Friday 13th August,200411642العددالجمعة 27 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

الجيش الإسرائيلي يقيم متحفاً للأثريات الفلسطينية الجيش الإسرائيلي يقيم متحفاً للأثريات الفلسطينية
في مستوطنة يهودية بالضفة الغربية

* فلسطين المحتلة - بلال أبودقة:
لم تمر سوى ساعات قليلة على هدم جرافات الاحتلال يوم الاثنين الموافق 9 -8 - 2004م سبعة منازل ومبانٍ أثرية تاريخية يزيد عمرها على 700 عام وسط مدينة الخليل الفلسطينية، لشق طريق استيطانية تربط الحرم الإبراهيمي بمستوطنة كريات أربع اليهودية؛ حتى قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء الموافق 10 - 8 - 2004م: إن الجيش الإسرائيلي ينوي إقامة متحف في إحدى المستوطنات الواقعة في الضفة الغربية، يعرض فيه المكتشفات الأثرية التي اكتشفت أو صُودرت خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية منذ العام 1967م.
وأوضحت الإذاعة العبرية في نبأ تنقله (الجزيرة) أن إقامة المتحف في الضفة الغربية يأتي على خلفية منع القانون الدولي بنقل المكتشفات الأثرية من كيان إلى آخر من دون اتفاق، وأيضاً بعدما رفضت السلطة الفلسطينية نقل المكتشفات إلى داخل حدود إسرائيل. وبحسب الإذاعة الإسرائيلية سيقام المتحف في مستوطنة (ميشور أدوميم)، وستعرض فيه آلاف المكتشفات الأثرية.
وقالت الإذاعة: إن إسرائيل وجدت في الضفة 55 ألف مكتشف أثري منذ العام 1967م، بينها مخطوطات خربة قمران، وعملات قديمة، وأدوات مصنوعة من الفخار، ووثائق تتعلق بـ1600 تجمع سكاني كانت موجودة في المنطقة، ومكتشفات أثرية تعود إلى حقب زمنية قديمة رومانية وصليبية.
كذلك ستكون ضمن المعروضات 10 مواقع أثرية بكاملها ومعابد للديانة السامرية.وقالت الإذاعة العبرية: إن الموجودات الأثرية حصلت عليها إسرائيل من خلال إجراء حفريات أثرية، أو من خلال مصادرتها من الفلسطينيين.
وأضافت أن المسؤول عن هذه المكتشفات هي دائرة الآثار في الإدارة المدنية للضفة الغربية التابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية.
وأشارت الإذاعة أيضاً إلى أن إسرائيل التزمت من خلال الاتفاقيات المرحلية مع الفلسطينيين على إعادة المكتشفات بصورة تدريجية إلى الفلسطينيين لكن الأمر لم ينفذ.
وقالت: إن الفلسطينيين طالبوا دائماً بإعادة كافة المكتشفات إليهم.. وادعت السلطات الإسرائيلية أن هذا الموضوع سيتم بحثه من خلال مفاوضات حول الحل الدائم. ولكن الإذاعة العبرية أكدت على ألا نية لدى إسرائيل في إعادة المكتشفات التي ضبطتها لدى الفلسطينيين. وبحسب إذاعة الاحتلال الإسرائيلي تدرس النيابة العسكرية الإسرائيلية فيما إذا كانت إسرائيل ملزمة بالسماح للفلسطينيين بزيارة متحف آثارهم أو منعهم من ذلك، بادعاء أن الأمر معقد كون المتحف سيقام داخل مستوطنة يهودية، فيما الجيش الإسرائيلي لا يسمح للفلسطينيين بالدخول إلى المستوطنات.
وكان عريف الجعبري، محافظ مدينة الخليل، في الضفة الغربية أكد أن عمليات الهدم التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي للمباني التاريخية والأثرية المحيطة بالحرم الإبراهيمي هي تعدٍ على الموروث الثقافي والحضاري، وانتهاك لقرارات منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم، (اليونسكو)، التي تنص على عدم المساس بالموروث التاريخي الذي يحفظ حضارة وثقافة الأمم.
