* بغداد - النجف - الوكالات:
حثّ مقتدى الصدر أمس أنصاره على مواصلة قتال القوات الأمريكية حتى وإن قتل أو أسر.
وقال الصدر في بيان: (أرجو أن تستمروا في القتال حتى إذا رأيتموني شهيداً أو أسيراً، لأن الله تعالى ناصركم).
وأضاف أنه يريد أن يبقى العراق موحداً ووجه الشكر لمن حاولوا حل الأزمة سلمياً.
وفي غضون ذلك اتهمت الحكومة العراقية أمس الميليشيا التابعة لمقتدى الصدر بقصف عشوائي للمدنيين واطلاق 111 قذيفة على محلات عامة ومناطق سكنية تسببت في سقوط 14 قتيلاً و67 جريحاً.
وقال مجلس الأمن القومي في بيان: إن (الزمر الخارجة عن القانون من الجماعات المسلحة استمرت في أعمالها الإجرامية والتخريبية في ترويع المواطنين الآمنين).
وأضاف أن (استهداف المدنيين بالقصف العشوائي الذي تسبب بسقوط 111 قذيفة على المحلات العامة والمناطق السكنية) أدى إلى (سقوط 14 شهيداً و67 جريحاً من المدنيين العراقيين).. وأحدث أضراراً كبيرة في المباني والمحلات التجارية والأسواق والدور السكنية و(سبب) تدمير عدد كبير من السيارات المدنية وباصات نقل الركاب.
وتابع البيان أن (العصابات المسلحة في مدينة الثورة (مدينة الصدر) والمناطق المحاذية لها قامت بعد الأحداث المؤسفة في مدينة النجف (...) بقصف المنشآت والمؤسسات الحكومية مثل وزارة النفط والدوائر الأخرى).
واتهمت الحكومة ميليشيا الصدر ب(انتهاك الأراضي والحرمات واستخدام الأماكن المقدسة (في النجف) ملاجئ يحتمون بها ويخزنون فيها الأسلحة والاعتدة).
وبعد أن أكدت أنها ستقوم (بإعادة الأمن والاستقرار والطمأنينة إلى كل ربوع العراق دعت الحكومة في بيانها هذه الجماعات المسلحة إلى الاستفادة من قانون العفو الذي أصدرته مؤخراً بإلقاء سلاحها والانخراط مجدداً في الحياة المدنية).
من جهة أخرى أكدت مديرية الشرطة العامة أن حركة الحياة تسير بصورة طبيعية في بغداد بعد معلومات تناقلتها وكالات الأنباء عن قيام أنصار الصدر بفرض حالة الطوارئ وفرض حظر التجول اعتباراً من الساعة 13.00 بالتوقيت المحلي (09.00 تغ).
ومن جهة أخرى أعلنت وزارة الصحة العراقية أمس عن مقتل 30 على الأقل وإصابة 219 في القتال الدائر بين القوات الأمريكية ومقاتلين شيعة في مدن عراقية متفرقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
ولا تشمل الأرقام الخسائر البشرية بين القوات الأجنبية أو في مدينة النجف حيث يدور قتال ضار منذ الخميس الماضي.
وقال متحدث باسم الوزارة إنه ليست لديه قائمة بأسماء القتلى لكن من المرجح أن معظمهم مدنيون.
ووقعت معارك ضارية في العمارة على بعد 365 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة العراقية بغداد حيث قتل 15 وجرح 78. كما سقط قتلى وجرحى في بغداد والكوت والديوانية والبصرة. وتفجرت انتفاضة شيعية في عدد من مدن العراق في وسط وجنوب البلاد للمرة الثانية خلال أربعة اشهر وقتل وجرح المئات.
وتعتبر المعارك هي أصعب اختبار يواجه حتى الآن حكومة رئيس وزراء العراق المؤقت اياد علاوي الذي تسلم السيادة من قوة الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة منذ ستة أسابيع والذي يواجه أيضاً موجة من الخطف للضغط على القوات والشركات الأجنبية للرحيل من العراق.
ودخلت المعارك العنيفة في النجف العراقية أمس يومها السابع وقامت طائرات الهيلوكبتر الأمريكية بقصف مكثف لمواقع عناصر جيش المهدى التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر والتي تتحصن في عدد من المواقع بالمدينة من بينها مقبرة وادى السلام.
وأفادت الأنباء الواردة من النجف بأن شوارع المدينة أصبحت شبه خالية وقام العديد من المواطنيين بعملية نزوح إلى خارج المدينة نتيجة الاشتباكات العنيفة التي تشهدها المدينة لليوم السابع على التوالي.
وتكدس الجرحى في مستشفيات المدينة المحدودة ط في الوقت الذي لم يتم حتى الآن بصورة قاطعة تحديد عدد القتلى والجرحى نتيجة تلك المعارك الضارية.
وذكرت شبكة بي بي سي الإخبارية البريطانية مساء أن مقاتلي جيش المهدى يحاولون جر القوات الأمريكية إلى وسط المدينة ومن ثم إلى حرب الشوارع لإدراكهم أنه إذا ما وقع مثل هذا الصدام فإنه سيؤدى إلى اندلاع انتفاضة شيعية كبرى في العراق غير أن القوات الأمريكية تبدو مدركة لخطورة هذه الخطوة.
وأشارت الشبكة الإخبارية إلى أن العصبية تغلب على الجو العام في النجف حيث بدأ الكثير من سكانها في مغادرتها بعد أن وجهت القوات الأمريكية نداءات من خلال مكبرات الصوت تطلب إخلاء المنطقة التي تجرى بها المصادمات.
|