Wednesday 11th August,200411640العددالاربعاء 25 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
محطات أخطر من المخدرات
عبدالرحمن سعد السماري

يبدو أن مهمة بعض القنوات الفاضية.. قياس حجم ما نتمتع به من عقل ورزانة وأدب.
** بعض المحطات الفضائية.. وبالذات الجديدة.. تتسابق للسقوط في أوحال التدمير الأخلاقي..
** هناك حالة تسابق.. ليس للارتقاء بالذوق والأدب والأخلاق.. ولا لتقديم وجبة علمية أو ثقافية أو معلومات مفيدة.. بل لإفساد الأخلاق.. وجر الناس إلى الهاوية.
** اليوم.. في الدش.. مئات المحطات.. وفي كل يوم.. نصحو على عشرات المحطات الجديدة.. وبالذات.. الموجهة لشبابنا.. لتعلمهم نمطاً معيناً من الأخلاقيات.. وهي أخلاقيات فاسدة مرفوضة.
** (الفيديو كليب) وحده هذا.. هو هادم الأخلاق.. ومعلم أنماط الفساد..
** تلاحظ أن بعض الصغار.. بنين وبنات تصرفاتهم ولهجتهم ولغتهم وتعاملهم.. هو ما يدور في الفيديو كليب..
** آباء وأمهات.. يسمحون حتى لصغارهم بمشاهدة هذه الأغاني الفاسدة.
** أغانٍ هابطة ضعيفة هزيلة.. ليس فيها كلمات ولا لحن ولا أداء.. وكل ما فيها.. المشاهد المصاحبة (تضرب في العلالي) ليس لأن كلماتها قالها امرؤ القيس.. ولا المتنبي.. ولا علي بن الجهم.. بل هي (خرابيط) مثل (برقانة الشياب) ومع ذلك.. يتسمر أمامها.. الشباب والشياب لمشاهدة المشاهد المصاحبة فقط.
** شيء مخيف ومفزع للغاية.. أن نكون بهذا المستوى.
** مشكلتنا اليوم.. ان هذه المحطات في تزايد وتنامٍ.. ولا أدري.. مَنْ يمولها.. ولاكيف تموّل.. وأقول (ما أدري) لأن كلمة (ما أدري) ما لها عاقبة..
ولا أعتقد.. أنها تعتمد على تلك الاتصالات المدفوعة.. فهل ندمر بيوتنا وأخلاقنا بفلوسنا؟
** إن بوسع أي شخص.. أن يدخل في بيته (دش)، ولكن.. عليه أن يضع رقابة.. ويبرمج ما يريد.. ويلغي ما لايريد من المحطات الفضائية.. فهناك محطات أخطر من المخدرات والسموم.
** إنني أستغرب من بعض كُتّابنا.. الذين يتناولون جماعات تحفيظ القرآن وبعض المعاهد والكليات والجامعات.. بالهمز والغمز.. ولا ينسون أن يتندروا عليها ظلماً وعدواناً.. ولا نقول جهلاً.. لأن الجاهل يُعلَّم ثم يؤدب..
** أقول.. أستغرب.. كيف هؤلاء الكُتّاب يسنون أقلامهم لمهاجمة هذه المحاضن الطيبة المباركة.. التي خرَّجت أفضل الشباب وأصلحهم.. ويتناسون مهاجمة هذه الفضائيات التي دمَّرت أخلاق شبابنا.. وقادتهم إلى الهاوية!.
** إنني أستغرب كيف تُضخ هذه الأموال الكبيرة في الإفساد ولتدمير أخلاق الناس.. ويشح هؤلاء عن دفع ريال واحد لجماعات تحفيظ القرآن أو جمعيات خيرية.. كجمعيات البر مثلاً؟
** نتمنى.. أن توجه هذه الأقلام.. للمدمر الفعلي لأخلاقنا وأخلاق شبابنا وبناتنا.. ونترك..تلك المحاضن الطيبة المباركة.. فخريجوها.. شهود على سلامة منهجها.
** وأقل ما نطلبه من كُتّابنا.. هو عدم مهاجمة هذه الدور المباركة.. والكف عن سوء الظن بها.. ولا نطلب منهم.. الدفاع عنها.. بل (من خيرهم.. كفاية شرهم).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved