*بغداد - النجف - الوكالات:
دعا الجيش الأمريكي أمس الثلاثاء المدنيين إلى إخلاء المنطقة التي تدور فيها المعارك في النجف على الفور وطلب من الميليشيا الشيعية مغادرة المدينة التي تحتدم فيها المعارك لليوم السادس على التوالي.
وقد جابت سيارات الهامفي الأمريكية بعض أحياء المدينة وهي تطالب عبر مكبرات الصوت الأهالي بإخلاء مناطق العمليات دون أي تأخير.
وهذه هي المرة الأولى التي تطالب فيها القوات الأمريكية بإخلاء المنطقة بحسب سكان المدينة الذين باتوا يخشون أن تقوم تلك القوات بعملية واسعة. كما طالبت القوات الأمريكية ميليشيات جيش المهدي بمغادرة المدينة.
وشوهد العديد من عناصر الشرطة العراقية وهم على متن سيارات بيك-اب متوجهين إلى وسط المدينة، حيث كانت مروحيتان تحومان فوق المكان. وقد حلقت الطائرات الحربية في سماء مدينة النجف على ارتفاع منخفض مخترقة جدار الصوت.
وحاول العديد من أهالي المدينة بعد سماعهم عن تقارير تحدثت عن هدنة لمدة 24 ساعة، التوجه إلى محالهم التجارية لتفقد ممتلكاتهم، فيما حاول آخرون الهروب من المدينة.
وكان متحدث باسم الجيش الأمريكي أعلن أمس الأول أن (أربعة جنود (أمريكيين) من القوة الدولية المتعددة الجنسيات قتلوا منذ بداية المعارك في النجف وجرح 19 آخرون).
ويعود غياب حصيلة من المستشفيات أو الجهات الرسمية العراقية إلى استحالة وصول فرق الإنقاذ إلى ساحة القتال بسبب المعارك العنيفة الدائرة.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية أمس مقتل 15عراقياً وإصابة 136 آخرين خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة في أحداث العنف والمعارك التي تشهدها بعض المدن الشيعية العراقية.
وقال الطبيب علي حنون من غرفة عمليات وزارة الصحة المكلفة بإعداد إحصائيات عن قتلى وجرحى أعمال العنف: إن (15 عراقياً قتلوا وأصيب 136 آخرون بجروح مختلفة جراء المصادمات التي جرت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في عموم المدن العراقية ما عدا مدينة النجف)، حيث تدور معارك ضارية بين أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات الأمريكية. وأوضح (في بغداد وحدها سقوط 12 قتيلاً وأصيب 127 آخرون بجروح وفي مدينة العمارة قتل اثنان وأصيب ستة آخرون وفي محافظة الأنبار قتل عراقي وأصيب ثلاثة آخرون).
وأضاف المسؤول أن هذه الحصيلة سجلت اعتباراً من الساعة 9.00 بالتوقيت المحلي من صباح أمس الاثنين (5.00 ت غ) لغاية الساعة 9.00 من صباح أمس الثلاثاء.
وأكد المسؤول الصحي أن (هذه الإحصائيات ليست كاملة بسبب صعوبة الاتصال مع بعض المستشفيات العراقية وخصوصاً في مدينة النجف).
ومن جهة أخرى أعلن عدنان الشريفي نائب محافظ الناصرية أمس الثلاثاء أن اتفاقاً وقع بين المحافظ صبري حامد بدري الرميض والقوات الإيطالية يتضمن عدم دخول القوات الإيطالية إلى المدينة إلى حين انتهاء المعارك في مدينة النجف.
وقال الشريفي الذي يعد الناطق الإعلامي باسم المحافظة إن (القوات الإيطالية العاملة في مدينة الناصرية لن تدخل المدينة إلى حين انتهاء المواجهات المسلحة في مدينة النجف).
وأوضح أن (اتفاقاً حصل بين المحافظ صبري حامد بدري الرميض وقائد القوات الإيطالية بهذا الخصوص).
وتقع القاعدة الإيطالية على بعد 15 كلم غرب المدينة.
ومن ناحية أخرى قال مصدر في الشرطة العراقية في السماوة: إن عناصر من قوة مكافحة الشغب في المدينة ألقت القبض على عدد من عناصر جيش المهدي.
وقال النقيب عماد الوهامي مدير شرطة مكافحة الشغب في المحافظة: (عناصر من شرطة مكافحة الشغب في المحافظة قامت أمس ولليوم الثاني على التوالي باعتقال 22 شخصاً من عناصر مليشيا جيش المهدي في المدينة). وأضاف (قوائم بأسماء المطلوبين تم إعدادها بالتعاون مع الأحزاب الدينية في المحافظة).
وكانت تقارير قد تحدثت عن قيام مجموعة من عشائر محافظة السماوة في شهر مايو أيار الماضي بتوجيه إنذار لا يخلو من التهديد إلى مكتب الصدر وإلى عناصر جيش المهدي في المدينة من إثارة المشاكل وتعكير صفو الهدوء الذي تنعم به المحافظة مما قد يؤثر على الخدمات التي تقدمها القوات اليابانية الموجودة هناك لأهالي المحافظة.
| 
"دوليات"