* سنغافورة - د ب أ:
عكس الشكل الذي أخذه الاحتفال بتنصيب لي هيسين لونج كثالث رئيس وزراء لسنغافورة أمس الخميس الطريقة التي يعتزم السيد لي أن يستخدمها مع الحكومة - حسبما أفاد سكرتيره الخاص أونج يي كونج أمس الخميس - للاحتفال هذا التنصيب.
ويرغب لي الذي يبلغ من العمر 52 عاماً، وهو نجل لي كوان يو مؤسس سنغافورة الحديثة، أن يكون الحدث محدوداً قدر الإمكان في إشارة إلى الطريقة التي يعتزم أن يستخدمها مع الحكومة - حسبما أفاد سكرتيره الخاص أونج يي كونج.
وبالإضافة إلى سائقي التاكسي والطلاب غير المصدقين إلى أصحاب الوظائف العليا فإن الذين تلقوا الدعوات لحضور الحفل يمثلون كل مناحي الحياة من سفراء إلى باعة جائلين ومن أصحاب مشروعات إلى طلاب.
ويأتي الاحتفال متعدد الثقافات الذي يتسم بالتنوع في (المدينة الدولة) بعد ساعة من إجراءات حلف اليمين في حديقة إستانة المبنى الفخم الذي يضم مكتب رئيس الوزراء.
ولي الذي شغل في السابق مناصب نائب رئيس الوزراء ووزير المالية ومحافظ البنك المركزي تولى مهام المنصب الجديد مساء أمس الخميس على منصة نصبت على ممرات الحديقة. وهو أول رئيس وزراء للبلاد يحتفظ بمنصب وزاري آخر وهو وزير المالية. وعقب ذلك جاء حلف اليمين لأعضاء حكومته المكونة من 20 عضواً طبقاً لجدول الاحتفال مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته جوه تشوك تونج (63 عاماً) الذي سيشغل منصب وزير ذي مقام رفيع وهو ثاني أهم منصب في الحكومة ومحافظ البنك المركزي. أما لي الأب الذي يبلغ عامه الـ81 الشهر المقبل فقد منح منصب (معلم الوزراء) وهو دور استشاري تأسس ليتفق مع خبرته الطويلة التي بلغت 25 عاماً في منصب رئيس الوزراء و14 عاماً وزيراً ذا مقام رفيع في ظل رئاسة جوه.
وفي كلمة شكر إلى جوه نشرت في وسائل الإعلام المحلية استشهد لي كوان يو (بأوقات المحن التي مرت بها إندونيسيا في عهد الرئيس حبيبي وماليزيا في عهد رئيس الوزراء مهاتير محمد) عندما احتفظ جوه (بالعلاقات في نظام فعال).
وقال لي: (على المستوى الدولي أسس بالفعل علاقات قوية مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة واليابان والصين والهند وهي دول تستطيع معاً أن تضمن الاستقرار والأمن لسنغافورة والمنطقة). وأضاف لي مشيراً إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا المكونة من 10 أعضاء (وقد أقام شراكات اقتصادية لسنغافورة مع دول الآسيان).
وقد تميز حفل التنصيب أمس بتناقض ملحوظ مع العملية الوحيدة السابقة لانتقال السلطة؛ فقد حلف جوه اليمين في قاعة المجلس البلدي للمدينة في 28 تشرين الثاني - نوفمبر عام 1990 بحضور 200 ضيف معظمهم من شاغلي مناصب الإدارة الحكومية والسلطة القضائية. وقال مارتويو ناجاوان الذي يعمل بائعاً جائلاً منذ 25 عاماً: (أنا أشعر بالسعادة الكبيرة وكذا بالذهول الشديد) عند حصولي على الدعوة. ومن الكثيرين الذي بعثوا برسائل عبر البريد الإلكتروني إلى لي يطلبون دعوة كلارا لوك (14 عاماً) وهي طالبة قالت إنها سترتدي زيها المدرسي. وقال سائق التاكسي إبراهيم يوسف - 46 عاماً: (ستكون هذه أول مرة أدخل فيها إستانة)، مضيفاً أنه ذُهل عندما فتح بطاقة الدعوة.
وقال أونج: إن الأمر استغرق أسبوعين لجمع ممثلين من جميع قطاعات المجتمع بقدر الإمكان. ويتوقع الاقتصاديون أن يضغط لي من أجل الإصلاحات التي تهدف إلى تقوية القدرة التنافسية الاقتصادية لسنغافورة، ولكن من غير المتوقع عمل تغييرات كبرى في السياسة. ولي هو مهندس الإصلاحات الاقتصادية الأساسية على مدى السنوات القليلة الماضية ومن بينها تحرير القطاع المالي. ويعتمد شباب سنغافورة عليه في مواصلة انفتاح المدينة الدولة المحدودة، والذي بدأه سلفه مع مزيد من الحريات. ويقول المحللون إنه من المحتم أن تكون شخصية لي الجادة موضع مقارنة مع الخلوق جوه والنمط السلطوي لوالده الذي نقل سنغافورة من جزيرة محتلة إلى دولة معاصرة تستخدم تكنولوجيا متقدمة. وقال جوه إنه يشعر بالراحة والسعادة؛ لأنه واثق من أن لي وفريقه سيقودون سنغافورة إلى آفاق كبيرة.
|