* مكتب الجزيرة -فلسطين المحتلة - القاهرة - بلال أبو دقة:
كشفت مصادر فلسطينية مطلعة ل(الجزيرة) عن أن حوارات معمقة ستجرى بين الفصائل الفلسطينية في كل من قطاع غزة والقاهرة خلال الفترة القريبة المقبلة بهدف ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية، ومحاولة منع أي تفاقم في الأوضاع؛ إضافة إلى مناقشة العملية السياسية وخاصة خطة الانفصال أحادى الجانب وما آلت إليه خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة.
وتوقعت المصادر الفلسطينية في هذا السياق أن يصل إلى الأراضي الفلسطينية عدد من المسؤولين الأمنيين المصريين. وقالت المصادر ذاتها: إن اللقاء الأخير بين وفد من قادة حماس والمسؤولين المصريين ما هو إلا مقدمة للقاءات أخرى في القاهرة؛ ستشارك فيها بعض القوى الفلسطينية، معتبرة أن ما يجري من تهدئة في الساحة الفلسطينية وخاصة الانسحاب الأخير من بيت حانون وإعادة افتتاح معبر رفح جاءت نتيجة لسعي الولايات المتحدة لفرض أجواء من التهدئة على الأقل في الوقت الحالي، وهو دور تنشيطي لإجراءات تساعد فقط على الاستقرار والتهدئة، وليس لإيجاد حل عشية اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية؛ إضافة إلى وجود رغبة أمريكية ملحة في إنجاح خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة. وأشارت المصادر الفلسطينية في حديثها ل(الجزيرة) إلى أن الحوارات الفلسطينية ستجري على نار هادئة لحين الانتهاء من تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة المزمع تشكيلها الشهر الجاري.
واعتبرت هذه المصادر أن الأجواء مهيأة الآن لمناقشة موضوع وقف إطلاق صواريخ القسام والهاون؛ وخاصة أن حركة حماس أعلنت أن ذلك الأمر مرهون بالانسحاب الإسرائيلي من بيت حانون، مشددة على أن هذا الموضوع هو مدار بحث بين الفصائل الفلسطينية للخروج بصيغة معينة يقبل بها الجميع.
الأهرام: التوصل إلى اتفاق بين القاهرة وحركة حماس
وكانت صحيفة (الأهرام) المصرية أفادت في عددها الصادر يوم (الاثنين)، الموافق 9 - 8 - 2004م أن محررها السياسي علم أنه تم التوصل بين القاهرة وحركة حماس إلى اتفاق بشأن ضمان الوحدة الفلسطينية بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية.وقالت (الأهرام): إن الاتفاقية تتعلق بتدعيم الوحدة الوطنية والترتيبات الخاصة بضمان سلامة البيت الفلسطيني في مرحلة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي المزمع من قطاع غزة وبعض أجزاء من الضفة الغربية.
وفي الإطار نفسه ، فمن المقرر أن تتوصل مصر إلى اتفاق مماثل في هذا الصدد مع حركة فتح، كبرى الفصائل الفلسطينية، في الوقت الذي توالي فيه مصر جهودها للاتفاق مع بقية الفصائل الفلسطينية .
وعلم المحرر السياسي أنه من المتوقع إتمام جهود هذه الاتفاقات في النصف الأخير من شهر أيلول - سبتمبر المقبل، والتوصل في النهاية إلى برنامج عمل وطني فلسطيني باتفاق كل الفصائل، ويتم على أساسه الترتيب لمرحلة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي، وإرساء قواعد فرض النظام والقانون، وتحقيق سيادة الأمن العام داخل الأراضي الفلسطينية، التي تنسحب منها القوات الإسرائيلية ..
يشار إلى أن القاهرة طلبت من السلطة الفلسطينية أن تقوم أجهزتها الأمنية الثلاث بترشيح 45 ضابطاً فلسطينياً ليتم تدريبهم في القاهرة الشهر المقبل .
إلى ذلك كشف المحرر السياسي في الأهرام عن اتفاق مبدئي على تغيير نوع القوات المصرية من شرطة إلى قوات حرس حدود، دون الدخول في مفاوضات حول تعديل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية .. كما يجري التحدث حالياً في موضوع إعداد هذه القوات .
وأفادت الصحيفة المصرية أن الاتفاق تبلور خلال زيارة قامت بها بعثة مصرية عسكرية إلى إسرائيل.
وعلم المحرر السياسي أن مصر حددت شروطاً أساسية لا بد من توافرها أولاً لبدء تنفيذ ذلك، وتشمل الآتي :
* الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة .
* عدم إغلاق قطاع غزة، وأن يكون مفتوحاً على العالم ، ويشمل ذلك تشغيل ميناء غزة البحري ، ومطارها الجوي .
* وجود اتصال بين قطاع غزة والضفة الغربية .
|