* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أكدت مصادر طبية فلسطينية ل(الجزيرة) أن فتى فلسطينياً أصيب بجراح خطرة في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة وذلك إثر إصابته بعيار ناري في الرأس، أطلقه عليه جنود إسرائيليون توغلوا في المدينة المنكوبة، يوم أمس الاثنين، الموافق 9-8-2004.
وقال الأهالي في المدينة لمراسل (الجزيرة): إن جرافات الاحتلال قامت بهدم خمسة بيوت بشكل كلي وعشرة بيوت بشكل جزئي في التوغل الذي لا يزال مستمراً حتى ساعة إعداد هذا التقرير، في الوقت الذي يجابه فيه عشرات المقاتلين الفلسطينيين من مختلف الفصائل قوات الاحتلال المعتدية.
وقالت المصادر الطبية الفلسطينية: إن جنود الاحتلال أطلقوا يوم الاثنين، الرصاص نحو الفتى سيف برهوم (15 عاماً)؛ حيث أصيب بعيار ناري في الرأس؛ مشيرة إلى أن إصابة برهوم بالغة الخطورة.
وكانت دبابات وجرافات الاحتلال قد توغلت فجر يوم أمس الاثنين في حي الشعوت وبلوك (جي) بمخيم رفح وسط إطلاق نار شديد وقصف تعرضت له المنازل الفلسطينية في المدينة.
وأكد شهود عيان في مخيمات رفح: أن دبابات الاحتلال تقدمت إلى الشارع الرئيس في مدينة رفح على مسافة تصل إلى مئات الأمتار من الحدود المصرية الفلسطينية، وذلك بتغطية من المروحيات الإسرائيلية والتي قصفت أهدافاً مدنية بالرشاشات في حي الشعوت وبلوك (جي).
وفي مكان ليس ببعيد عن مدينة رفح، حذر مواطنون في بلدة القرارة، شمال مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، يوم الاثنين الموافق 9- 8- 2004، من أن يكون تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي لاعتداءاتها في البلدة، مقدمة لتنفيذ مخطط جديد لسلطات الاحتلال لتهجير سكانها منها.
وقال أصحاب الأراضي التي تم تجريفها صباح يوم الأحد الموافق 8-8-2004 في أحاديث متفرقة مع (الجزيرة): أن قوات الاحتلال، اجتاحت منطقة القرارة وسط إطلاق نار كثيف باتجاه المنازل، الأمر الذي أدى إلى إصابة مواطنتين وهما داخل منزليهما، مشيرين إلى أن منطقتهم باتت مستباحة من قبل قوات الاحتلال في كل الأوقات.
وقد أمسك فلسطيني مزارع من عائلة أبو عيد بأحد أغصان الزيتون التي جرفتها قوات الاحتلال، وأقسم بالله أن عمرها يزيد عن عمر الاحتلال الذي يختلق الحجج والمبررات، قبل أن ينفذ حكم الإعدام بحق الشجرة التي شكلت منذ بدء انتفاضة الأقصى أكبر عدو للاحتلال، بعد الإنسان الفلسطيني الذي ارتبط وجوده على هذه الأرض بهذه الشجرة المباركة.
وأشار المزارع أبو عيد: إلى أن جرافات الاحتلال دفنت أشجار الزيتون بعد اقتلاعها لكي لا نستفيد من حطبها، مبيناً أن عمليات التجريف التي تواصلت مدة خمس ساعات في منطقة القرارة، طالت نحو 100 شجرة زيتون مثمرة، إضافة إلى 30 شجرة نخيل وتين.
هذا وتبين الإحصائيات الصادرة عن مدينة خان يونس، والتي وصل مكتب (الجزيرة) نسخاً منها: أن مجموع أشجار الزيتون التي تم تجريفها في المدينة، منذ بدء انتفاضة الأقصى، في أيلول - سبتمبر عام 2000، بلغ 51544 شجرةً، منها 31657 شجرةً مثمرةً ، منها نسبة ما يقارب 30% في بلدة القرارة التي تم تجريف 4170 دونماً من أراضيها من المساحة المزروعة، والتي تقدر بنحو 60% من مساحة القرارة الإجمالية.
هذا وأكد عيد العبادلة، رئيس بلدية القرارة، لمراسل الجزيرة: أن قوات الاحتلال صعدت من اعتداءاتها في الفترة الأخيرة على المنطقة، حيث استهدفت كل شيء على الأرض، مشيراً إلى أن مجموع المنازل التي تم تدميرها بشكل كلي منذ آذار- مارس الماضي، بلغت 126 منزلاً، إضافة إلى تجريف مئات الدونمات الزراعية؛ موضحاً: أن شبكات الكهرباء والطرق وخطوط المياه لم تسلم من عمليات التدمير، بهدف إجبار المواطنين على الرحيل عن أراضيهم والاستيلاء عليها.
|