غالبا لا تتضح الصور الجميلة والمناقب الفاضلة للمخلصين إلا بعد الرحيل، فهذا عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز، يواري جثمانه ثرى مقبرة العود وسط الرياض، في خبر نزل كالصاعقة على الجميع.
فبعد أن أفردت الصفحات ملاحق خاصة وتصاريح لمن عاشروه وزاملوه وقضوا سنوات ماتعة معه، اتضحت الرؤية بأن (الفقيد) شخصية وطنية من الصعب تعويضها، فتجده كالموسوعة، ملماً بجميع المجالات، حين يتحدث يبدع ويسرد أدق التفاصيل، ناهيك عن رئاسة كرسي النادي كأقدم رئيس في العالم.
قبل عامين من الآن تقريباً كنت في قصر سمو أمير منطقة الرياض - حفظه الله - للعزاء وأخذ تصاريح المعزين، بوفاة الفارس أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز - رحمه الله - وكان من حسن حظي أن أقابل (الفقيد) لأول مرة، ولمست فيه الحزن والتأثر البالغ، وأذكر ان مذيع art حاول مرارا وتكرارا لمقاطعته بعد أن أسهب -رحمه الله- في ذكر محاسن الأمير أحمد التي لا تحصى.
وسط الأسبوع الماضي وتحديدا يوم الاثنين، انتابني شعور بأن التقي الفقيد بعد أن فكرت بالاتصال بالزميل عبدالعزيز المريسل المقرب له، لتحديد موعد لزيارته والاستئناس بحديثه الذي لا يمل.. كونها أمنية، لم تتحقق لعدة أسباب، للأسف كان القدر أسرع من اللقاء.
الحديث يطول، وأبرز ما لفت الانتباه ما كتبه بعض الإعلاميين الذين عانوا كثيراً من آرائه الصادقة، فكانت دعواتهم له بالرحمة والغفران، مؤكدين ان ما تعرضوا له لا يتعدى انتقاد محب يتطلع للوصول إلى الكمال..
قبل خمسة أعوام كانت بداية الفواجع الصيفية بداية بأمير الشباب فيصل بن فهد، ثم الكريم ابن الكريم فهد بن سلمان، بعده رجل الإنسانية أحمد بن سلمان، وأمس الأول الشخصية الرياضية الأشهر في الوطن العربي.. سبحانك لا راد لقضائك، ولا حول ولا قوة إلا بك.
(*) محرر بصفحة الفروسية
|