في هذه البلاد الطيبة (المملكة العربية السعودية) بلاد الحرمين مهبط الوحي ومنبع الرسالة كلنا ندين بعقيدة واحدة وننطلق من ثقافة واحدة وتظلنا شريعة واحدة همّنا وهدفنا واحد كلنا نريد عزّة ورفعة هذا الدين وأن تنتشر مبادئه السمحة ويعم خيره وهديه في كل مكان وكلنا نريد الخير وأن يسود الأمن ويعم السلام وتعيش هذه البلاد في وئام وانسجام، فأمن هذه البلاد أمننا وسلامتها سلامتنا ويجب علينا أن نقف صفاً واحداً أمام كل من يريد خلخلة الأمن وشق الصف وزرع الرهبة بين الناس، والأحداث التي تمر بها بلادنا أحداث جسيمة تحتاج منا جميعاً إلى التماسك وعدم التراشق بالكلام وزعزعة الصف وتحيّن الفرص وتفريغ العداء وتصفية الحسابات وتقاذف التهم على طريقة أنت السبب.. لا أنا السبب.. أو أنت المتهم وأنا البريء.. أو مثلما يعمل بعض الكتَّاب يُصدر المقالات تلو المقالات ويجزم في ذلك بأن هذا الفكر نتيجة مرحلة معينة أو دعوة أو صحوة أو ثقافة اسلامية معينة، أي أنه يصر على أن هذه التفجيرات هي نتاج اتجاه اسلامي (صحوة) مرَّت بها بلادنا ولله الحمد - وما برحت إلى الآن لأن بلادنا تأسست على التوحيد وقامت على صفاء العقيدة وسلامة المنهج وهذا الكاتب وجد من هذه الأحداث فرصة لتفريغ شحنات من العداء والكراهية لأصحاب هذا المبدأ وهذا التوجه.
هذا العداء لبلادنا وهذه الأحداث فكر دخيل تقبّلته عقليات صغيرة يؤججها الحماس وتقودها العاطفة فلم يكن هذا الفكر - كما يصر بعض الكتَّاب المغرضين - بذرة نحن الذين زرعناها وغذيناها ولم يكن هذا الفكر نتيجة دعوة في الظلام أو أشرطة توزع في الخفاء أو انه جاء نتيجة سلسلة من المحاضرات أو المنشورات وأشرطة الكاسيت التي تنشر وتوزع لنشر الخير والدعوة إلى الفضيلة أو أنه نتاج مناهج غذته وأسست له لأن هذه المناهج تُدرَّس منذ زمن وخرَّجت رجالاً خدموا دينهم ووطنهم فلماذا تبدأ الآن فقط في تخريج الإرهاب؟! لماذا أصبحت مناهجنا (الوسطية المتوازنة) الآن تولّد الإرهاب ولم تُتهم من قبل؟! هذا ما يؤكد أن هناك أيدي تعمل في الخفاء سرَّبت هذا الفكر وحرصت على زعزعة أمن هذه البلاد وقد يكون للصهاينة اليد الطولى في إثارة الفتن وتأجيج العداء حتى حلقات القرآن التي تُحفِّظ شبابنا القرآن وتنشئهم عليه وعلى خلقه وأحكامه وشرائعه وصلها الاتهام من بعض الكتَّاب الذين يهذون ويهرفون بما لا يعرفون وأيضاً المراكز الصيفية التي تحتوي الشباب وتنظم وقتهم وتعوِّدهم على الجد وتحرك طاقاتهم وتدربهم على بعض المهارات التي تنفعهم في حياتهم وتكون بديلاً مناسباً لاحتوائهم والمحافظة على وقتهم من الجلسات في الطرقات وفي المقاهي أو التسكع والعبث والتفحيط في الشوارع وإزعاج المسلمين.. هذه المراكز لم تسلم من كتابات البعض واتهمها بأنها تغذي الإرهاب دون أن يبحث عنها ويسأل عن برامجها، وما علم أخونا أنها عبارة عن مدرسة وطلاب ومعلمين تشرف عليهم وزارة المعارف كما هي حال مدارسنا.
الأعداء الصهاينة منذ زمن وهم يبحثون عن منافذ ومداخل لزعزعة الأمن وشق الصف في هذه البلاد - حرسها الله - وتأنيب أنفسنا ولوم بعضنا البعض والسب وتوزيع التهم وتجيير المقالات ضد فئة معينة والتشكيك في كل شيء، كل هذه الأمور لن تفيدنا بل تخدم عدونا وتزيد في تأجيج الفتنة وزرع الكراهية والفرقة بيننا.
يجب علينا جميعاً صغيرنا وكبيرنا، عالمنا وكاتبنا أن نقف صفاً واحداً ضد كل من يريد بث الرعب وخلخلة الأمن في بلادنا وأن نقطع الطريق عليه بالائتلاف لا بالاختلاف بالتلاحم والتآخي والتصافي لا بالفرقة والتشاحن والبغضاء.
(*) متوسطة الشيخ صالح البليهي /بريدة |