في مثل هذا اليوم من عام 1999 شاهد أكثر من 350 مليون شخص في أوروبا وآسيا آخر كسوف للشمس في القرن العشرين، وقد بدأت الظاهرة في الظهور فوق الأطلنطي، في منطقة تبعد بضعة مئات من الأميال عن شرق بوسطن بشمال أمريكا، والجزء الوحيد من بريطانيا الذي شاهد الكسوف الكلي للشمس - إظلام كامل للشمس بواسطة القمر - هو كورانول في جنوب غرب إنجلترا.
وقد حجبت السماوات المليئة بالسحب الرؤية عن مشاهدي الكسوف فكانوا غير قادرين على روية المشهد كاملاً، لكن المشهد كان لا يزال درامياً، وقد انخفضت درجة الحرارة وحل الظلام على فالماوث في تمام الساعة 10.11 بتوقيت جرينيتش.
وقد صرح عالم الفلك باتريك مور - الذي كان يشاهد الكسوف من فالماوث - بأن الكسوف هو (تجربة غريبة وعجيبة)، وقد كان مئات الأشخاص الذين تجمعوا في جزيرة صقلية هم أول من شاهد الكسوف، وفي لحظة الكسوف الكلي حدث انهمار غزير للمطر حجب المشهد.
وفي مصر امتنع الكثير من المواطنين عن النزول إلى الشوارع وذلك بسبب بعض الاعتقادات الخاصة بالتأثير السيئ للكسوف، وأعلنت كل من سوريا والأردن اعتبار ذلك اليوم إجازة عامة في البلاد.
أما في باكستان وبنجلاديش فقد عانى المشاهدون من نفس ما حدث في المملكة المتحدة فقد حجبت السحب الرؤية، وأثناء الكسوف كان العلماء قادرين على قياس مدى تأثير الشمس على الغلاف الجوي للأرض ولاحظوا عواصف مغناطيسية عنيفة في الغلاف الجوي الخارجي للشمس.
وكسوف عام 1999 الكلي كان الأول من نوعه في بريطانيا منذ عام 1927 ويتوقع أن يحدث الكسوف التالي عام (2090م).
|