لا أدري إن كان كثيرون مثلي يحتاجون لمزيد من الوقت لاستيعاب الخبر المفجع لمغادرة الأمير عبدالرحمن بن سعود لهذه الدنيا الفانية بعد أن كان ملء السمع والبصر حتى قبل ساعات من رحيله.. ونحمد الله اننا أمة مؤمنة بقضاء الله وقدره ولا نقول إلا ما يقوله المؤمن {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ورحم الله عبدالرحمن بن سعود الإنسان الكريم والمتواضع، ورحم الله عبدالرحمن بن سعود الرجل المثقف والاجتماعي والجريء، ورحم الله عبدالرحمن بن سعود الفارس والرياضي والقاموس، ورحم الله عبدالرحمن بن سعود المسلم العطوف صاحب الأيادي البيضاء.
نعم.. عبدالرحمن بن سعود كان ملح الرياضة ونكهتها المميزة، والذي يستطيع ان يشغل الصحافة الرياضية ويستنفرها ويستفز أقلاما رياضية بمجرد تصريح صريح أو عنوان مثير أو بتعليق رياضي ساخر..
نعم أتعبه عشقه للرياضة وللنصر.. ونعم انه عرض نفسه لكثير من الانتقادات من بعض الاقلام الرياضية، لكنه كان اكثر الرياضيين قبولا حتى لدى منتقديه، ومن يختلفون معه في الرأي فهؤلاء لم يكونوا يوما خصوما له، ولهذا فجعوا بوفاته -رحمه الله- مثلما فُجع محبوه الكثر في انحاء مختلفة من المملكة ودول الخليج.
كان لا يناصب منتقديه العداء ولا يحقد على احدهم كشخص ولا يقبل التجريح الشخصي مثله مثل أي إنسان سواء للغير أو له..
لقد فقدت الرياضة والصحافة الرياضية علما من أعلامها وأكثر شاغليها بفقدان الأمير عبدالرحمن بن سعود، وفقد النصر برحيله ابنه ومحبه الاكبر والأول عبدالرحمن بن سعود.
الدعاء إلى المولى عز وجل ان يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، وعزاء لكل محبيه أينما كانوا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
محمد علي العليّان
القريات |