تحرص الدولة - وفَّقها الله - على توفير الفرص الوظيفية لأفراد المجتمع من نساء ورجال، وبما أن العزف قد كثر في الآونة الأخيرة على الوظائف النسائية وبما أن هذا الموضوع يعنيني كثيراً فما زلت أبحث عن فرصة عمل منذ ما يقارب السنتين، لذا أحببت أن أدلي بدلوي في هذا المجال وأقول: لك أن تعجب أخي القارئ: عندما تعلم أن الوظائف المهنية المتاحة للمرأة الآن هي أكثر بكثير من الوظائف المعدة للشباب لكن!! كيف؟ وأين؟ ومتى؟ ولماذا لم تشغل هذه الوظائف من النساء؟
أسئلة محيرة في أول وهلة ولكن الإجابة عليها يسيرة جداً وتحتاج فقط إلى جدية في العلاج وإخلاص وصدق في معالجة المشكلة مع تضافر الجهات المعنية حيالها وإليكم النقاط على الحروف:
أولاً: في إطلالة يسيرة على الكتاب الإحصائي السنوي لوزارة الصحة ستجد فيه عشرات الآلاف من الوظائف المتاحة للمرأة السعودية، كالتمريض والوظائف الفنية والطبية وبمرتبات جيدة، والمتطلبات الدراسية لها في معظمها قصيرة الزمن سنتان أو ثلاث أو أربع بعد الشهادة الثانوية ويشغل غالب هذه الوظائف بعض أخواتنا من الجنسيات المختلفة.
لكن ما السبب يا ترى وراء إحجامنا نحن النساء السعوديات عن هذا الكم الهائل من الوظائف، بل ما سبب عدم تقبل بعض أو أكثر فئات المجتمع للعاملة في الميدان الصحي، إن ذلك ليس قدحاً في المهنة، بل هي إنسانية وشريفة ولكنه باختصار: بسبب عمل المرأة بجانب الرجل في غالب القطاع الصحي بحيث تكون المرأة فيها بين أمرين إما أن تخلع عباءتها لأنها لا تناسب طبيعة العمل أو أن تترك العمل لعدم مقدرتها على الاستمرار.
ويؤكد ما ذكرت تزاحم النساء على وظائف التدريس في مدارس الطالبات، حتى إن المعلمة تغترب السنة والسنتين والثلاث وأكثر من ذلك، فتكون من سكان الرياض مثلاً وتقبل بالوظيفة في عفيف ونجران وتبوك وفي قرى وهجر، وأحياناً يبقى محرمها معها طيلة هذه السنوات، كل ذلك لأن بيئة العمل صالحة وبعيدة عن الاختلاط، وهذه المرأة وغيرها آثرت الاغتراب على العمل في المستشفيات والمراكز الطبية المختلطة!!! والحل هو باختصار: توفير مستشفيات خاصة بالنساء تتوظف فيها المرأة السعودية مع محافظتها على كرامتها وحشمتها وعفافها.
ثانياً: افتتاح أسواق نسائية خاصة تزاول فيها المرأة البيع والشراء بكل راحة واطمئنان بعيداً عن المضايقة أو الازعاج تشتري ما تشاء من أغراضها الخاصة بدون حرج أو خجل مع بنت جنسها، ويأتي هذا الاقتراح تزامناً مع قرار مجلس الوزراء القاضي بقصر العمل في محلات بيع المستلزمات النسائية الخاصة على المرأة السعودية، ولا يسوغ ذلك إلا إذا توفرت أسواق خاصة بالمرأة وسيتوظف عن طريق هذه الأسواق بلا شك عشرات الآلاف من النساء السعوديات.
ثالثاً: الوظائف التعليمية في الوقت الحالي هي أكثر الوظائف المهنية للمرأة السعودية وقد استوعبت هذه الوظائف أكثر من 90% من العاملات السعوديات والملاحظ هو كثرة غياب المعلمة عن العمل بسبب الظروف الخاصة التي تعاني منها المرأة بالإضافة إلى مسؤوليات المرأة تجاه المنزل وحضانة الأطفال وقبل ذلك ما يتعلق بالولادة والحمل والإرضاع ونحوها.. كل هذه الظروف تدفع المعلمة إلى الغياب أو قلة العطاء في المدرسة ويأتي هنا مقترح قد يحل أكثر هذه المشكلات وهو تطبيق نظام نصف الدوام للمرأة بحيث يكون عمل المعلمة هو ثلاث ساعات فقط وبالتالي ستحتاج المدارس إلى زيادة المعلمات بنسبة 50%، أي سيتوظف منا نحن الفتيات الخريجات عشرات، بل مئات الآلاف من النساء!!
وفي الختام: إليكم ثلاثة نداءات أهمس بها إلى المسؤولين علَّها أن تجد آذاناً صاغية:
فالنداء الأول: إلى وزارة الصحة بتوفير المستشفيات الخاصة بالنساء وتوظيف الفتيات السعوديات فيها.
والنداء الثاني: لوزارة التجارة ووزارة العمل بإيجاد الأسواق الخاصة بالنساء وتوظيف الفتيات السعوديات فيها.
والنداء الثالث: لوزارة التربية والتعليم بالنظر في المقترح المذكور..
نأمل أن تسمعوا هذا الهمس!!!
|