(استبيان).. مجموعة من الأوراق تتضمن كمية من الأسئلة الاختيارية متعددة الإجابات توزع جزافاً على شرائح من الناس محددة أو غير محددة ولهم الخيار في تعبئتها من عدمها دون تدوين اسم المشارك بالاستبانة أو كما يسميها البعض استطلاع الرأي وقد يتجاوز مفهومها عند آخرين إلى أن يطلق عليها مسمى (دراسة).
فمثلا يوزع أحد طلاب الدراسات العليا استبانة حول ظاهرة اجتماعية، أو حالة صحية، أو مشروع زراعي، أو مسألة إعلامية ونحوها، وتصل أوراق الاستبانة إلى أيدي نماذج متباينة من الناس في العمر والثقافة والتجربة والميول إلى غير ذلك من الفروق بين أفراد المجتمع الواحد، ثم يجمع أوراقه ويستخلص معلومات الإجابات التي قد تكون خاطئة بسبب عدم فهم السؤال أو عدم إدراك كنه المسؤول عنه وعدم المعرفة بالمضمون.
ومع ذلك يبني الدارس دراسته واستنتاجاته على قاعدة المعلومات هذه رغم أنها لا تستند إلى سند قوي بسبب عدم خبرة وتخصص كثير ممن شاركوا فيها، فيكون الخلل ملاصقاً لها منذ بدايتها.
ونجد أن كثيراً من الناس يستلمون هذه الأوراق على مضض للمجاملة وعدم رغبتهم بصد من وزعها عليهم بحكم الصداقة والزمالة والجيرة.
وبعض منهم يدرك أحياناً انه غير مؤهل للإجابة على كثير من أسئلتها لبعده عن الاختصاص وعدم الاستغلال بهذا الفرع من العلوم والمعارف، فبالتالي يجيب على الأسئلة التي يعرف مقصودها ثم يخجل أن يقدم الاستبيان ناقصاً فيبدأ الإجابة العشوائية غير المنطقية على بقية الأسئلة خاصة وان اسمه لن يسجل ولاعتقاده أن المسألة تحصيل حاصل.
وان الأهداف من مثل هذه الاستبانات إنما هو لتكميل نواقص لزوم الاختبارات الإلزامية ولا يعتد بها إلى غير ذلك من الأفكار الخاطئة،
إذن فمثل هذه الاستبانات تبدأ بالخطأ وتنتهي بالخطأ وبالتالي فهي كعدمها ولا يمكن أن يعتمد على جل معلوماتها ونتائجها، فإما استبانات تبنى على أسس سليمة، وإلا فلا يلزم إضاعة الوقت وإهدار الورق.
|