تعليقاً على المواضيع التي تنشرها الجزيرة عن السياحة والاصطياف اقول: يعاني اهالي محافظة القريات من قلة رحلات الطيران طوال السنة ومن سوء توقيت هذه الرحلات وتبرز هذه المعاناة جلية في فصل الصيف بسبب المصطافين الذين يقصدون بلاد الشام للاصطياف حيث يعمدون الى شحن سياراتهم من مختلف مناطق المملكة ومن بعض دول الخليج العربي بواسطة شركات نقل السيارات وفي هذا الوقت يكون هؤلاء المصطافون قد اعدوا حجوزاتهم وحقائبهم منذ فترة طويلة لكونهم يعرفون وقت بداية الاجازة ونهايتها، وعند وصولهم الى مطار القريات يكون في استقبالهم مندوبون من شركات شحن السيارات لنقلهم بسيارات الشركة الى منفذ الحديثة حيث توجد سياراتهم ويواصلون رحلتهم وفي هذا الوقت تكون حجوزات العودة بالنسبة لهم مؤكدة.
وهنا أود الاشارة الى ان السفر بواسطة الطائرة حق مشروع لكل مواطن ومقيم اذا كان بموجب النظام المحدد لذلك، الا انه يوجد عدة نقاط يجب ايضاحها للمسؤولين ليعلموا ان هناك مشكلة (وبكل تأكيد هم يعلمون ذلك) اما اذا كانوا لا يعلمون فتلك هي المصيبة، وتتلخص اهم هذه النقاط فيما يلي:
1- عندما يرغب احد (المواطنين) من اهالي محافظة القريات السفر بواسطة الطائرة وخاصة في الاجازة الصيفية فانه يصطدم بمانع عدم وجود حجوزات وقد يكون لدى هذا الشخص موعد لعلاج مريض في أحد مستشفيات المملكة في الرياض على سبيل المثال التي تبعد عن القريات مسافة لا تقل عن (1600 كيلو متر) وقد لا يستطيع السفر عن طريق البر وخاصة اذا كان معه مريض لا يحتمل عناء السفر وقد تكون حالته حرجة.
2- قد يضطر البعض الى السفر بواسطة السيارة اذا كانت لديه الامكانية لذلك الا انه توجد عدة مشاكل تتلخص في سوء الطرق وكثرة الابل السائبة التي تزاحم المسافرين على هذه الطرق والتي قتل بسببها الكثير حيث لا تكاد تخلو اسرة في القريات لم تفقد عزيزا لديها بسبب الطرق السيئة التي من المفترض ان تكون من افضل الطرق في مملكتنا الغالية حيث ان طرق الشمال تعتبر هي الطرق الرسمية لاغلب حجاج بيت الله الحرام الوافدين عن طريق البر وكذلك قاصدي جميع دول الخليج العربي الذين يقدمون عن طريق منفذ الحديثة (اكبر منفذ في الشرق الاوسط)، وقد سمعنا ان هذه الطرق سوف تصبح مزدوجة ولكن ذلك من عدة سنوات مما جعل أهالي القريات خصوصاً والشمال يوجه عام يصرفون النظر عن مجرد التفكير في هذا الموضوع يبدوا انه اصبح حلما بعيد المنال.
3- اشرت في الفقرة السابقة الى ان البعض قد يضطر الى السفر بواسطة السيارة بسبب عدم وجود حجوزات على الطائرة الا انه كذلك يصدم بعدة عوائق مثل عدم امتلاك سيارة او عدم استطاعته استئجار سيارة فيضطر آسفاً الى التوجه الى النقل الجماعي فعندما تتصل بوكيل النقل الجماعي لحجز مقعد على الباص يخبرك هذا الموظف انه لا توجد أية مشكلة والمقاعد متوافرة وليس عليك إلا ان تحضر قبل موعد انطلاق الرحلة بساعة واحدة على الاقل لكي تنهي اجراءات سفرك، وتحضر في الوقت المحدد لك الا انك تواجه عدة مشاكل منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
* عند دخولك الى مقر النقل الجماعي تجد لوحة بالتسعيرة لكل المناطق التي يصل اليها هذا النقل فتلاحظ مفارقات كثيرة منها ان التذكرة من القريات الى مدينة سكاكا بمبلغ (65 ريالا) والتذكرة من القريات الى مدينة عرعر بمبلغ (50 ريالا) مع العلم ان المسافة بين المدينتين واحدة وكذلك تلاحظ ان هناك رحلة واحدة يومياً من القريات الى الجوف بينما يوجد (5 رحلات) يومياً من القريات الى عرعر.
* الموظف الذي ابلغك بالحضور قبل موعد الرحلة بساعة يحضر قبل الموعد المحدد لانطلاق الرحلة بربع ساعة ولك ان تتخيل كيف يكون الوضع.
* بعد المعاناة في شراء التذاكر تصطدم بالعمالة الموجودة التي تخبرك بأن عليك ان تحمل حقائبك وتضمها في الباص بنفسك وليسوا مسؤولين عن أي شيء من ذلك.
* مجموعة من العمالة الوافدة هم من يعمل في محطة النقل الجماعي بالقريات ولم أشاهد موظفا سعوديا واحدا على الاقل فأين السعودة من هذا القطاع الحيوي الذي اعتقد انه اهم واولي بالسعودة لما لذلك من محاذير امنية وخاصة في ظل الظروف الراهنة.
خالد بن جزع البديوي
محافظة القريات |