في مثل هذا اليوم من عام 2000 عاشت روسيا صدمة كبيرة إثر غرق الغواصة النووية كورسك في قاع بحر بارنش قبالة الساحل الشمالي لروسيا، وقد قتل بحارتها الـ117 بعد إخفاق كل محاولات الإنقاذ.
وكانت الكارثة قد بدأت في الساعة الاخيرة من يوم السبت 12 أغسطس عام 2000 وبعد عشرة أيام أعلن الادميرال ميخائيل موتساك قائد اسطول الشمال الروسي إن اسوأ ما كنا نتوقعه قد حدث إذ إن طاقم الغواصة كله قد مات ولم يبق منهم أحد علي قيد الحياة.
بعد ثلاثة أيام من وقوع الحادث بدأ المسؤولون الروس يتحدثون عنه، وأقاموا حصارا حقيقيا حوله، إذ بقي ما يزيد عن ألفين من الإعلاميين الروس والأجانب بعيدين عن مكان الحادث، الأمر الذي أعطي مجالا واسعا للتكهنات والاقاويل والاستنتاجات التي لا تستند الي الواقع.
وفي اليوم الرابع من الكارثة ظهر الرئيس بوتين علي شاشة التلفزيون وهو في عطلته علي ساحل البحر الاسود، وكان كئيبا يكاد يبكي وأعلن أن روسيا لا ترفض العون الاجنبي من أي كان، بعد ذلك تقدم النرويجيون والإنجليز بعرض المساعدة إلا أن تصريحات المسؤولين الروس كانت متناقضة بل وعشوائية.
وقد أعلن ايليا كليبانوف نائب رئيس الوزراء ورئيس لجنة الاستقصاء والانقاذ: إننا لسنا بحاجة الي مساعدات اجنبية لأن تكنولوجية الانقاذ عندنا راقية ولا نظير لها في العالم، وبعد سويعات أعلن كليبانوفك إننا نقبل المساعدة الأجنبية.
وصرح الأدميرال فلاديمير كورويدوف قائد الأسطول البحري الحربي الروسي: إن الغواصة تحمل 117 بحارا وقد اصطدمت بجسم آخر وأصيب خيشومها وذيلها باضرار، وإن بامكاننا وحدنا انقاذها.واتضح فيما بعد أن رجال الانقاذ الروس اهتموا كثيرا بالأسرار العسكرية أكثر من اهتمامهم بأرواح البحارة، أو اخراج جثثهم، وكان ذلك أحد أسباب رفض العون الاجنبي في الأيام الاربعة الأولي، فقد حرص الروس علي محو الأسرار الكمبيوترية التي تحدد إطلاق الصواريخ ووجهتها وأبعادها داخل الغواصة الغارقة، وبعد دراسة أسباب الكارثة توصلت لجنة الدولة إلى أن جسما آخر - غواصة أخري - قد اصطدم بالغواصة وأحدث الاصطدام انفجارين داخل الغواصة.وذكرت أنباء من قيادة الأسطول الروسي أن بقايا من غواصة أخري وجدت علي بعد 300 متر من الغواصة الروسية، ويرجح الروس أن غواصة إنجليزية قد اصطدمت بالغواصة الروسية.
وتعد الغواصة كورسك واحدة من تسع غواصات من هذا النوع في روسيا، وهي من أرقي الغواصات في العالم، وقد صنعت في مجمعات (روبين) في بطرسبورج، وتم الانتهاء من بنائها عام 1994 وأنزلت الي البحر عام 1995.
|