الرسائل الهاتفية التي تلاحق المشترك بالإنذار بيوم الحساب، وانه على وشك استهلاك الحد الائتماني المحدد لها ليست سوى مختزل لهموم المواطن فيما يتبعه من التزامات.
ويبدو ان مثل هذه الوسائل المحذرة توجز هموم الرسوم والفواتير والأقساط التي تتقصى أثره في معظم ما يستهلكه تقريباً.
فلو أن شركة الكهرباء التي ترتفع حمى فواتيرها في الصيف بحجة الصيف وحده، قد نهجت اسلوب الاتصالات مثلا، لفضل الكثير من الناس النوم في اللهيب خوفا من الغد، وكذلك الحال بالنسبة الى الرسوم الأخرى للصيانة المتعددة للسيارات، وأقساط التأمين، والتأمين الصحي... الى آخر القائمة، التي وصلت الى حد رسوم مغادرة المواطن للخارج، وعندها فإن امورا كثيرة سيتغير اتجاهها ويحد من استهلاكها.
مشكلتنا الآن، ان اكثرنا لم يعد قادرا بالفعل على كل هذه الأحمال، التي لا يشكل معظمها ترفا كما يظن بنا الحاسدون، بل هي تفاصيل معيشتنا التي
(يادوب تكفي).
وهنا لسنا بصدد التحذير الذي يزيد الهموم هموما أخرى مماثلة، بل طاقة اصحاب الدخل المحدود، فكيف يا ترى يوزع موظف حكومي او قطاع خاص، او اي مواطن تستقر عليه ذاكرتكم راتبا لا يتجاوز الاربعة آلاف، واربعة اطفال والرقم قابل للزيادة وربما كان يعول والدين ايضا.
هل يواجه الكهرباء، ام الهواتف، ام الصحة، ام التأمين، ورسوم استخراج فيزة الخادمة والسائق اذا كان بطرانا و... و...؟
فقط، هذه ربما كانت تخاريف الصيف، وربما كان بعضها ينقرض في لياليه القصيرة، وربما كانت همومنا الأخرى احلاما يقال لها تحسين الدخل، وان هذا الموظف البسيط يحلم بفتح بقالة صغيرة، وقبلها لابد ان يستخرج لكل فكرة سجلا تجاريا يدفع له أيضاً.
كم هي مرهقة هذه الحياة، وليتها تخلو من الهموم ومن بعض الرسوم الأبدية احيانا التي باتت كالكوابيس التي لا تختارها، بل تأتي بها الليالي في طريقها الى نهارات ينتظر ان يأتي معها الفرج.
|