتوجيهي لعلاج الكثير من القضايا الاجتماعية، قائلاً: إن الجمعية استفادت كثيراً من حفاظها في هذا المجال، وأن كثيراً من خريجي الجمعية من الطلاب أصبحوا معلمين، كما يوجد دور اجتماعي وتوجيهي للجمعيات في علاج بعض قضايا المجتمع بحيث تقيم الجمعية بعض الدورات والملتقيات والمنتديات لخدمة المجتمع، مؤكداً - في ذات الوقت - على أهمية دور الآباء والأمهات في استمرارية الطالب في الحلقة، وكذلك تهيئة الجو المناسب لحفظ القرآن الكريم، وحضور مجالس الآباء والالتقاء بالمعلمين مباشرة.
|