* سراة عبيدة - سعد بن فهد القحطاني
يتبادر سؤال إلى ذهني كلما رأيت شاباً أو فتاة وقد حصلا على الثانوية العامة.. (وخاصة هذه الأيام).. بل إن بعض شبابنا تخرج بتقدير عال، والغريب في الأمر أن كثيراً منهم لم يحصلوا على مقعد في إحدى جامعاتنا العريقة ولم يجدوا وظيفة من الديوان ترحب بهم ولا شركة خاصة تقبلهم.. ودليل ذلك ما تطالعنا به معظم صحفنا اليومية تجاه هذه الفئة وطلباتهم، بل معاناتهم وكذا سنقرأ وتقرؤون الكثير من ذلك في الأيام القادمة.
وعموماً يجد خريج الثانوية العامة نفسه منبوذاً حتى من بيته، فأبوه أصبح يرى أنه بلغ مبلغ الرجال ويجب عليه الاعتماد على نفسه ويجد نفسه في بحر عميق متلاطم في خضم هذه الظروف التي أصبحت فيها الحياة عملية جداً.. ثم نطلب منه أن يكون مثالثاً.
أعرف بعضهم وقد أحرقت الشمس صدغيه من كثرة تنقله في حرِّ الظهيرة وفي مدينة كبيرة اشتهرت بحرارة جوها وبعد مسافاتها ولم يجد سوى (حلم) يطوف به وهو يمشي على الرصيف الساخن.. شخص موسر يقف ويأخذ بيده عمل شريف يغدق عليه وينقله من الشقاء إلى السعادة.. ويتمنى لو أنه رسب ولم ينجح هذا العام لأنه حُرم الإجازة مع أهله ولاقى معاناة بدون أي نتيجة أو فائدة.
|