تسعى برامج السياحة الداخلية إلى تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي من أجله أعدت هذه البرامج، سواء كانت تلك اقتصادية او اجتماعية، وهذا البعد الاستراتيجي الذي تنتهجه الدولة في تفعيل برامج السياحة الداخلية إنما هدفه أن تكون الدائرة المالية داخل الوطن، وإضفاء الطمأنينة في روح المواطن وإدخال الفرح والسرور لجميع فئات المجتمع وخاصة التي لا تستطيع ان تغرد خارج الوطن، ولذا نجد أن الفرد هو الغاية من هذه الفعاليات.
وكنت أتصفح بعضا من الصحف اليومية، وإذ بي أستعرض فعاليات كل منطقة وللأسف الشديد لم أجد أي إشارة لمشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة بل لم يؤخذوا في الحسبان، ونسوا تماما إلا من بعض المناطق واعتقد ان في مهرجان جدة برامج خاصة بهم ولكن للأسف لم تنشر في الصحف اليومية من هنا لا أدري عن سبب هذا الإغفال والتجاهل هل هو متعمد؟ أم انهم دوماً في عالم النسيان؟ من المسؤول عن ذلك؟ هل هم المنظمون؟ أم هم المسؤولون؟ ام هي مسؤولية اجتماعية يتحملها الجميع؟ على أي حال تظل هذه الفئة في صميم القلب وبين ثناياه في نفوس وأذهان الطيبين من ابناء المجتمع، ولا اعتقد ان تلك النفوس قد خلت من الجوانب الإنسانية في ذواتها بأن اغفلت هذه الفئة متعمدة بل تحتاج إلى من يحرك ويدعم آمالها، وإيصال صوتها في كافة فعالياتنا الاجتماعية.
ما جعلني أشعر بالضيق من ذلك هو عدم الإعلان عن أي من برامج السياحة لهذه الفئة تحمل مضمونا وبعداً إنسانيا يحسه المعاق واسرته والمحيطون به حتى تشعر هذه الفئة بأهميتها وقيمتها بيننا، ومن هنا أنا لا أدعو الى تمييزها عن الآخرين ووضع كل برامجها بمعزل عن فعاليات المجتمع بل ضمن هذه الأنشطة، ويشار له في تلك البرامج. وبذا حين نعمل على ذلك فإننا نكون قد أوفيناها حقها وجعلناها تشعر بكيانها ووجودها وفيه ايضا بعد إنساني اجتماعي في ذوات أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بانتشال أطفالها من دائرة ضيقة تتمحور دوما من المنزل للمركز الخاص او روتين حياته اليومية وفيه تكاتف اجتماعي تشعر به الأسرة بأهميتها وبأن الجميع يقف معها ويساندها.
أيها المنظمون.. هل أدركتم هذه الفئة وقصوركم تجاهها؟ إن كانت الإجابة بنعم فيجب عليكم تدارك ذلك في الأعوام القادمة، وإن كان لها نصيب في احتفالاتكم!! فأين هو ولماذا لم يفعَّل او يعلن عنه؟؟ وعليه إنى على يقين أن اي احد من المنظمين تظل فيه سمة إنسانية نبيلة تجاه النفوس الحيارى من ذوي الاحتياجات الخاصة ولكنها قد تغفل غير متعمدة؛ فلذا وجب عليناالتذكير بها.
ومن هنا أذكر - وليس هو يغافل - رجل طيب المقام بأفعاله التي لا تنسى مع الأطفال المعاقين وله أياد بيضاء في رعاية هذه الفئة، وهو من يحمل الآن مسؤولية السياحة في بلادنا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أمين عام الهيئة العليا للسياحة.. وقبل هذا رئيس الجمعية العربية السعودية لرعاية الأطفال المعاقين بأن يولي هذا الموضوع أهمية. لأن ذوي الاحتياجات الخاصة هم أيضا( هَمُّ )وطني يجب أن لا يغفل.. والله من وراء القصد.
|