جاء ذلك خلال تفقده للمنطقة المحيطة بالحرم الإبراهيمي الشريف، والتي شرعت قوات الاحتلال بهدم أبنيتها المسندة بجوار الحرم حتى منطقة (واد النصارى) التي هي عبارة عن بيوت تاريخية تعود إلى العهد المملوكي.
واعتبر الجعبري في بيان صحافي وصل مكتب (الجزيرة) نسخة منه هذا التعدي هو مساس بحضارة الشعب الفلسطيني، وملكيته واستيلاء على حقوق الغير، مشيراً إلى أن النضال الفلسطيني سيتواصل على كافة الأصعدة من الناحية القضائية، بالإضافة إلى مخاطبة (اليونسكو) واللجنة الرباعية.
هذا واستنكر الشيخ يوسف جمعة سلامة، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي للمباني التاريخية والأثرية شرق الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة في الخليل، واعتبر الشيخ سلامة في بيان صحفي، وصلت (الجزيرة) نسخة منه أن هدم تلك المباني هو تدمير للتراث الحضاري والإنساني، ومحاولة لإزالة التاريخ الإسلامي في المنطقة، واعتبرها جريمة منافية لكافة القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بالحفاظ على الحضارة الإنسانية.
وأضاف سلامة في بيانه أن استمرار الحكومة الإسرائيلية في هذه الأعمال، يأتي ضمن سياق مخطط استعماري توسعي كبير، يهدف إلى تهويد البلدة القديمة، وتهجير سكانها، مشيراً إلى أن عملية الهدم التي تقوم بها قوات الاحتلال، تهدف إلى تمكين المستوطنين من الوصول إلى الحرم الإبراهيمي بشق طرق استيطانية.
يشار إلى أن المحاولات الإسرائيلية لتهويد الأماكن المقدسة في فلسطين المحتلة متواصلة، وذلك ضمن عمليّة مستمرة بدأت منذ احتلال المدينة في أعقاب حرب عام 1967م، لطمس الوجود الحضاري الفلسطيني، وبخاصة في مدينة الخليل، حيث باشرت قوات الاحتلال منذ ظهر يوم الاثنين، الموافق 9 - 8 - 2004م بارتكاب انتهاكٍ ضد الحضارة والتاريخ الفلسطينيين في مدينة الخليل الفلسطينية المحتلة، حيث شرعت بهدم منازل ومبانٍ أثريّة وتاريخيّة في البلدة القديمة ومحيط المدينة بهدف شقّ شارع استيطاني جديد يربط الحرم الإبراهيمي الشريف بمستعمرة كريات أربع شرق المدينة.
وبهذا الخصوص قال عماد حمدان المسؤول في لجنة إعمار الخليل ل(الجزيرة): إنّ قوات الاحتلال المدعومة بالآليات والجرّافات العسكرية، هدمت خلال الساعات الأخيرة ما لا يقلّ عن عشرة منازل أثرية، ودمّرت عدة أحواش ومعالم تاريخية على جانبي زقاقٍ ضيّق جرى تحويله إلى شارع استيطاني، لتنقل المستوطنين وأنصارهم من حركات صهيونية عنصرية متطرّفة بين الحرم الإبراهيمي ومستعمرة كريات أربع.
واعتبر حمدان أنّ إقدام قوات الاحتلال على هدم المنازل التاريخية في الخليل، هو تدمير للموروث الحضاري والإنساني، وجريمة منافية لكافة القوانين والأعراف الدولية المتعلّقة بضرورة الحفاظ على الموروث الحضاري الإنساني.
وقال شهود عيان ومواطنون فلسطينيون يقيمون في حارة الجعبري: إنّ عمليات تدمير المباني الأثرية المستمّرة، تتركّز في المنطقة الواقعة بين الحرم الإبراهيمي ومستعمرة كريات أربع، مروراً بأحياء (واد النصارى) والسلايمة، والجعبري والرجبي، وغيرها من الأحياء شرق الحرم الإبراهيمي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved