المشكلة تمثل أولوية لدى حكومة ثاباتيرو
حملة إسبانية للتسوية في الصحراء الغربية بتعديل خطة بيكر

* مدريد - من إيما -جراهام هاريسون - رويترز:
قال مسؤول إسباني كبير: إن إسبانيا تسعى إلى حشد دعم دولي لإحياء اتفاق متعثر بشأن الصحراء الغربية، لكن مسؤولية إحلال السلام في المنطقة تقع على عاتق الأمم المتحدة.
وتعطي الحكومة الإسبانية الاشتراكية الجديدة القضية أولوية في جدول أعمالها الدبلوماسي حيث أوفدت وزير الخارجية ميجل إنخيل موراتنيوس ونائبه برناردينو ليون في مهام إلى شمال إفريقيا.
وآلت الصحراء الغربية للمغرب في عام 1975 عندما انسحبت منها إسبانيا التي كانت تحتلها. وخاضت حركة تدعمها الجزائر حرب عصابات من أجل إقامة دولة مستقلة في الصحراء إلى أن توسطت الأمم المتحدة في وقف لإطلاق النار في عام 1991م. وقال ليون الذي زار المنطقة الأسبوع الماضي: (رسالتنا هي أن المشاكل الدولية لا يمكن تقسيمها إلى مشاكل تحتل الصفحات الأولى وأخرى تحتل الصفحات الثانية أو الثالثة.. المغرب العربي يمثل بعض التحديات ذات الأهمية البالغة بالنسبة لأوروبا).
وقال لرويترز في حديث هاتفي: (إننا نلفت اهتمام الولايات المتحدة وفرنسا والدول الأخرى في المنطقة إلى الصحراء الغربية).
وشدد ليون على أن إسبانيا لا تطرح خطة جديدة للسلام في المنطقة الغنية بالفوسفات والتي يعتقد أن بها احتياطيات نفطية قبالة الساحل. وقال: إن مدريد ملتزمة بالخطوط الأساسية لخطة الأمم المتحدة المطروحة بالفعل، لكنها تدرك أنها ليست مقبولة في صيغتها الحالية بالنسبة للمغرب.
وكان رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو قد صرح بأنه يعتقد أن حل الخلاف الذي مضى عليه ثلاثة عقود أمر ممكن خلال ستة أشهر.
وسمّم خلاف الصحراء الغربية العلاقات بين المغرب والجزائر حيث يعيش 150 ألف لاجئ. وزار ليون مخيمات اللاجئين في الأسبوع الماضي وهو أول مسؤول إسباني كبير يفعل ذلك. واستقال آخر مبعوث للأمم المتحدة للمنطقة وهو وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر من منصبه في يونيو - حزيران بعد جهود استمرت سبع سنوات دون جدوى للتوصل من خلال التفاوض إلى تسوية دائمة.
وكان اقتراحه هو جعل الصحراء الغربية جزءاً من المغرب يتمتع بحكم شبه ذاتي لبضع سنوات يعقبها إجراء استفتاء يحق للسكان فيه الاختيار بين الاستقلال واستمرار الحكم شبه الذاتي والاندماج مع المغرب. ورحبت الجزائر وجبهة بوليساريو التي تسعى للاستقلال بالخطة إلا أن المغرب الذي يعارض استقلال الصحراء الغربية رفضها.
وقال المسؤولون الإسبان إنهم يريدون منح الفارو دي سوتو مبعوث الأمم المتحدة الجديد صلاحيات أكبر وإدخال تعديلات على خطة بيكر، لكنهم يحجمون عن الخوض في التفاصيل. وقال ليون نافياً التقارير بأن إسبانيا تعمل في إعداد مبادرة مع فرنسا: (إسبانيا ليست لديها خطة متعمقة.. نعتقد أن هذا هو العمل الذي يجب أن يعهد به إلى سوتو).
وأضاف قائلاً: (من الواضح أن المغرب لا يقبل خطة (بيكر) وعلينا أن نعرف أي العناصر التي يتعين إضافتها.. لكي يقبلها المغرب دون تغيير جوهرها). وقال: إن من بين المكونات التي تعتبرها إسبانيا جوهرية إجراء استفتاء ما.
وتابع أن الخطاب الأخير من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى الأمم المتحدة الذي قال فيه إن الخلاف هو مشكلة تصفية استعمار هو مؤشر على أن بلاده ربما كانت تستعد لجولة جديدة من المفاوضات. وقال: (أعتقد أن هناك الآن إدراكاً لضرورة أن تمضي (المحادثات) قدماً.. وهم يتخذون مواقف قبل عملية تفاوض محتملة.. والشيء المهم هو أن الأبواب ليست مغلقة).