تحدثت جريدتنا الجزيرة يوم الجمعة 20- 6-1425ه عن القبض على المطلوب أمنياً فارس الزهراني في أبها بدون مقاومة، ومعه شخص آخر، وكان المذكور من رؤوس الفتنة وداعية للتكفير والتفجير، وأردفت الحديث بصورة للمطلوبين ال( 26) ووضعهم اليوم ( في البداية تشكر الجزيرة على الاهتمام البالغ في متابعة تطور تصرفات وأخبار تلك الفئة الباغية والخارجة على إمام المسلمين، وعلى المجتمع، ونشكر رجال الأمن على التضحيات التي يبذلونها في سبيل أمن الوطن والمواطنين والمقيمين، وعلى رأسهم سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ومساعديه، ومن تصفحي لصور أولئك تبين أن 9 منهم تم قتلهم أثناء المواجهات معهم و 2 منهم ماتوا متأثرين بالجراح، والثالث وجدت جثته بالرياض، وواحد استسلم، والثاني سلم نفسه والرابع الزهراني قبض عليه هؤلاء 15 إرهابيا سقطوا من حساب الملاحقة وبقي من تلك الفئة 11 إرهابيا لا تزال تلاحقهم قوات الأمن، وعيون أهل الوطن، وبإذن الله ستصفيهم، ولن تقوم لهم قائمة بعد الآن.. هنا لي وقفات منها أقول لمن تبقى من هؤلاء الضالين المضلين قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة، فحتى لا تكون من هؤلاء الناس أعلنوا التوبة والرجوع إلى الله وسلموا أنفسكم حتى ولو انتهت مدة العفو التي منحت لكم من خادم الحرمين الشريفين، فمن تاب تاب الله عليه، وباب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها، واعلموا وتأكدوا أن نهايتكم إن لم تنصاعوا لدعوات ولي الأمر ولعلماء الأمة وعقلائها استمرار المطاردة حتى تهيموا في الصحارى فتموتوا ميتتة الكلاب الضالة، أو تنزووا في الخرائب والجحور، وأما أن تقتلوا شر قتلة، وهو المتوقع أو يقبض عليكم أحياء فيقتص منكم الوطن بما تستحقونه شرعا، وفي هذه الحال لا أقل من القتل فتيتموا أطفالكم وتثكلوا أمهاتكم وترملوا زوجاتكم وتحزنوا أصدقاءكم وتسروا أعداءكم فبأي من تلك الأحوال تكون خياراتكم فاعتبروا بمن قتل كيف قتل، ومن مات كيف مات.
وإن العجب من تلك القساوة في قلوب هؤلاء وبعدها عن الله سبحانه وتناسيهم الحساب والعقاب في الدنيا قبل الآخرة، وأن حسابهم سيكون عسيرا في الدارين وكيف رخصت دماء المسلمين والذميين والمعاهدين لديهم، وكيف هان الآباء والأمهات والزوجات والأبناء والمصير الذي آلوا ويؤولون إليه بسبب أولئك الإرهابيين، وما هو الطغيان الذي بلغ بهم هذا المبلغ لدرجة أن حياتهم هانت عليهم متناسين مَنْ خلفهم من الأهل والزوجات والأبناء والوطن، وكيف لا يعتبر من بقي بمن هلك، وكيف لا يعتبر من بقي بمن استسلم أو سلم نفسه فهل قلوبهم خلقت من أحجار أم من فولاذ أو حديد، وحتى الحديد بالطرق يلين ألم يحن الوقت لإلقاء الإرهاب جانبا، وإعلان التوبة النصوح، فمن تاب كمن لا ذنب له، ومن تاب تاب الله عليه، و التوبة تجب ما قبلها، وهل آلوا على أنفسهم أن يموتوا في سبيل الشيطان، ألم يقرأوا قوله تعالى على لسان إبليس اللعين {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ألا يكفي وعظهم من قبل ابليس لعنه الله عدو الله ورسوله والمؤمنين وكفى بالموت واعظا.
صالح العبدالرحمن التويجري |