* خان يونس -مكتب الجزيرة:
في الوقت الذي حذر فيه مواطنون فلسطينيون من بلدة القرارة، شمال مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، يوم الاثنين، الموافق 9- 8- 2004، من أن يكون تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي لاعتداءاتها في البلدة، مقدمة لتنفيذ مخطط جديد لسلطات الاحتلال لتهجير سكانها منها، اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني فجر يوم أمس الثلاثاء، الموافق 10- 8- 2004، ثمانية مواطنين من بلدتهم، واقتادتهم لجهة مجهولة.
وقال أهالي في البلدة ل(الجزيرة): إن قوات الاحتلال داهمت عدداً من المنازل في منطقة أبو هداف، واعتقلت المواطنين الثمانية، مشيرين إلى جرافات إسرائيلية قامت بأعمال تجريف واسعة في أراضي المواطنين الزراعية وسط إطلاق نار كثيف، وكان مواطنون في بلدة القرارة، حذروا، يوم الاثنين، الموافق 9- 8- 2004، من أن يكون تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي لاعتداءاتها في البلدة، مقدمة لتنفيذ مخطط جديد لسلطات الاحتلال لتهجير سكانها منها.
وقال أصحاب الأراضي التي تم تجريفها صباح يوم الأحد، الموافق 8- 8- 2004 في أحاديث متفرقة مع الجزيرة: أن قوات الاحتلال، اجتاحت منطقة القرارة وسط إطلاق نار كثيف باتجاه المنازل، الأمر الذي أدى إلى إصابة مواطنتين وهما داخل منزليهما، مشيرين إلى أن منطقتهم باتت مستباحة من قبل قوات الاحتلال في كل الأوقات.
وقد أمسك فلسطيني مزارع من عائلة أبو عيد بأحد أغصان الزيتون التي جرفتها قوات الاحتلال، وأقسم بالله أن عمرها يزيد عن عمر الاحتلال الذي يختلق الحجج والمبررات، قبل أن ينفذ حكم الإعدام بحق الشجرة التي شكلت منذ بدء انتفاضة الأقصى أكبر عدو للاحتلال، بعد الإنسان الفلسطيني الذي ارتبط وجوده على هذه الأرض بهذه الشجرة المباركة.
وأشار المزارع أبو عيد: إلى أن جرافات الاحتلال دفنت أشجار الزيتون بعد اقتلاعها لكي لا نستفيد من حطبها، مبيناً أن عمليات التجريف التي تواصلت مدة خمس ساعات في منطقة القرارة ، طالت نحو100 شجرة زيتون مثمرة، إضافة إلى30 شجرة نخيل وتين.
يهلكون الحرث ومصادر رزق الناس هذا وتبين الإحصائيات الصادرة عن مدينة خان يونس، والتي وصل مكتب الجزيرة نسخا منها: أن مجموع أشجار الزيتون التي تم تجريفها في المدينة، منذ بدء انتفاضة الأقصى، في أيلول- سبتمبر عام 2000، بلغ 51544 شجرةً، منها 31657 شجرةً مثمرةً، منها نسبة ما يقارب 30% في بلدة القرارة التي تم تجريف 4170 دونماً من أراضيها من المساحة المزروعة، والتي تقدر بنحو 60 % من مساحة القرارة الإجمالية.
هذا و أكد عيد العبادلة، رئيس بلدية القرارة، ل مراسل الجزيرة: أن قوات الاحتلال صعدت من اعتداءاتها في الفترة الأخيرة على المنطقة، حيث استهدفت كل شيء على الأرض، مشيراً إلى أن مجموع المنازل التي تم تدميرها بشكل كلي منذ آذار- مارس الماضي، بلغت 126 منزلاً، إضافة إلى تجريف مئات الدونمات الزراعية، موضحا: أن شبكات الكهرباء والطرق وخطوط المياه لم تسلم من عمليات التدمير، بهدف إجبار المواطنين على الرحيل عن أراضيهم والاستيلاء عليها.
|