* كتب - علي العبدالله:
هناك خيط رفيع يفصل بين الثقة بالنفس والغرور، فالأولى تجبر الفرد منا على احترام الآخرين وتعطيه الحق في الحديث عن إمكانياته بكل حرية دون تجريح لأحد أما الثانية فتجعله لا يرى إلا نفعه متحدثاً عنها بكبر وتعالٍ أما البقية فهم لا شيء.
ما دعاني لكتابة هذه المقدمة.. هو المخرج السوري (نجدت أنزور) ففي آخر حواراته الصحفية بانت عليه ملامح الكبر والتعالي. ومن خلال إجاباته على بعض الأسئلة قلل من إنجازات وعطاءات غيره كثيراً بل واتهمهم بالتافهين.. وقال عبارة لم أتوقع أن تصدر من مخرج بحجمه إلا وهي:
(أنا المخرج العربي الوحيد، إذا مشيت في الشارع يعرفني الناس)
فهل هذا الكلام منطقي.. ومعقول!! فالناس تعرف الكثير من المخرجين.. والفنانين.. حتى أحياناً أعضاء الكومبارس، فالجمهور تختلف ثقافاته واهتماماته.
وكذلك تتعدد شرائحه وطبقاته ومن الصعب جداً قول هذا الكلام!!
وشكك (أنزور) بمصادر التحويل لدى الأعمال المصرية دون تزويدنا بأدلة وبراهين تثبت وتدعم كلامه.. وتوضح للقراء ماذا يقصد بالضبط.. فاتهامات خطيرة كهذه يجب أن تبنى على أسس صحيحة وسليمة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها (أنزور) السينما المصرية فسبق أن فعلها في برنامج (خليك بالبيت) ووصفها بالمارد ولكن اتهاماته هذه المرة بدت أكثر قسوة وجدة.. وخرجت عن النطاق المتعارف عليه.. حيث إنه لم يحترم الآخرين.
كل ما أخشاه على مخرجنا الذي أبدع في مجموعة من الأعمال الدرامية المميزة أيبقى وحيداً في برج عاجي..
ويصل به المطاف إلى هذيان العظمة فهل يعي.. أنزور ذلك جيداً.. ويخفف من حدة لسانه..!!
|