حياة الأجداد في بلادنا حافلة بصور الكفاح.. ومليئة بالحكايات والطرائف التي رصد بعض منها عبدالله الحيدري في كتابه (أطياف شعبية) الذي تضمن قصصاً ضاحكة ومسلية تشير إلى العادات والتقاليد ولا تخلو من الحكمة.. ومنها أن أحدهم سهر على غير العادة حيث قضى معظم الليل في مزرعته، وما ان نام قليلاً من الوقت حتى طلع الفجر فاستيقظ على صوت المؤذن ينادي (الصلاة خير من النوم) قام متثاقلاً ينازعه النوم، ولكن عندما تذكر (التفقد) وهو تأكد الإمام من حضور جماعة المسجد للصلاة، وتذكر العقاب (أخذ الغترة) قام إلى المسجد رغم ارهاقه، وبعد الصلاة بدأ الإمام يتلو الأسماء، وكان صاحبنا في آخر الصف، فأخذته سنة من النوم مدة يسيرة سمع خلالها المنادي ينادي باسمه فظن انه في بيته فبدلاً من أن يقول: (حاضر) جواباً للإمام قال بصوت مرتفع: (اقلط)!!
وأورد الحيدري في كتابه قصة أخرى جرت أحداثها في إحدى القرى: كان أهل القرية يضعون ودائعهم من الغنم التي لا تستطيع الرعي لصغرها أو مرضها عند شخص معين بأجر محدد يتفق عليه بينهم وبين فينة وأخرى يسألون عنها وعن صحتها فكان أحد هؤلاء يطمئنهم دائماً بهذه الكلمة (يا عقيل الله.. تَراقَصْ)!!
أي: أرجو أن يعقل الله لكم بهائمكم.. صحتها جيدة جداً.
وعندما يسلم صاحب الوديعة الاجرة وتتوق نفسه إلى مشاهدة إحدى بهائمه يقول عن هذه: ماتت!!
وعن الأخرى: فداك!! وهكذا، لأنه لو أخبر صاحبها بموتها أو بمرضها الشديد لم تخرج الأجرة منه بطيبة خاطر.. وقد ذهبت كلمته مثلا تتداوله الألسن حتى اليوم.
|