بلاشك.. سوف يتبادر إلى ذهنك عند زيارة مقر المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في الرياض.. أو اي مكتب من مكاتب المؤسسة العشرين.. أنك أمام مؤسسة وطنية حكومية مختلفة شكلاً ومضموناً عن باقي المؤسسات والدوائر الحكومية.. حيث العمل الدقيق.. والمواعيد المنضبطة.. والاسلوب العصري والحضاري في إدارة دفة العمل وبعيداً عن الروتين الممل والذي يكاد يغتال.. غالبية المؤسسات الحكومية فلو اردنا التوقف قليلاً عند اعمال المؤسسة وادوارها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية سنجد بأنها تؤدي دوراً مهماً في عملية التنمية من خلال استثمار عوائدها في المشروعات التنموية الوطنية ودعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وتقليل معدلات البطالة ودعم مشاريع السعودة وتنمية الوعي التأميني.. والتأكيد.. على مبدأ التكافل الاجتماعي.. وتقديم كذلك مميزات لمشتركيها في حالة تعرضهم للإصابات المهنية المختلفة.. ولعل نظام (تبادل المنافع) بين نظامي التقاعد المدني والعسكري والتأمينات الاجتماعية والذي بدأ تطبيقه مطلع ذي القعدة الماضي.. من أهم القرارت التي سوف تساهم في رفع معدلات السعودة.. وسهولة انتقال القوى العاملة بين الانظمة.. وشعور كل العاملين في القطاع الخاص بالأمان الوظيفي ولأن لكل عمل مميز أسباباً وعوامل.. فحرياً بنا أن نبحث عن الاسباب الحقيقية التي جعلت من هذه المؤسسة أنموذجاً حياً ومميزاً.. فلو اردنا مثلاً ان نتوقف عند رأس الهرم في المؤسسة.. معالي محافظ المؤسسة الاستاذ سليمان الحميد لوجدناه انساناً متفهماً وعصرياً.. ومنفتحاً على كل وسائل الإعلام بشكل راقٍ.. بالاضافة إلى كونه عقلية اقتصادية متمكنة.. وإداري ناجح تدرَّج في كل الوظائف حتى بلغ كرسي المحافظ.. فقد وجدته في لقاء صحفي سابق أجريته مع معاليه في هذه الجريدة.. بسيطاً في تعامله وعميقاً في ثقافته.. فلم يتهرب من أي سؤال ولم يراوغ.. بل على العكس تماماً كان واثقاً من عمله.. واداء مؤسسته.. فأي مؤسسة بالعالم برأيي االشخصي لا يمكن ان تنجح إلا في ظل رئيس ناجح.. وهذا ما تحقق لهذه المؤسسة الوطنية.. والتي سبقت عمرها الزمني وعانقت بثبات اقتصادي وترحيب اجتماعي النجاح تلو النجاح.. فمن المهم أن نأخذ هذه المؤسسة.. كمثال في كافة المؤسسات الوطنية الاخرى.. وأن نبحث في كل الاسباب والتي جعلت من هذه المؤسسة مثالاً ناجحاً ومتميزاً.. فكلنا امل بكل مؤسسات الوطن.. ان تغيّر تلك الصورة الذهنية.. النمطية المأخوذة عن المؤسسات الحكومية.. بروتينها الممل.. وإجرءاتها البطيئة وان تحاول اللحاق بالركب باسلوب حضاري متقدم ولكي نخلق حالة مميزة.. يسودها التقدم والانضباط مليئة بالإنتاجية والبعد كل البعد عن السلبية والتخاذل في خدمة الوطن من خلال كل مؤسساتنا العزيزة.
|