عملت حكومتنا الرشيدة وما فتئت تعمل من أجل خدمة مجتمعنا السعودي الكريم..
فهي تقوم بين يوم وآخر بعمل مشاريع إنمائية في مجال البناء والتعمير، بل وفي جميع المجالات الأخرى.ففي هذه الأيام تنفذ وزارة الزراعة والمياه أكبر مشروع مائي في منطقة عسير وهو مشروع سد وادي أبها الكبير.. ففي الجهة الغربية لمدينة أبها وعلى بعد 2 كيلو متر تقع منطقة السد على مساحة واسعة من الأرض الجبلية، وقبل أيام قلائل بدأت أعمال الحفريات في المكان الذي اختير ليقام فيه سد وادي أبها حيث نسمع زمجرة الآلات الثقيلة وهي تشق الأرض وذلك على أيدي عدد من العمال السعوديين والأجانب، ومن العرب بواسطة الشركة (انكاس بونا الإيطالية) التي رست عليها مقاولة هذا السد الكبير، ولما لهذا المشروع من الأهمية فقد قمت أنا وزميلي أحمد محمد الترابي بعمل هذا الاستطلاع من خلال لقاء مع المستشار بوزارة الزراعة والمياه والمشرف على تنفيذ أعمال السد هنا الدكتور أحمد هادي الشيخ الباكستاني الجنسية ومع مدير المشروع المستر لاجوبا راتنراتي.وقد دار الحديث بيننا عن أهمية هذا المشروع وما رصدت له الدولة وما تقدمه لمواطنيها هنا في الجنوب من خدمات ستعود على الجميع بالنفع العميم.ومن خلال الحديث علمنا أن الشركة بدأت في أعمال الحفريات البدائية وأعمال (الجيولوجيا) لمعرفة طبقات الصخور في منطقة السد ومدى صلاحيتها وتحملها للبناء.. فهي الآن تجهز للبدء في جميع الأعمال المناطة بها ككل.. على أنها قامت ببناء مقر لمكاتب الشركة ومقر لمعمل التحاليل وتقدير الكميات.أما تكاليف مشروع السد تقدر بمبلغ 24.678.167 ريال، وقد رصد هذا المبلغ ورست عملية البناء على شركة (أنكاس بونا الإيطالية) على أن ينتهي العمل في هذا المشروع في مدة أقصاها 600 يوم حيث بدئ العمل في المشروع نفسه في 13 نوفمبر 1971 وقدر الانتهاء في 6 يوليو عام 1973 ومن خلال نظرة على خريطة السد المجسمة اتضح لنا انه يبلغ ارتفاعه 33م وطوله 350م وعرض 4 ويمر من فوقه طريق مزفلت يتجه إلى منطقة السودة إحدى مناطق الاصطياف الجميلة، وسيحجز السد كمية من المياه تقدر 2132000 متر مكعب.وسيكون هذا السد مقاماً على شكل هلالي يساعد على تحمل أكبر كمية من المياه دون خوف على المدينة التي تربض على وادي أبها ويشطرها إلى شطرين هي مدينة أبها.
ولا أعتقد أنني أبيح سراً إذا قلت إن مدينة أبها تعاني الأمرين من نقص في موارد المياه الجوفية، ولكنها ستكون سعيدة بهذا المشروع الذي ستنعم بخيره أياماً وأعواماً طويلة.
فمشروع شبكة مياه مدينة أبها يطرح الآن في المناقصة على ان الشركة التي سيرسو عليها هذا المشروع مكلفة بالانتهاء منه مع موعد الانتهاء من بناء سد وادي أبها لتكون الفرحة فرحتين ولتستقبل الخير من أول قطرة على جبال السودة الخضراء.عزيزي القارئ: إنني لا أجد مبرراً للإسهاب في الحديث عن مشروع سد وادي أبها، فلعل الشواهد أبلغ من القول، فمنطقة الجنوب حظيت بنصيب الأسد من النهضة العمرانية الكبرى. فعلى بعد أميال قليلة إلى الشرق الجنوبي ترتفع الأعلام خفاقة فوق مدينة الملك فيصل العسكرية وهي المدينة الثالثة بعد أبها - خميس مشيط - وقد أعجز عن التعبير، فمدينة الملك فيصل العسكرية قد تكون الوحيدة في الشرق الأوسط. ففيها فن هندسي جميل وحدائق واسعة وعمارات على الطراز الحديث ومساجد يرفع فيها ذكر الله {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.وفي أقصى الجنوب الغربي لمملكتنا الواسعة تجد مفخرة من مفاخر العهد الفيصلي والتي ستبقى ماثلة للعيان على مر الليالي والأيام تشهد بأننا أمة نؤمن بحق الوطن والمواطنين، تلك سد وادي جيزان العظيم.
وقبل ان اختتم هذا الحديث فإنني باسم كل مواطن في الجنوب أرفع أكف الضراعة إلى الله ان يحفظ لنا القائد الباني جلالة الملك المعظم الذي حقق لنا الأماني وان يأخذ بيد سمو أميرنا المحبوب خالد الفيصل أمير منطقة عسير إلى ما فيه الخير والبركة.
محمد معيض السريعي
مندوب الجزيرة بالجنوب |