* موسكو - سعيد طانيوس:
كلّف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الدفاع سرغي ايفانوف بالاشراف شخصيا على أسلحة القدرات النووية في البلاد, في الوقت الذي أعلن فيه هذا الأخير ان موسكو لم ولن تسمح لأي ممثلين عن حلف شمال الاطلسي (الناتو) بالدخول إلى منشآتها النووية أو الاطلاع على أي من اسرارها في هذا المجال.
وأعلن بوتين في اجتماع خصص أمس الأول للأمور النووية في الكرملين، انه قرر تكليف ايفانوف بالاشراف شخصيا على القدرات النووية في البلاد، ولا سيما على مجمع الدفاع النووي، مشيراً إلى ان هذا الأمر يأتي في سياق الاصلاحات الادارية والحكومية الجاري العمل عليها في الوقت الراهن، ويذكر ان القدرات النووية في روسيا كانت حتى اليوم تخضع لوزارة الطاقة النووية التي تشرف على جميع المنشآت النووية في البلاد وتديرها.
ومن جهته، أعلن ايفانوف ان بلاده لم ولن تسمح لممثلين عن حلف الناتو بالدخول إلى منشآتها النووية أو الاطلاع على أي سرّ من اسرارها في هذا المجال، وقال انه على الرغم من إطلاع بلاده دول الناتو النووية على اجراءات الامن والامان في منشآتها النووية فان أي دولة نووية من الناتو لم تسمح لموسكو حتى الآن بالاطلاع على اجراءات الامن النووي لديها والتدابير التي تتخذها لمنع وقوع السلاح النووي في ايدي الارهابيين.
وأشار ايفانوف بعد اجتماع رئيس الدولة بأعضاء الحكومة اليوم بأن وزارة الدفاع قررت في ختام التدريبات العسكرية التي أجرتها في شبه جزيرة كولسكي تجهيز الطائرة المقاتلة سو-24 بمنظومة سلاح جديدة.
ويذكر أن ايفانوف كان قد أعلن في أواخر الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي عقده في مسرح تدريب (ايديلفيس) في قرغيزيا في ختام تدريبات (روبيج-2004) عن النية في تحديث طائرات سو- 24 وشرائها لسلاح الجو في القوات المسلحة الروسية.
وقال وزير الدفاع في وصفه لهذه الطائرة: إن سو-24 تستطيع الطيران في المناطق الجبلية وإصابة الأهداف بدقة، سنبدأ بتحديثها وشرائها لسلاح الجو الروسي.
ومن جهتها أكدت وزارة الخارجية الروسية معقبة على الوضع القائم في مجال حظر انتشار الأسلحة النووية بمناسبة ذكرى ضرب المدينتين اليابانيتين هيروشيما (6 آب- أغسطس 1945) ، وناجازاكي (9 آب- أغسطس 1945) بالقنابل النووية أن الظروف الراهنة تتطلب تبني التعاطي الشامل مع كامل مجموعة مسائل عدم انتشار الأسلحة النووية.
وأشارت وزارة الخارجية إلى أن محاولات حل المسائل بأساليب القوة تبدو محفوفة بمخاطر، وأقرت الوزارة بأن السنوات الأخيرة تشهد ظهور نزعات سلبية في مجال عدم انتشار الأسلحة النووية مشيرة إلى أن هذه النزعات تجلت في إعلان كوريا الديمقراطية بانسحابها من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ورفض الهند وباكستان وإسرائيل الانضمام إلى هذه المعاهدة كدول غير نووية مما يجعلها خارج نطاق المفعول القانوني للمعاهدة.
وعلاوة على ذلك أبرزت وزارة الخارجية الروسية عوامل سلبية مثل محاولات التنظيمات غير الرسمية بما فيها تنظيمات الإرهاب الدولية إيجاد منافذ إلى أسلحة الدمار الشامل وبقاء دوافع لاقتناء ونشر تلك الأسلحة نتيجة للأزمات الإقليمية الهائجة وضعف آليات مراقبة الصادرات الوطنية لدى العديد من الدول أو غيابها.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية أيضا إلى أن الوضع الذي يحيط بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لا يزال أشبه بطريق مسدود، الأمر الذي يعود بالدرجة الأولى إلى موقف اللامبالاة الذي تتخذه الولايات المتحدة من هذه المعاهدة.
واعتبرت الخارجية الروسية أن توقيع إيران على البروتوكول الإضافي الملحق بالاتفاقية حول ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والسماح للوكالة بتفتيش المنشآت الإيرانية المثيرة لقلقها أتاحا تخفيف توتر الوضع المتعلق بإيران، وفي الوقت نفسه يقتضي الأمر تحقيق مزيد من الخطوات من أجل تسوية الوضع الذي يحيط بالبرنامج النووي الإيراني.
|